رسالة لمن ( تيسرت له أسباب دينية ودنيوية ولم ينفع المسلمين ولم ينشر العلم والسنة )

رسالة لمن ( تيسرت له أسباب دينية ودنيوية ولم ينفع المسلمين ولم ينشر العلم والسنة )

مشاهدات: 526

رسالة لمن ( تيسرت له أسباب دينية ودنيوية ولم ينفع المسلمين ولم ينشر العلم والسنة )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما ثبت عنه ( القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض  في الجنة أما القاضيان اللذان في النار من لم يحكم بالحق والثاني من حكم بالجهل )

فإذا كان هذا الوعيد  على هؤلاء القضاة فما ظنك بمن خرج في الإعلام وما كان في صدره خرج على لسانه متحدثا باسم الدين ؟!

فإنه يكون آثما وقال على الله قولا بغير حق واعتدى على الدين ولذلك السلف مع أنهم علماء كانوا يقولون كما قال شيخ الإسلام كانوا يقولون فيما لا يعلمون الله أعلم

وكانوا يجيبون عن ما يعلمونه ولذلك ابن مسعود رضي الله عنه ماذا قال كما في الصحيحين قال ( وإن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم )

هذا من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم

هذا هو العلم علم الخشية لأنك تخشى الله { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } والله أدركت شيخنا ابن باز كثيرا لأنه يعرف يسأل يمكن لو سئل هذا السؤال أي طالب علم في الحلقة قال هذا سهل

يقول نراجع هذا ولنراجع مع اللجنة ، من أجل ماذا ؟ الخوف من الله

نحسبه والله حسيبه يخشى لو قال قولا مع أنه لو قال قولا هو مجتهد وعنده من العلم ما يجعله يتحدث ومع ذلك يقول انظر ننظر هذه

الخوف من الله

وإني لأعجب مثل القضاء الآن ، القضاء قربى إلى الله عز وجل ، يتقرب بها إلى الله ، لكن السلف يحذرون منه لا يريدونه ، لو رأيت حال بعض الناس في هذا الزمن لرأيته يتسابق على المناصب الدينية تسابقا عظيما ، إذا كان الشرع ذم التسابق إلى المناصب الدنويية ( يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن سألتها وكلت إليها وإن لم تسألها أعنت عليها )

 قال عليه الصلاة والسلام ( إنكم سترحصون على الإمارة فبئست الفاطمة ونعمت المرضعة )

بئست الفاطمة ونعمت المرضعة مرضعة يسعد بها لأنه يصل إلى منصب  وتأتي الأموال ويكون ذا وجاهة ترضعه لكن بئست الفاطمة فيما لو أنه فصل وقلبه متعلق بها انفطم عنه الحليب حليب الدنيا أو أنه إذا مات يتلقى تبعاتها هل قام بها أم لا ؟

فالشاهد من هذا :

أن الإنسان يتنبه لدينه لكن من ابتلي بها باعتبار أن الناس بحاجة إليه فهنا لو طلبها فلا إشكال في ذلك ، إذا علم من نفسه وكل يعلم من حاله إذا علم من نفسه أنه لن يتأثر ولذلك يوسف عليه السلام { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إذا أتاه شخص ليسأله أن يوليه قال ( إنا لا نولي على هذا العمل من سأله )

ولذلك بعضهم ربما لو أنه يعفى أو يفصل يمكن تدمر حياته

لأن القلب مشغوف إذا شغف القلب من الدنيا وبالدنيا ومن أعظم ما يكون في الدينا مناصب ، لكن لو قال والله إن هذا المنصب هو الذي يحتاج إلي ولست أنا الذي أحتاج إليه هنا لا يهمه بقي فيه أو لم يبق فيه

وإنما يقصد بذلك وخصوصا في المناصب الدينية من وصل إليها عليه أن يتقي الله وهي منبر سريع وبوابة سريعة لنشر الخير ونشر العلم وإفادة الناس والموفق من وفقه الله لكن أن يصل الإنسان إلى منصب ديني وبإمكانه أن ينفع الإسلام والمسلمين فإذا به هو هو هذه مصيبة

فما ظنك لو وصل الإنسان إلى منصب ديني وأساء إلى الدين ؟!

بدل ما يكون عونا لنشر الدين إذا به ضد الدين

كم بقاء الإنسان في هذه الدنيا ؟ لا شيء

وكم يأكل الإنسان في اليوم ؟ ثلاث وجبات الكل يأكل ثلاث وجبات

من قرأ الآثار عن السلف وجد حالهم الإنسان يسأل ربه الخير

لكن لاشك أن من وصل إلى منصب ديني ، وأراد أن ينفع الناس وأن ينفع الإسلام والمسلمين سيكون له أجر عظيم نعم لأنه وسيلة إلى نشر الدين وإلى نفع الناس

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم  كما ثبت في المسند لما تأتي مواسم الحج كان يطوف بالقبائل يقول ( من يؤوني حتى أبلغ رسالة ربي ) لاشك أن من كان له مكانة ويستطيع أن ينفع الناس أكثر وأكثر لاشك أنه أطيب له أولا لأن الدين سينتشر وسيظهر به أو بغيره ، به أو بغيره ، وإنما هي ابتلاءات من الله وامتحانات للناس ، فما ظنك بحال من يأتي إلى القنوات الفضائية ويصل إليها وتكون له شهرة ، بدل ما ينشر الدين يأتي ويحلل أشياء محرمة يحلل الغناء ، يحلل الموسيقى، يحلل حلق لحى، يحلل كذا وكذا.

ولذلك عند مسلم : الأمر خطير جدا ليس الأمر بالهين عند مسلم ( أول من تسعر بهم النار ثلاثة عالم يقول علمت ياربي العلم يقول بل علمت ليقال عالم ويقال قارئ فيؤمر به فيسحب إلى النار )

لكن من بلغ العلم الشرعي وأراد وجه الله فالعلماء يتقدمون يوم القيامة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه ( معاذ يتقدم العلماء يوم القيامة رتوة بحجر )

بقدر ما يرمي بالحجر

ويتكلمون يوم القيامة لهم شأن { قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ } لهم مكانة { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } ولهم شأن فالإنسان يختار نفسه بعد توفيق الله له

لكن القنوات الفضائية والإعلام يريدون أن ينفعوا أنفسهم فيما يخص  مصالحهم الدنيوية يستقبلون أكبر عدد ، يأخذون من هذا الشخص بقدر ما يحتاجون إليه فإذا انتهت صلاحيته كما يقال رموه يعطونه مالا إن أعطوه وينتهي الأمر

نسأل الله الثبات

والله هي فتنة في هذا الزمن فتن متنوعة فتنة مال فتنة لسان فتنة شهرة فتنة مناصب فتن متعددة