خطبة (15)(تسعة أصول) مهمة يحتاجها العامي وطالب العلم ليعصم بإذن الله من الزلل(التوكل)

خطبة (15)(تسعة أصول) مهمة يحتاجها العامي وطالب العلم ليعصم بإذن الله من الزلل(التوكل)

مشاهدات: 1025

خطبة رقم [15]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( تسعة أصلا )

يحتاجها العامي وطالب العلم في هذا الزمن ليعصمه الله من الزلل

 (( التوكّل ))

ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

elbahre.com/zaid

ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

 

    ذَكَرنا في خُطَبٍ سالِفة ثلاثةً وعشرين أصلًا بعدَ المئة يحتاجُها العامّيّ وطالب العِلم في هذا الزمن حتّى يُعصَمَ بإذن الله عزّ وجلّ  مِن الزَّلل

 

    الأصلُ الرَّابِعُ والعِشرون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الـتَّــوَكُّــلُ :

 هو تفويضُ الأُمورِ كلِّها لِلّهِ وحدَهُ ، وحدَهُ

 

قال تعالى :

{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }

 ومع هذا التفويض يَلزَم أن يأتِيَ بِالأسباب التي لا تُخالِفُ الشَّرع ، فَمَعَ تفويض الأُمورِ كلِّها للهِ وحده يَفعلُ العَبد الأسبابَ

 

فَلَيْسَ المتوكِّل مَن فَتَحَ البابَ لِلسارق ، وَلَيْسَ المُتوكِّل مَن وَضَعَ يَدَهُ في فَمِ الثُّعبان .

 

الأصلُ الخامس والعِشرون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الـتَّــوَكُّــلُ نِصفُ الدِّين :

 { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

 

قال شُعَيبٌ عليه السلام كما ذَكَرَ عزّ وجلّ :

عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } }

نَعَمْ ، الـتَّــوَكُّــلُ نِصْفُ الدِّين .

فَلا قُدرةَ لك على فِعْلِ الطاعةِ والعِبادة إلّا بِعوْنٍ مِن الله ، استِعانَةٍ بالله وتوكّلٍ على الله عزّ وجلّ

 

الأصلُ السادس والعِشرون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مِن أسمائه عزّ وجلّ الـوَكِـيــل

 

الـوَكِـيــل الذي يَتَولّى أُمورَ عِبادِه ، فَيَأتي إليهم بما يَنفعُهم ، ويَدفعُ عنهم ما يَضُرُّهم

 

هُوَ المُتَولِّي لِأُمورِ عِبَادِه فيما يَطلُبونَه :

{ حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ }

 

وهوَ الذي يَدفعُ الضُّرَّ عن عِبادِه:

 قال تعالى لمّا ذَكَرَ عزّ وجلّ حالَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مع كُفّارِ قُرَيْش في غزوةِ أُحُد

{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }

 

الأصلُ السابع والعِشرون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الـتَّــوَكُّــلُ يَحتاجُ إِلَيْهِ أَعْظَمُ الناسِ عِــبــادةً لله ، فَالكُلُّ مُحتاجٌ إلى الله

قال عزّ وجلّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم

 { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }

 

  فَهذا هُوَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أعظمُ الناسِ عِــبــادةً لله وأعظمُ الخَلْق مُحْتاجٌ إلى أن يُفَوِّضَ أُمورَهُ كُلَّها لله عزّ وجلّ

 

الأصلُ الثامن والعِشرون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الـمُـتَـوَكِّـلُ على الله هُوَ مِن أتْباعِ مُحَمَّدِ بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلّم

 

قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }

  أي هُوَ حَسبُك كافِيكَ يا مُحَمَّد وكافي المؤمنين

 

  فَــمَـــنْ تَـوَكَّل على الله فَهُوَ مِن أتْباعِ رَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

 

الأصلُ التاسع والعِشرون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مَن تَوَكَّلَ على غَيْرِ الله فَهُوَ المَخْذول

 لَوْ تَوَكَّلَ العَبْدُ على أعْظَمِ عَـظيمٍ في هذه الدُّنيا فَهُوَ المَخْذول ؛ لأنّ المالِكَ المَلِك مالِكَ الأَملاك هُوَ الله

   ولِذا قال عزّ وجلّ هُنا :

{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

 أي كافيه

  

  إِذَنْ مَن يَتَوكّل على غيرِ الله يَتَخلّى الله عنه . ومَن تَخَلَّى الله عزّ وجلّ عنه فَهُوَ المَخْذول

 

  ولِذا ثبتَ قولُه صلّى الله عليه وآله وسلّم :

