خطبة (2) فوائد قول(حسبنا الله ونعم الوكيل) وتأثيرها على( دينك وقلبك ورزقك وأولادك)

خطبة (2) فوائد قول(حسبنا الله ونعم الوكيل) وتأثيرها على( دينك وقلبك ورزقك وأولادك)

مشاهدات: 517

الخطبة الثانية من

فوائد قول (حسبنا الله ونعم الوكيل)

وتأثيرها على ( دينك وقلبك ورزقك وأولادك)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ حسبي الله ونعم الوكيل]

هذه الكلمة غفل عن قولها كثير من الناس، فهذه الكلمة لها تأثيرها العظيم على قلب العبد، فإذا قالها مستحضرا لمعناها من أن الله عز وجل يكفيه ما أهمه مما يطمح إليه من مرغوب، أو مما يخاف منه من مرهوب هنا صار لهذه الكلمة تأثيرها العظيم على قلبه من حيث التوكل، من حيث التفويض، من حيث الاعتماد على الله فيما فيه منفعة له، ومصلحة، وما فيه دفع مضرة أو بلية.

الله جل وعلا يقول، ولنتأمل هذه الآية التي قال عنها ابن تيمية رحمه الله: إن قول حسبي الله ونعم الوكيل تأتي في جلب المنفعة، لنتأمل في هذه الآية في أولها وفي وسطها وفي آخرها {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}

أول الآية {رَضُوا} هذا هو الرضا، في أوساط الآية {حَسْبُنَا اللَّهُ} في آخر الآية {إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}، الرغبة كما قال ابن تيمية: متضمنة للتوكل على الله وحده، ولذا قال {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا} في أول الآية: الرضا، في أواسطها {حَسْبُنَا اللَّهُ}،  فيقول رحمه الله ـ وهذا يعود بنا إلى ما قلته من أن هذه الكلمة لها تأثير على القلب من حيث التوكل على الله فيما ترجوه وفيما تخشاه وتخافه ـ قال رحمه الله: المقدور يعني ما قدره الله يكتنفه أمران: في أوله قبل ما يقع، وبعد ما يقع، في أوله يعني قبل وقوعه التوكل على الله {حَسْبُنَا اللَّهُ} {إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}، فأنت في هذه الدنيا لا تدري ما الذي قدره الله عز وجل لك؟ هنا ما الذي يلزمك؟ أن تتوكل على الله، أن تفوض الأمر إلى الله عز وجل أكثر من قول حسبي الله ونعم الوكيل، فيما تخشاه، وفيما تخافه، وفيما تؤمله من خير سيأتي إليك.

وبعد وقوع المقدور، بعد ما يقع ما قدر الله عز وجل يأتي ماذا؟ يأتي الرضا، فإن أتى هذا المقدور ببلاء لا يلائمك هنا يأتي  الرضا، ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: بعض الناس يقول: لو نزل بي أي بلاء لرضيت، فيقول هذا عزم، لكن لو وقع ربما تنفسخ هذه العزيمة، ولذلك يقول من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في المسند وسنن النسائي: ” وأسألك الرضا بعد القضاء”، محك الأمور بعد ما ينزل البلاء، بل الله عز وجل أمر بالصبر، والإنسان يقول رحمه الله: لا يتمنى كما في مجموع الفتاوى يقول: ” لا يتمنى شيئا ذلكم الشيء ربما لا يطيقه”، ولذلك يقول رحمه الله: “وقد نهى الشرع عن أن يطلب الإنسان ما يوجبه على نفسه مما يمكن أن يفرط فيه” لا توجب على نفسك شيئا فوض أمرك إلى الله، ولذا يقول رحمه الله يقول: ” الشرع أتى بالنهي عن النذر كما جاء في الصحيحين نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن النذر، وقال: ” إنه لا يأتي بخير”، لم؟ بعض الناس يقول: إن شفى الله مريضي صمت كذا أو تصدقت بكذا، لا تكلف نفسك، قال: هذا في جانب النذر.

