سبع فوائد من أحكام ( تقبيل الجبهة وتقبيل بين العينين ) مع شروط مهمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقبيل الجبهة هل ورد في ذلك شيء ؟
ورد أنه عليه الصلاة والسلام لما توفي كما في راوية أحمد كما ثبت قبل جبهة النبي صلى الله عليه وسلم ، فدل هذا على الجواز ، ولو كان للحي ولو كان للحي ؛ لأن ما فعله أبو بكر رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم حال الوفاة يجوز في حال الحياة
وأصل الحديث عند البخاري أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم
وفي راوية ابن ماجه قبل أبو بكر رضي الله عنه بين عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذن تقبيل ما بين العينين جاء في السنة
ومن الأدلة أيضا : أن جعفر لما أتى قبله النبي صلى الله عليه وسلم بين عينيه وعانقه
وجاء عند الطبراني وفيه مقال ما بين مصحح ومضعف من أن العباس أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال هذا عمي وقبل بين عينيه
النبي صلى الله عليه وسلم قبل ما بين عيني العباس رضي الله عنه
وجاء عند ابن حبان في قصة الحجاج بن علاط في صحيح ابن حبان كما ثبت من أن له مالا فقال يا رسول الله إن لي مالا في مكة فائذن لي أن أقول فيك
يعني أن أكذب أو أن أقول شيئا لم يحدث ، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فأتى مكة وقال إني أريد أن أجمع مالي من أجل أن أشتري من غنائم محمد فقد هزم فأصاب العباس بن عبد المطلب الهم فجلس في بيته ، فأخذ قثم ـ قثم ابن لمن ؟ للعباس وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم ـ وأجلسه على صدره فقال حبي قثم شبيه بالأنف الأشم يعني يشبه النبي صلى الله عليه وسلم يتسلى يتسلى
فأرسل غلامه إلى الحجاج فقال ما هذا الخبر ؟ فقال الحجاج بن علاط قل له إن الأمر على ما تحب فرجع الغلام فقال أبشر فقام فقبل بين عينيه وأخبره بالخبر فأعتقه
إذن التقبيل من العباس لهذا الغلام
فأتى إليه وأخبره بالخبر وقال اكتم عني ثلاثا وبعدها قل ما تشاء وبعد ثلاث ليال أتى إلى زوجته وقال الحقي بزوجك لأنه لما أتى إلى زوجة الحجاج قالت له لقد أساءنا ما أصابك يا عباس ، فقال إن الأمر على ما أحب وقد أخبرني الحجاج بكذا وكذا وكذا فإن كانت لك رغبة في زوجك فالحقي به فخرج وإذا بقريش إذا بهم مجتمعون
فقالوا له يسلونه لقد أحزننا ما أصابك قال إن الأمر على ما أحب ثم أخبرهم بالخبر
فالشاهد من هذا : أن العباس قبله
فمن مجموع ما ذكر دل على أن تقبيل ما بين العينين جاءت به السنة
لكن لا يعني فيما ذكرناه من أن السنة أتت به أنه مستحب لا ، ما فعل لو فعل يكون جائزا لأن الأصل في الاستحباب ما هو ؟ المصافحة
المصافحة كما سيأتي
ولذلك البراء بن عازب كما ثبت عند البخاري في الأدب المفرد قال ( من تمام التحية ــ كما ثبت عنه ــ أن تصافح أخاك )
فالشاهد من هذا :
أنه يجوز لكن أحيانا وليس معنى ذلك أنه مستحب الأصل كما قلنا الاستحباب المصافحة للأحاديث التي سنوردها إن شاء الله بعد قليل
وليس سنة ، وإنما أحيانا وإذا جاز أحيانا بشروط لا شهوة قد يقبل الشخص صاحبه بشهوة أو يقبل مثلا إحدى محارمه بشهوة
ولذلك بعض الناس حينما نتحدث ونذكر النصوص الشرعية فيما يتعلق بمثل هذه القضايا يقول أنتم تشككون أو الحديث فقط عن الشهوة وما شابه ذلك
نقول هذه نصوص شرعية وتحدث عنها السلف
وكل ما يؤدي إلى المحرم فهو محرم ، فالأصل الجواز لكن ما أدى إلى محرم فهو محرم ، ولذلك نص شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى على أن الإنسان لو نظر إلى محامره نظر شهوة فلا يجوز له أن ينظر إليهم مع أن الأصل هو الجواز
فالشاهد من هذا :
أنه يجوز لكن أحيانا وليس سنة وإنما يجوز أحيانا وإذا جاز أحيانا بشروط ألا تلغى المصافحة التي هي السنة وألا يكون الغرض غرضا دنيويا وألا يكون على وجه الاستمرار وإنما أحيانا وألا يكون بشهوة .