فضائل المدينة النبوية ــ الجزء الثالث

فضائل المدينة النبوية ــ الجزء الثالث

مشاهدات: 509

فضائل المدينة النبوية ــ الجزء الثالث

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــ

( أما بعد : فيا عباد الله  )

تحدثنا في الجمعتين السالفتين عن فضائل المدينة النبوية ، ونختم الحديث عنها بإذن الله تعالى – في هذه الجمعة :

( من فضائل المدينة النبوية )

مؤذنو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهم فضل في ذلك ؟

جاء في حديث جابر رضي الله عنه :

( أول من يدخل الجنة الأنبياء والشهداء ومؤذنو الكعبة ومؤذنو المسجد الأقصى ومؤذنو مسجدي ثم سائر الناس )

فإنه حديث لا يصح ، وإنما الوارد في عموم المؤذنين أحاديث كثيرة ، منها كما عند مسلم :

( أطول الناس أعناقا يوم القيامة )

وضبط ( إعناقا ) يعني إسراعا ، فسرها الشراح ” أن المؤذنين أسرع الناس دخولا إلى الجنة “

إذاً / ليس هناك حديث يخص مؤذني المساجد الثلاثة بمزيد فضل على غيرهم .

وأما أحاديث تنوير المسجد النبوي فإنه لم يصح فيها حديث ، قال الذهبي رحمه الله : ” علم ببطلان هذه الأحاديث أنه لم يوقد قنديل في حياته صلى الله عليه وسلم في مسجده ولو كان له فضل لبادروا إلى ذلك “

ولا يعني أن المسجد النبوي لا يُنوَّر ، وإنما المقصود أنه ليس هناك حديث في فضل تنوير المسجد النبوي .

وما ورد من حديث عمر رضي الله عنه :

( من نوَّر في مسجدا نورا نوَّر الله له في قبره نورا يوديه إلى الجنة ، ومن راح فيه رائحة طيبة أدخل الله عز وجل عليه في قبره من رَوْح ا لجنة )

فإنه حديث لا يصح .

وما جاء من حديث :

( أن هناك ثلاثة أملاك كل ملك يخص أحد المساجد الثلاثة )

فإنه حديث لا يصح ، وهو حديث ابن مسعود رضي الله عنه :

( لله ثلاثة أملاك ملك موكل بالكعبة ، وملك موكل بالأقصى ، وملك موكل بمسجدي )

فإنه – كما أسلفت – حديث لا يصح .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن بها مسجد قباء ، وهذا المسجد السنة أن يزار كل أسبوع ، ويزوره من في المدينة أو من سافر بنية الذهاب إلى المسجد النبوي ، فيزور مسجد قباء تبعا ، أما أن يُشد الرحل وأن يسافر من أجل مسجد قباء فإن هذا لا يجوز في شرع الله عز جل .

جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما :

( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي مسجد قباء كل سبت ) يعني كل أسبوع ( فيصلي فيه ركعتين )

فالسنة  أن يصلى فيه ركعتين .

وجاء حديث في فضل الصلاة في مسجد قباء ، جاء عند ابن ماجه :

( من تطهَّر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان كأجر عمرة )

فلو ذهبت إلى المدينة وأردت أن تذهب إلى مسجد قباء فليكن وضوؤك من محل سكناك ، حتى ولو كنت مستأجرا ، لأن من استأجر فإنه يُعد مالكا لمنافع هذا السكن ، ثم لا يلزم أن تكون الصلاة ركعتين ، فلو صليت صلاة الوتر ركعة واحدة في مسجد قباء حصل لك الأجر ، صلاة فرض أو صلاة نفل لعموم الحديث :

( من تطهَّر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان كأجر عمرة )

أما ما جاء عند الطبراني : ( أنه يصلي ركعتين ) حتى يحصل له هذا الأجر ، أو ( أنه يصلي أربع ركعات )

وما جاء عند ابن مسعد :

( أنه لابد أن يأتيه يوم الاثنين أو يوم الخميس )

فإنها أحاديث لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم ، لكن الأفضل كما هي السنة من فعله عليه الصلاة والسلام ” أن تصلي في مسجد قباء ركعتين نافلة “

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

هل الجبال التي في المدينة لها فضل ؟

جاء في الصحيحين من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( أحد جبل يحبنا ونحبه )

أما ما جاء من حديث في جبل أحد :

( أنه على ترعة من ترع الجنة ) أو ( أنه على باب من أبواب الجنة ) فإنه لا يصح .