( مَن تَعَلَّقَ شيئًا وُكِلَ إِلَيْهِ )

 مَن تَعَلَّقَ قَلْبُه بِشَيْءٍ سِوى الله خَذَلَه الله وجَعَلَ أَمرَهُ إلى ذَلِكَ المَخلوق

 

  أَسألُ اللهَ عزّ وجلّ أن يجعلَني وإيّاكم مِن المُتَوَكِّلين على الله حَـقَّ الـتَّـوَكُّـل

 

الأصلُ الثلاثون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مِن ثَمَراتِ الـتَّــوَكُّــلِ على الله عزّ وجلّ :

 مِن الثَّمرات أنّ اللهَ عزّ وجلّ يُنْقِذُ عَبْدَهُ مِن الهَلاكِ المُـحَـقَّـقِ

 

إِبْرَاهِيمُ عليه السلام كما جَاءَ عند البُخَارِيّ مِن حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما لمّا أَلْقَوْهُ في الـنّــارِ ماذا قال ؟ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

 

  فَإلْقاؤه في النار هلاكٌ مُحَقَّق ، لَكِنْ لمّا قال هذه الكلمة وهي كلمة الـتَّـوَكُّـل أنقَذَه الله عزّ وجلّ :

{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ }

 

الأصلُ الواحد والثلاثون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أنّ الـتَّــوَكُّــلَ كُلَّمَا ازْدادَ مِنهُ العَبْدُ ازْدادَ إيمانُهُ :

{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ }

 ماذا بَــعْــدَها

{ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }

 حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

 

الأصلُ الثاني والثلاثون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الـمُـتَــوَكِّــلُ عَلَيْهِ ألّا يَنْظُرَ وألّا يَسْمَعَ إلى حالِ وكلامِ المُرْجِفين المُثَبِّطين . مادامَ أنّه تَـوَكَّـلَ على الله فَلا يُثْنيه ما يقولُه المُرْجِفون بَلْ يَزداد ثِقَةً إيمانًا وتَـوَكُّـلًا على الله

 

  لمّا قالَ أبو سُفيان لِذلكَ الرجُل بَعْدَ غزوةِ أُحُد : اذْهبْ إلى مُحَمَّد وقُلْ لهُ إنّي جَمَعْتُ الْجُمُوعَ . مِن أجْلِ أن يُخَوِّفَهُ .

وأُصيبَ ما أُصيبَ النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأُصيبَ ما أُصيبَ الصحابةُ رَضِيَ الله عنهم مِن القَرْحِ والشَّدائد بعدَ ما وقَعَ في غزوةِ أُحُد .

 

  فأَتَى ذَلِكُمُ الرَّجُلُ يُخَوِّفُ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ويُهَوِّلُ ويُعَظِّمُ مِن أمْرِ أبي سُفيان 

{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ }

 انْظُرْ ،

قال أيضًا هذا المُرْسَل مِن قِبَل أبي سُفيان  :

{ فَاخْشَوْهُمْ } 

ما الذي جَرَى  ؟

{ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }

 

    الأصلُ الثالث والثلاثون بعدَ المِئة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

مَن تَــوَكَّــلَ على الله فَلْيَطْمَئنَّ قَلْبُه وَلْيَثِقْ بالله . فإنّ مَن تَــوَكَّــلَ على الله لِدَفْعِ ضَرَرٍ نَــزَلَ بهِ أَوْ يَتَوَقَّع أن ينزِلَ بهِ

وَمَـــنْ تَــوَكَّــلَ على الله مِن أجْلِ أمرٍ نافعٍ سَيَحْصُلُ لهُ ويُريدُ أن يَتَحَقَّق ، مَن تَـوَكَّلَ على الله في جَلْبِ نَفْعٍ أَوْ دَفْعِ ضُرٍّ فَلْيَثِق بِاللهِ ولا يَسْتَعجِل

 

قال تعالى :

{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

 أي كافِيهِ .

 لَكِنَّ الله عزّ وجلّ جَعَلَ لِــــكُـــلِّ ما قَدَّرَهُ جعلَ لهُ وَقْتًا . فَلا تَستعجِل

ولِذا ماذا قال بعدها ؟

 { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ }

 { بَالِغُ أَمْرِهِ }

ما قَدَّرَهُ سيكون

ما الذي بعدها ؟

{ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }

 

 لِــــكُـــلِّ أَمْـــرٍ قَدَّرَهُ الله جَعَلَ اللهُ عزّ وجلّ لهُ وَقْتًا مُحَدَّدًا

 

وهذهِ الأُصول مُــهِــمَّــة ولَها تَـتِـمَّـة بإذن الله تعالى