قال رحمه الله: في جانب لقاء العدو نهى الشرع كما جاء في الصحيحين لا تتمن، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموه” يعني حصل البلاء “فاصبروا”

النبي صلى الله عليه وسلم نهى الإنسان أن يطلب المنصب والولاية والجاه؛ لأنه ربما يطلب الإنسان هذا الأمر من منصب أو جاه، ويكون على أحسن حال، وإذا بحاله تتغير، ولذلك في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: ” يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها”، نعم، فوض أمرك إلى الله، وارض بما قسم الله لك إلا كما قال العلماء فيما لو أن الإنسان أنه ذو كفاءة، وهو لن يتأثر بإذن الله، ويعلم أن المجتمع بحاجة إليه، فطلب الإمارة فلا إشكال في ذلك، كما طلبها يوسف عليه السلام {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، إذًا في جلب المنفعة، ما تريده مما يأتي، بعض الناس ربما أنه مقدم على وظيفة ولا يدري هل تحصل له أم لا؟ هذه فيها خير ومصلحة له، فيكثر من قول [حسبي الله ونعم الوكيل]

إنسان توكل على الله وفعل الأسباب، وتاجر في تجارة، وينتظر ربحها، ينتظر هذا الربح هذا خير، أكثر من قول [حسبي الله ونعم الوكيل] يعني حتى ليس في قضية وظيفة هذه كأمثلة وإلا فالأمثلة كثيرة، إنسان مثلا خطب امرأة يريدها، وهو لا يدري أيوافق أهلها أم لا؟ يكثر من قول [حسبي الله ونعم الوكيل]، فما تريده، وما تؤمله من خير سيأتي أكثر من قول [حسبي الله ونعم الوكيل].

والناس يؤرقهم ماذا؟ قضية الرزق، يقول ابن رجب رحمه الله كما في جامع العلوم والحكم يقول: ” فمادام العبد حيا، فرزقه سيأتيه، ويأتيه الرزق إما بكسب، أو بغير كسب تفضلا من الله”، بعض الناس تأتيه نعمة فجأة هكذا من غير أن يسعى إليها مع أن الإنسان مأمور في طلب الرزق مأمور بأن يبذل الأسباب، لكن ربما أن الإنسان لم يسع لشيء، ويأتيه رزق هذا فضل من الله؛ لأن الله قد كتب له هذا الأمر، فيقول رحمه الله: الله تكفل برزق المخلوقين {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}

ويقول رحمه الله: بعض الدواب ضعيفة عاجزة عن طلب الرزق، فقال عز وجل {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} قال: وما أحسن ما قاله مثنى الأنباري يقول وهو من أعيان  أصحاب الإمام أحمد يقول: ” لا تكونوا بالمضمون مهتمين، فتكونوا للضامن متهمين، ولرزقه غير راضين”

معنى هذا الكلام: “لا تكونوا بالمضمون مهتمين” ما هو المضمون؟ رزقك مضمون، والله لن يزيد شيئا ولن ينقص منك أي شيء، ما كتبه الله من رزق فسيأتيك فيقول: لا تكونوا في المضمون مهتمين، فتكونوا للضامن وهو الله ضمن لك رزقك متهمين، تتهمون الله في قضائه، ” ولرزقه غير  راضين”، فتوكل على الله عز وجل.

إذاً قول [حسبي الله ونعم الوكيل] فيما تريده من جلب منفعة أكثر منها فيما تخشاه، فيما تخافه، فيما يقلقك، فيما يرهقك.