وما جاء من حديث في فضل جبل أحد :

( أن جبل أحد من جبال الجنة )

فإنه حديث ضعيف .

وما جاء في فضل شجر جبل أحد ، وأن السنة أن يؤكل من شجره ، فإن الحديث الوارد فيه ليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو مدرج .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

 

لو قال قائل : أهناك حديث في جبل عير ؟

نعم ، جاء حديث

( عِيْر جبل يبغضنا ونبغضه ، وعير على ترعة من ترع النار )

هذا الحديث لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم .

وما جاء من حديث :

أن ستة جبال طارت في الأرض لما تجلَّى الله للجبل حينما قال موسى عليه السلام { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ } الأعراف 143 ، فلما تجلَّى الله عز وجل لذلك الجبل طارت ستة جبال ، ونص هذا الحديث :

( لما تجلَّى الله للجبل طارت ستة جبال ثلاثة في مكة وثلاثة في المدينة ، أما الثلاثة التي بالمدينة أحد وورقان ورضوى ، وأما بمكة فحراء وثبير وثور )

فإنه حديث موضوع مختلق على النبي صلى الله عليه وسلم .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

لو قال قائل :

أهناك أحاديث في فضل زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ؟

وردت أحاديث لكنها لا تصح ، منها المختلق الموضوع ، ومنها الضعيف جدا ، وكما سبق لا يجوز شد الرحل إلى قبره صلى الله عليه وسلم .

وما جاء من أحاديث في فضل زيارة قبره صلى الله عليه وسلم بعد الحج فإنها أحاديث موضوعة لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم .

وما جاء من حديث :

( ومن زارني وزار قبر أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة )

قال النووي رحمه الله ” حديث باطل “

قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى ” لم يسمع عن مثل هذا الحديث حتى فتح المسلمون بيت المقدس زمن صلاح الدين “

ثم ليعلم أن زيارة المقابر ومن بينها زيارة قبره صلى الله عليه وسلم دون شد الرحل ، هذه عمل صالح ، لعموم الأحاديث الواردة في فضل زيارة المقابر .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

مقابر المدينة النبوية هل لها فضل ؟

هناك مقبرة وهي مقبرة ” البقيع “ جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها :

( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البقيع ويقول ” اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد )

وأما ما جاء من أحاديث في فضل من دفن فيها كحديث أم قيس بن محصن :

( يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب )

فهو عند أبي داود الطيالسي ، وهو حديث فيه ضعفاء ومجهولون ولا يصح عنه صلى الله عليه وسلم .

وما ورد من حديث في فضل من دفن في تلك المقبرة و ( أن أهل البقيع وأهل مكة يحشرون بين النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة  )

وهو حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الترمذي :

( يحشر معي أهل البقيع ثم أنظر إلى أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين )

فهو حديث ضعيف .

وما جاء من حديث في فضل مقبرة مكة وهو ” الحجون ” أو فضل مقبرة البقيع من أنهما يكونان في الجنة ، فهو حديث موضوع ، ونصه :

( الحجون والبقيع يؤخذان بأطرافهما ويوضعان في الجنة )

لو قال قائل :

هل هناك مقبرة أخرى ورد فيها حديث ؟

نعم ، هناك مقبرة في المدينة النبوية وهي مقبرة ” بني سلِمة “ ولا تعرف عينها ، وإنما تعرف جهتها ” غرب جبل سلع ” لكن بالتحديد لا يعرف مكان هذه المقبرة .

فما ورد من حديث في فضل هذه المقبرة منه أنه يبعث منها كذا وكذا ممن لا حساب عليه ، فإنها أحاديث واهية لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم .

لو قال قائل :

مقابر شهداء أحد هل ورد فيها فضل ؟

نقول : ما ورد من حديث بالأمر بزيارة قبور شهداء أحد فإنها أحاديث لا تصح .

