عندما تبتلى الأمة يظهر صبر أهل السنة
( مقطع مهم لعامة الأمة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولذلك عند المحن والبلايا يظهر صبر أهل السنة ، ومن يسير على طريقة أهل السنة لما يبتلى المسلمون ببعض الولاة الذين يظلمون ويمنعون الناس حقوقهم هنا يظهر صبر من هو على طريقة أهل السنة والجماعة
فإنه يرى أنه قد هضم حقه ، ولربما أن يكون هو من أقل الناس أخذا لحقه مع أنه حقه ، وحقه واضح وصريح
ومع ذلك :
يقول بما قاله السلف بما جاءت به النصوص
لِمَ ؟
لأنه لا ينظر إلى هذه الدنيا وإنما يراقب الله هل ما أقوم به على وفق شريعته ودينه أم لا ؟
لأن الدنيا تزول
ولذلك :
ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ؟
قال :
(( ثلاثة ــ كما في الصحيحين ــ ثلاثة لا يكلمهم الله ــ انظروا إلى العقوبات ــ لا يكلمهم الله ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم ))
أربع عقوبات نسأل الله السلامة والعافية
وأي عقوبات ؟
تدل على أن ما يفعله كبيرة من كبائر الذنوب :
(( لا يكلمه الله ، ولا ينظر إليه ، ولا يزكيه وله عذاب أليم ))
ذكر منهم :
(( رجلا بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه رضي وإن لم يعطه سخط ))
ثم قد تكون منحة من الله أن تبتلى بوال من الولاة الظلمة ليرفع الله درجتك يوم القيامة بحسناته ، أو تؤخذ من سيئاتك وتوضع عليه :
{ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ } فيه العدل في يوم القيامة
ولو أكلوا ولو أخذوا هناك يوم ، وعند الله تجتمع الخصوم ، فقد تحتاج إلى حسنة
ولاشك حتى رفعة في الدنيا يرفعك الله
ولذلك :
مسلم بن يسار :
” ابن الأشعث ” :
لما أراد أن يخرج على الحجاج بن يوسف الثقفي قال له من قال : إذا أردت أن تكسب سواد الناس ، وكثرة عدد الناس فعليك بانضمام الحسن البصري ، ومسلم بن يسار إليك فإن الناس إن رأوا هؤلاء سيكونون معك
لكن :
” الحسن البصري “ هرب وما مكنهم من نفسه بل كان يصدع بكلمة الحق من وجوب الطاعة مع أنه أريد به قتلا ، وأريد به القتل من الحجاج
وكانت منزلة مسلم بن يسار عند الناس أعلى من منزلة الحسن البصري لكن مسلم بن يسار لم يشارك بسيف ، وإنما فقط وقف في ساحة القتال
فلما انتهت تلك الفتنة إذا بمسلم بن يسار يقول : ” الحمد لله أني لم أشارك بسيف “
فقيل له : كيف إذا رأى الناس موقفك ؟ فيقولون ما وقف مسلم بن يسار في هذا الموقف إلا لأنه موقف حق لو لم تشارك
فبكى ، حينها ارتفعت منزلة الحسن البصري على منزلة مسلم بن يسار
فالرفعة لأهل السنة في الدنيا والآخرة
والرفعة ما تكون بمناصب ، لا ، ولا بأموال ، لا ، الرفعة أن يكون لك ذكر حسن يبقى بعد وفاتك وتسمعه حتى في حياتك
بشرى المسلم :
أن تسمع ثناء الناس عليك دون أن ترغب في ذلك
لأن من في قلبه الإخلاص لا ينظر إلى ما يقوله الناس من المدح ، ومن الذم ؛ لأنهم إن مدحوك اليوم وأغرقوك بأوصاف المدح لا تأمن أن يذموك بعد غد ، والعكس
لكن :
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لما قال له كما في المسند كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام قال : (( يا محمد اخرج فإن مدحي زين وذمي شين ))
يعني :
إن مدحت فإن مدحي يرفع الإنسان رفعا لا حدود له ، وإن ذممتك فذمي شين من ذممته أسقطته
فقال عليه الصلاة والسلام : (( ذاك هو الله ))
الله هو الذي مدحه زين ، وذمه شين ، ما هو أنت ، أنت مخلوق لا تقدم ولا تؤخر
فالشاهد من هذا :
أن الإنسان يوطن نفسه
صحيح أن النفس ترغب أن يكون لديها أموال أن توسع عليها الخيرات لكن لا يضيع دينه وعقيدته من أجل هذه الأغراض ثم الموفق من وفقه الله
سبحان الله !
كتب السنة ملأى بالأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام بأن هذه الأمة ستبتلى ببعض الأمراء الظلمة ، ووضح لهم الطريق ، وكيف يفعلون وكيف يصنعون
لكن سبحان الله ! إذا أتى الهوى وأتت الشبهة والشهوة
ولذلك :
ماذا يقول شيخ الإسلام ؟
يقول : ” يأتي من يأتي في الخروج على الولاة أول ما يقول : هم أخذوا من الدنيا ما أخذوا ، فيقول : لما يستأثر الولاة بالثروات يقول : ربما أن بعض هؤلاء الولاة قد تكون عليهم ذنوب ظاهرة فإذا بهم يقولون كيف أدخلوا هذا الأمر في هذا الأمر ؟
قالوا انظروا ماذا يصنعون انظروا إلى ذنوب هؤلاء الولاة ماذا يصنعون ماذا يفعلون من باب الدين ؟
لكن المقصد الأول أصلا هو الدنيا لكن أتي بلباس الددين من أجل الوصول إلى مبتغى دنيوي