بعض الناس ربما أنه مبتلى مثلا بزوجة، أو امرأة مبتلاة بزوج، أو مبتلى بولد، فليكثر من قول [حسبي الله ونعم الوكيل]، مبتلى بظلم ظالم حتى فيما يتعلق بالمرض، بعض الناس ربما يكون به مرض، ويشتبه في حاله هذا كأمثلة أنا أضرب لكم أمثلة، وإلا فهي عامة وشاملة، بعض الناس ربما يشتبه قبل التحليل بمرض فيه، فيقول ربما لكن نحلل، فهو يخشى أن ما ذكروه من مرض معضل، أنه يقع به ويحصل له، أكثر من قول [حسبي الله ونعم الوكيل].

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} { حَسْبُكَ اللَّهُ } كافيك الله ما أهمك، ومعنى الآية كما قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية قال بعض الغالطين غلط، فظن أن معنى الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} من أن الله والمؤمنين حسب وكافي النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا غلط، الله هو حسب الرسول صلى الله عليه وسلم وحسب المؤمنين، فهو كافي جميع المخلوقين، يقول: هذا غلط يستلزم الكفر، يقول مثله مثل التأييد التأييد لا يكون إلا من الله وحده {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} المؤيد وحده هو الله لكن أيده بماذا؟ أيده قال بأمرين بنصره، وأيده بالمؤمنين

لكن المؤيد هو الله، علق قلبك بالله، علق رجاءك بالله جل وعلا، قال وأفظع من ذلك ما قالته الرافضة من أنهم قالوا بهذا القول لكنهم حصروا المؤمنين في علي، قالوا: إن دين محمد ما قام إلا بعلي؛ لأن عليا هو حسب ـ أعوذ بالله من الزلل والكفرـ قالوا لأن عليا هو حسب النبي عليه الصلاة والسلام فيقول شيخ الإسلام: ما أعظم جهلهم، ما أعظم جهلهم إذ جعلوا عليا شريكا لله في إقامة دين الله.

يقول: كان أعداء النبي صلى الله عليه وسلم عند مبعثه كثر، ومع ذلك ما قام دينه عليه الصلاة والسلام بعلي، قال بل إن عليا لما قاتل أهل الشام في صفين معه أكثر جنود أهل الأرض، وجيوش أهل الأرض، ومع ذلك ما استطاع فكيف يكون علي رضي الله عنه مقيما لدين محمد عليه الصلاة والسلام؟!

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، ولذلك ما يشق عليك الدين لا تخلو من مصائب، بعض الناس لا يدري ماذا يحدث له من ضيق  الدنيا من مصائب الدنيا المتتابعة مما لا يتناسب معه في رزقه في معيشته في حالته الوظيفية، فيما يتعلق بأسرته يشق عليه، يشق عليه ذلك أكثر من قول [حسبي الله ونعم الوكيل]، أعطيكم دليلا خاصا عند الترمذي كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام قال: ” كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وينتظر الأمر حتى ينفخ فيه”، فشق ذلك، هذا أمر سيأتي، فشق ذلك على أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فماذا قال صلى الله عليه وسلم [ قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل] توكلنا على الله.

خلاصة القول: تريد شيئا خيرا، وتريد أن يتحقق لك، أو تنتظر شيئا طيبا أكثر من قول [ حسبي الله ونعم الوكيل]، تخشى وتخاف من شيء، أرهقك شيء، أتعبك شيء، من متابعة أبناء، من متابعة أمورك الدنيوية من وظيفة من رزق من تجارة، من… من… من… من… من….أكثر من قول: [ حسبي الله ونعم الوكيل]

 وهنا في ختام هذه الخطبة هناك تنبيهان:

التنبيه الأول:

بعض الناس إذا قابل شخصا قال يريد هو يريد هذه نيته يريد أن يعرف بنفسه يقول محسوبك فلان، أو حسيبك فلان، إذا سلم عليه قال محسوبك فلان، بل إن بعضهم يشير إلى جسمه من باب التعريف، لكن هذه الكلمة خطأ، محسوبك فلان، فلان ما ينفعه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، ولذلك يقول شيخ الإسلام في الرد على الإخنائي قال: وهذه الكلمة حسبي الله لا تجيء إلا لله عز وجل {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}

إذاً بعض الناس يقول: محسوبك فلان، فيجب أن يبتعد عن هذه اللفظة مع أنه لا يريد هذا المعنى، لكن الألفاظ الموهمة يجب أن يبتعد عنها.

