صور واقعية داخلة في حديث (من استمع إلى حديث قوم صب في أذنيه الآنك) يجهلها الكثير

صور واقعية داخلة في حديث (من استمع إلى حديث قوم صب في أذنيه الآنك) يجهلها الكثير

مشاهدات: 490

صور واقعية داخلة في حديث

 (من استمع إلى حديث قوم صب في أذنيه الآنك)

 يجهلها الكثير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك ــ يعني الرصاص المذاب ــ يوم القيامة )

فهذا عقابه ( وهم له كارهون ) يكرهون أن يسمع حديثهم ( من استمع إلى حديث قوم يفرون منه صب في أذنيه الآنك يوم القيامة )

كلمة ( يفرون ) هذه تدل على أنهم لا يريدون من هذا الشخص أن يطلع على ما يتعلق بهم في أقل الأشياء لأن كلمة الفرار تدل على أنهم لا يريدون أن يعثر على شيء مما أخفوه عنه

والاستماع واضح

الاستماع صورة واضحة ، لكن ذكر الصنعاني في سبل السلام بعض  الصور التي تدخل ضمن هذا الحديث ولعلها تصدق في مثل هذا الزمن كما هي صادقة في زمنه

ــ يدخل في ذلك من بعض الأطفال والصغار يرسل الأطفال والصغار فيقول اذهبوا إلى بيت فلان أو إلى فلان وفلان وهم يتحدثون وأخبرني يا أيها الطفل بما جرى بينهم

ــ أو أحينا لا يرسل أحدا وإنما يقول للأطفال ماذا جرى ؟ وماذا جرى من حديث في هذا البيت ؟ أو ماذا جرى بين أبيك وبين فلان في بيتكم ؟

كذلك قال من الصور التي تدخل في هذا الحديث :

ــ لو أتى شخص إلى اثنين في مكان واسع وإذا بهما في زاوية يتحدثان  وهو في زاوية أخرى فيصدق عليه الحديث ، لم ؟

قال بعض الناس سريع الفهم ، وعنده حسن في ترتيب الكلام بعضه على بعض فلربما سمع بعض الجمل فيرتب من خلال فهمه وذكائه بعض  الجمل على الجمل فيتوصل من خلال ذلك إلى أن يعرف ماذا دار بينهما من حديث ؟

قال ومن بين الصور :  الشم

ــ كأن يشم شيئا يجري بين شخصين أو ثلاثة أو قوم فيما بينهم لانعزالهم فهو يتشمم بأنفه إما أن يتشمم مثلا طعاما أو طيبا أو ما شابه ذلك وهم يكرهون ذلك

وقد لا يتبين للإنسان أنهم يكرهون لكن كون هؤلاء ينعزلون في مكان قرينة على أنهم لا يريدون أن يعرف أحد ماذا دار بينهم من حديث أو رائحة

ــ قال حتى ولو اللمس أن يلمس شيئا لهما من أجل أن يستطلع ما يكون بينهما مما جرى بينهم

فإذن هذه الصور التي ذكرها في سبل السلام تدل على أن الإنسان لا يحق له أن يعتدي على أحد لا في ماله ولا في عرضه ولا في نفسه ولا في حديثه ولا في أدق الأشياء لهما مما يشم أو يلمس ولو كان في أقل الأشياء

ــ الصنعاني لم يذكر هذه الصورة لكن هذه الصورة تصدق كما لو مثلا وهذا لا يقصر به المدرس أو من في المدرسة لأن من بين ما يكون في المدرسة ليس المدرس فقط قد يكون المرشد الطلابي إذا استطلع أدق الأشياء

 هذه لم يذكرها قضية المعلم كونه يستطلع من الطلاب ما يجري في بيتهم لكونهم صغارا يخبرون لأن هؤلاء الأطفال ما يجري يذكرونه على سبيل البراءة فعندهم براءة في هذا الأمر  ، فلا يجوز له ، هذه لم يذكرها الصناعني ومع هذا كله لا معلم ولا مرشد طلابي حتى لا يقول أحد هناك تحامل على من في المدرسة ، لا

 هذا حديث شامل حتى فيما يخص دوائر حكومية أخرى ، كل هذا الذي ذكر لا يحصر به شخص دون شخص ولا طائفة دون طائفة وإنما هو شامل  فلا يجوز لأحد أن يعتدي على حقوق الآخرين