خطبة(23) (أصل مهم) يحتاجه العامي وطالب العلم ليعصم من الزلل ( ولله الأسماء الحسنى )

خطبة(23) (أصل مهم) يحتاجه العامي وطالب العلم ليعصم من الزلل ( ولله الأسماء الحسنى )

مشاهدات: 627

خطبة (23)

 (أصل مهم) يحتاجه العامي وطالب العلم ليعصم من الزلل

( ولله الأسماء الحسنى )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

elbahre.com/zaid

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحدثنا في خطب سالفة عن ثمانية وسبعين أصلا بعد المائة من الأصول المهمة التي يحتاجها العامي وطالب العلم في هذا الزمن وفي كل زمن حتى يعصم بإذن الله من الزلل

الأصل التاسع والسبعون بعد المائة :

ضرورة تعلم أسماء الله وصفاته

قال الله تعالى { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

وهذه الآية تندرج تحتها عدة فوائد ، تلك الفوائد بمثابة الأصول في مثل هذا الأصل الذي هو توحيد الأسماء والصفات

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــ

الله جل وعلا أمرنا أن ندعوه بأسمائه وهذا يلزم منه أن نتعلم هذه الأسماء وإلا فكيف ندعو الله عز وجل بأسمائه ونحن لا نعلمها ؟! فدل هذا على ماذا ؟

على ضرورة تعلم أسماء الله عز وجل وصفاته

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــ

الله جل وعلا أمرنا بأن نتدبر القرآن وأعظم الآيات التي تتدبر هي الآيات المتعلقة بأسماء الله وصفاته

قال تعالى { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }

ولذا :

لِم كانت سورة الفاتحة أعظم سورة ؟

لِم كانت آية الكرسي أعظم آية ؟

لِم كانت سورة الإخلاص { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } لم تعدل ثلث القرآن ؟

لم ؟

لأنها تضمنت التوحيد ومن ذلك توحيد الأسماء والصفات

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أن التفقه في معاني أسماء الله عز وجل وصفاته تزيد العبد محبة لله وخوفا من الله ورجاء لما عند الله وتجعل العبد يحسن الظن بالله عز وجل

كيف ؟

إذا علمت بأن الله عز وجل هو التواب فإنه سيقبل توبتك

إذا علمت بأن الله عز وجل هو الغفور فإنه سيغفر ذنبك

إذا علمت بأن الله عز وجل هو الرزاق فإنه سيرزقك

إذا علمت بأن الله عز وجل هو الشافي فإنه سيشفي مرضك

إذا علمت بأن الله عز وجل هو الجبار ومن معاني الجبار جبر الرحمة فإنه سيجبر كسرك ويرفع ذلك

إذا علمت بأن الله هو الوكيل فإنه عز وجل يتولى أمورك ويتولى مصالحك

فدل هذا على ماذا ؟

وهذه مجرد  أمثلة

فدل هذا على أن من تفقه في معاني أسماء الله عز وجل وصفاته زاده ذلك محبة لله وخوفا من الله ورجاء لما عند الله وحسن ظنه بالله عز وجل

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

الله جل وعلا يحب من العبد أن يثني عليه وذلك بذكر كثير من أسمائه عز وجل وبذكر كثير من صفاته ، ولذا :

فيما يتعلق بالأسماء : الله جل وعلا يفصلها ويذكرها وتأمل سورة الحشر في أواخرها { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ }  انظر ما بعدها ؟

أسماء ذكرت تباعا { هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ } أيضا الآية التي بعدها { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }

ومن الفوائد :

أسماء الله عز وجل وصفاته لا تحصى ، فقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ) ( من أحصاها ) يعني من علمها وحفظها وعمل بمقتضاها دخل الجنة ولذلك في إحدى روايتي مسلم ( إن لله تسعة وتسعين اسما من حفظها دخل الجنة )

فهي ليست محصورة في تسعة وتسعين اسما بل هو جل وعلا ذكر في كتابه وذكر النبي عليه الصلاة والسلام في سنته هذه الأسماء من أجل أن نتعلمها وأن نحفظها وأن نبحث عنها وأن نتدبر في القرآن وفي السنة