التنبيه الثاني:

والناس يقولونه، وهم يريدون معنى آخر مثلا إنسان ظلمه شخص يقول: حسبي الله على فلان، حسبي الله عليهم، حسبي الله عليك، بعد البحث في الأحاديث، وفي الآثار وحتى فيما يتعلق باللغة ما وجدت لهذه اللفظة ما وجدت لها أصلا، الإنسان لما يقول: حسبي الله عليك، أو حسبي الله على فلان، أو حسبي الله عليهم على أناس معينين، فهنا يريد أن الله عز وجل ينتقم منهم، لكن البعد عن هذه اللفظة أولى، وإن كان يريد معنى طيبا لكن ماذا يقول [حسبي الله ونعم الوكيل]، هذه أنفع لك:

أولا: الآثار والأحاديث أتت بها، يعني إذا ظلمك شخص قل حسبي الله ونعم الوكيل، فيها فوائد:

أولا: أن الآثار والأحاديث الصحيحة أتت بها.

ثانيا: أنك تركت لفظا موهما؛ لأن التحسب هذا هو يسمى بالتحسب شيخ الإسلام يقول التحسب هو التوكل على الله، فلربما انقدح في الذهن، وهو لن ينقدح معروف لكن أنا أريد أن يعود الناس ألسنتهم على النطق الصحيح التسحب هو كما قال شيخ الإسلام وكذا قال تلميذه ابن القيم، التحسب هو التوكل على الله، فلو قال شخص: فلان تحسب على فلان، قد يكون منها معنى ليس مناسبا، فإذاً إذا قلت [حسبي الله ونعم الوكيل] إذا ظلمك شخص أو اعتدى عليك شخص فقل [ حسبي الله ونعم الوكيل]، كما جاءت به السنة والآثار، هذا أولا، ثانيا تبتعد عن الألفاظ الموهمة.

ثالثا: إذا ظلمك فقلت [حسبي الله ونعم الوكيل] هنا هذه كلمة قد ينتقم الله من فلان، يعيد الله لك حقوقا من فلان، لكن الناس إذا قالوا [حسبي الله على فلان] يريدون أنه ينتقم منه لما ظلمه، أو لأنه أخذ حقه، لكن إذا قلت [حسبي الله ونعم الوكيل] تدخل فيها معاني أن الله ينتقم منه، أن الله يعيد إليك حقوقك منه، فهذا أسلم وأولى للمسلم، مع أنه لو ظلمت، فالأفضل أن تعفو؛ لقوله عز وجل {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} ولقوله عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم: ” وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ” كما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة.

إذاً: ابتعدوا عن هذا، إذا ظلمك شخص، أو أخذ منك حقا قل [ حسبي الله ونعم الوكيل] [حسبي الله ونعم الوكيل ] تشمل لك أمورا عظيمة جليلة، بعض الناس وهذا يندرج تحت التنبيه، وقد يكون تنبيها ثالثا المهم، بعض الناس يقول: الله حسيبك، الله حسيبك، حسيبك الله، هذه بعد البحث في الأحاديث، وفي الآثار لم أجد لها أصلا من حيث اللغة نعم، قال من حيث  اللغة إذ قال ابن منظور كما في لسان العرب: إذا قال الشخص الله حسيبك يعني انتقم الله منك، وقال ابن الأنباري في الزاهر في أقوال الناس قال رحمه الله قال: الله حسيبك يعني عالم بك ومقتدر وكافٍ ومحاسب، يقول تشمل أربعة معاني لما تقول لشخص الله حسيبك، يرجع هذا إلى ما قاله ابن منظور: الله ينتقم منك، من حيث المعنى لا إشكال في ذلك، لو قالها الإنسان لكن الأفضل كما سلف فيما مضى [حسبي الله ونعم الوكيل] وهذه تختلف الله حسيبك تختلف عن حسبي الله عليك، [الله حسيبك] يعني الله عالم بك، فيتتقم منك، مقتدر فينتقم منك محاسب أي يحاسبك على ظلمك، كافي يعني أن الله سيكفيني أمرك.

