خطورة من يطلق كلمة [ الجاهلية ] على هذا العصر
وقول عمر : ( ( نذرت في الجاهلية ) )
هل هو قبل الفتح ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا أمر مهم جدا وهو :
أن بعضهم قال :
إن قول عمر رضي الله عنه : ( نذرت في الجاهلية )
قال : نذره إنما وقع في الإسلام ولم يقع في الشرك ، وإنما أطلق ما قبل فتح مكة أطلق عليه جاهلية
وهذا لو قيل به لكان دليلا لمن يقول بإطلاق الجاهلية على هذا العصر ولاشك ان إطلاق الجاهلية على هذا العصر كما يقال :
” جاهلية هذا العصر “
أو
” جاهلية هذا القرن “
أو
” أن الناس عادوا إلى جاهلية ما قبل الإسلام “
لاشك أنه كلام خطير ، بل إنه يحمل التكفير ، تكفير بالجملة ، لاشك أن الجاهلية قد تكون نسبية في زمن الإسلام ، نسبية بأشخاص ، أو بمكان
والدليل :
قوله عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : (( أربع من أمور الجاهلية في أمتي لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالأنواء ، والنياحة ))
ولذا :
قال عليه الصلاة والسلام لما عيّر أبو ذر بأمه ، وكانت أعجمية عيره فقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين قال : (( إنك امرؤ فيك جاهلية )) لكن ليس على العموم
ومن ثم :
فإن قوله : (( إني نذرت في الجاهلية )) المقصود في الشرك
والدليل :
ما جاء في صحيح مسلم قال رضي الله عنه : (( لما أسلمت سألت النبي عليه الصلاة والسلام ))
وجاءت رواية أخرى :
أنه قال : (( نذرت في الشرك ))
عند الدارقطني والبيهقي قال : (( نذرت في الشرك ))
فدل على أنه لا يجوز أن تقال : [ كلمة الجاهلية ] على عصر من عصور الإسلام ، بل إن في هذا مخالفة لما في الصحيحين :
(( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ))
فكيف يقال : جاهلية ؟ !
فهذا تكفير بالجملة
هذا أعظم من مذهب الخوارج
وهذه قد يطلقها بعض الناس بناء على ما يتلقى ، لأن بعضا من الناس ربما أنه يتلقى مثل هذه الألفاظ ، ولا يدرى ما معناه وإنما هو صدى لغيره يسمع من غيره من كُتّاب قدامي ، أو من كتاب معاصرين ، وينقل هذا الكلام ، ويقول : الناس في هذا العصر عصر جاهلية ، ولا يدري خطورة هذه الكلمة ، فإن كان يدري نسأل الله السلامة والعافية