ولذا : فهي لا تحصى

ولذلك : في المسند في حديث تفريج الهم ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك ) ماذا قال ؟ ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) دل هذا على أن هناك أسماء له عز وجل استأثر جل وعلا بعلمها

ومما يؤكد هذا في حديث الشفاعة :

النبي عليه الصلاة والسلام يأتي فيقول ( فأحمد الله بمحامد يفتحها علي )

ومن الفوائد :

أسماء الله عز وجل وصفاته تثبت من غير أن تحرف في معانيها ومن غير أن تنكر ومن غير أن تكيف بمعنى لا يقال كيفيتها كذا وكذا

لها كيفية ؟ نعم

لكن هذه الصفات نحن نجهل كيفيتها لكن علينا أن نتعلم من حيث اللغة معنى الاستواء ومعنى الجبار ، وما شابه ذلك ، أما الكيفية فعلمها عند الله

ولذا قال الإمام مالك رحمه الله وسبقه في ذلك من سبقه من السلف ” الاستواء معلوم ” { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } الاستواء معلوم : من حيث  اللغة وهو الارتفاع والعلو

” الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه ـ يعني عن الكيفية ـ بدعة “

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

الله جل وعلا إذا نفى عن نفسه اسما أو نفى عن نفسه صفة وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام إذا نفى اسما أو صفة عن ربه عز وجل فواجب عليك مع نفيها أن تثبت كمال الضد

كيف ؟

{ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } نفى الظلم عز وجل عن نفسه لا تسكت وإنما تزيد فتقول : لكمال عدله

{ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } نفى عن نفسه الغفلة ، لم ؟ لكمال علمه

نفى عن نفسه النعاس والنوم { لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ }

لم ؟ لكمال حياته وقيوميته عز وجل

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

تحت هذه الآية الكريمة :

أن قوله تعالى { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }  يعني بلغت الكمال في الحسن وكما أن أسماءه بلغت الكمال في الحسن فكذلك صفاته ، ولذا قال تعالى { وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى } يعني الصفات العلا { وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } فهو جل وعلا لا يشابهه أحد لا في أسمائه ولا في صفاته عز وجل ، وله ما يليق به جل وعلا ما يليق بجلاله وبعظمته

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــ

أن من أنكر أسماء الله أو شيئا منه وكذلك الصفات من أنكرها أو حرَّف معانيها أو كيَّفها أو أثبت لله عز وجل ما لم يثبته لنفسه وما لم يثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام فإنه وقع في الإلحاد بحسب مراتب هذا الإلحاد

ولذلك قال { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا } يعني اتركوا على سبيل التهديد { وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــ

أسماء الله وصفاته لا نهاية لها كما أنه لا نهاية له عز وجل فلا نهاية لأسمائه ولا نهاية لصفاته ، فهي لا تفنى { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا }

ولذا : قال الله عز وجل { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }

وفي الآية الأخرى { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ }

معنى هاتين الآيتين على وجه الإجمال :

أن البحر لو كان مدادا بمعنى أنه لو كان حبرا توضع فيه الأقلام لو كان البحر مدادا وأوتي ببحر آخر وببحر وببحر وببحر وببحر وكذلك كما في الآية الأخرى { سَبْعَةُ أَبْحُرٍ } ليس للتقيد وإنما لو أتي ببحار وببحار وببحار وأوتي على كل شجرة شجرة شجرة في الدنيا فجعلت تلك الأشجار أقلاما من أجل أن تكتب كلمات الله لنفدت مياه البحار ولتكسرت ولنفدت هذه الأقلام ولم تنفد كلمات ربي  ، لم ؟

لأنها ليست مخلوقة فهي صفة من صفاته أما البحار وأما الأشجار فهي مخلوقات

ولذا قال عز وجل { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى } { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

هذه بعض الفوائد وإلا فتوحيد الأسماء والصفات الذي يغفل عنه كثير من الناس من تأمله وتدبره وأكثر من التعلم له زاده ذلك محبة في الله وخوفا من الله ورجاء لما عند الله وحسن ظنه بالله عز وجل

هذه فوائد تحت هذه الآية وهي بمثابة الأصول وهذه الأصول لها تتمة بإذن الله لأنها مهمة