فإذاً الخلاصة:

قل [حسبي الله ونعم الوكيل] فيما لو ظلمت هذا هو الأولى والأحسن بك، وليعلم أن كلمة ” الله حسيبك” لم ترد في الآثار إلا في أثر واحد، وأريد أن أنبه عليه؛ لأنه مهم جدا، وهو ما ذكره الطبري في تاريخه، ويذكرون حديثا، وخذها قاعدة: يا أهل السنة خذوها قاعدة الرافضة وأصحاب الفرق الضالة يأتون بأحاديث وبآثار ويقولون هذه موجودة في كتبكم مثلا في تاريخ الطبري، خذها قاعدة: ما يذكره أهل السنة كالطبري في تاريخه ما يذكره لا يدل على أنه صحيح، ولذلك بعض الناس حتى من أهل السنة مسكين ما عنده علم حتى لو قيل إنه طالب علم يقول نقل ذلك ابن جرير الطبري، فيوقع الناس في شبه عبر قنوات فضائية، أو عبر وسائل التواصل، سبحان الله! لأنه ما قرأ ما قاله ابن جرير الطبري؛ لأن ابن جرير الطبري يجمع يجمع ويذكر الإسناد، وقال في تاريخه انتبه قال: وما ذكرته مما لا يستسيغ عقلا أو يشنع على الماضين، فإنما نقلته هكذا عمن نقلته عنه، والخلل عمن نقلته عنه، وقال في موطن آخر قال:” وليس كل ما أذكره يكون أصلا يعتمد عليه”

هذه قاعدة خذها عندك: لما تذكر قصة لا تليق بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أو لا تليق بالدين انتبه يقولون ذكرها ابن جرير الطبري ومن بين ما ذكر في كلمة “حسيبك الله” ذكروا أن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه جمع الناس في وقت عثمان من أجل أن ينال الخلافة، وأن يخرج على عثمان، فجرى ما جرى حتى إن عليا قسم على الناس من بيت مال المسلمين، فخرج من كان عند طلحة فأتى طلحة لما لم يبق عنده أحد، وقال لعثمان قد أردت شيئا أحال بيني وبينه وجئتك تائبا، فقال عثمان: بل جئتني مغلوبا، والله حسيبك يا طلحة” هذا لا يصح، ولذلك لما نظرت في سنده ذكره هشام بن أبي  هشام مولى عثمان قال عن شيخ من الكوفة عن شيخ آخر فيه مجهولان حتى من ذكره قبل ابن جرير الطبري بهذا السند، وهو في تاريخ المدينة ذكره عمر بن شبة بنفس السند انتبه.

خلاصة القول: هذه قاعدة لك، قاعدة لك:

إذا سمعت أي قصة أو أي أثر حتى لو من أشخاص من أهل السنة وتصدروا في وسائل التواصل، أو في القنوات الفضائية مما يشيع على الدين أو على رسول الله عليه الصلاة والسلام أو على الصحابة فينسبه لبعض كتب أهل السنة، فتوقف عنده، ولذلك ابن كثير ينقل عمدة كثير من المؤرخين عمدة كثير من المؤرخين كابن كثير والذهبي عمدة هؤلاء في نقل ما يكون في التاريخ عمدتهم على ابن جرير الطبري محمد بن جرير الطبري رحمه الله، وابن جرير الطبري سمعتم كلامه…

أسأل الله أن ينصر دينه، وأن يحفظ لنا ديننا، وهو حسبنا عز وجل ونعم الوكيل…