وما ورد من حديث : في فضل زيارة قبور شهداء أحد في زمن معين ، فإنها أحاديث لا تصح ، لكن تزار دون شد رحل ودون تحديد زمن ، ودون اعتقاد فضل لزيارتها ، وإنما تدخل في فضل زيارة المقابر الأخرى ، كما عند مسلم :

( زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة )

و لذا زارها النبي صلى الله عليه وسلم– كما في حديث طلحة بن عبيد الله – كما في المسند ، لكن دون تخصيص زمن .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

لو قال قائل  :

أودية المدينة النبوية هل لها فضل ؟

من الأودية في المدينة ” وادي العقيق ” وهو وادي يمر بالجهة الغربية من المدينة ، جاء عند البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، قال :

( أتاني الليلة جبريل فقال صل في هذا الوادي وقل عمرة في حجة )

يعني إذا أراد أن يلبي ، أما أن يقصد هذا المكان وتصلى فيه صلاة دون أن يكون هناك إحرام بالنسك فإن هذا غير مشروع ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم ، فليتنبه لمثل هذا فإنه أمر عقدي .

 لو قال قائل : هل هناك وادٍ آخر ورد فيه فضل في المدينة النبوية ؟

نقول : نعم  ” وادي بطحان “ وسألت عنه في زيارة قريبة للمدينة ، فقالوا إن هذا الوادي لم يبق ، فإنه دفن وأصبح شارعا  تسير عليه السيارات .

هذا الوادي جاء عند البخاري في التاريخ من حديث عائشة رضي الله عنها :

( بطحان على ترعة من ترع الجنة )

والحديث فيه ضعف ، لكن ليس بذلك الضعيف الشديد .

وعند البزار ( على بركة من بِرك الجنة ) وفيه ضعف .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

أن ما ورد من أحاديث ” أن تربة المدينة شفاء من الجذام ” وهو مرض لو أصيب به الإنسان تساقطت أطرافه .

فما ورد من أحاديث أن ( تربة المدينة شفاء من الجذام )

فإنها أحاديث لا تصح .

لو قال قائل : تربة بطحان ورد فيها حديث عند أبي داود ، وهو حديث ثابت بن قيس بن شماس :

( دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ثابت بن قيس بن شماس فقال ” اكشف البأس رب البأس عن ثابت بن قيس بن شماس ، ثم أخذ تربة من بطحان ووضعها في قدح ثم صب عليه ماء ثم نفث فيه ثم صبَّه عليه )

فإنه حديث لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

هل غبار المدينة هل له فضل ؟

ما جاء من أحاديث من أن : ( غبار المدينة شفاء من كل داء فإنها أحاديث لا تصح )

وبالتالي تلك الأنشودةيا طيبة يا دوا العيان “

هذه الأنشودة التي توجد في بعض ألعاب الأطفال ، هذه الأنشودة فيها ملحظ عقدي ، فالمدينة لا تشفي ، وما ورد من أحاديث أن تمر المدينة شفاء ،لا يدل على أن المدينة بعمومها أنها تشفي ، وإنما هذه أشياء معينة جعلها الشرع أسبابا ، بل تلك الأحاديث التي سأذكرها عن تراب المدينة وعن تمر المدينة ، بعض العلماء لا يخصصها بالمدينة بل يجعلها عامة ، فإذاً هذه الأنشودة يجب أن يُحْذَر ويُحَذَر منها ، فالمدينة لا تشفي وإنما يشفي الله ، وما ورد من أحاديث في تمر  المدينة فإنه يوقف على النص من أن هذا التمر شفاء ولكنه سبب والشافي هو الله عز وجل ، لا المدينة ولا تربتها ولا تمرها ولا شيء منها .

في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين :

( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض بسم الله ، تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا )

قال ( بإذن ربنا )

وفي رواية مسلم عنها رضي الله عنها :

( كان إذا اشتكى الإنسان من الشيء وضع النبي صلى الله عليه وسلم سبابته على الأرض ثم قال بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى بها سقيمنا بإذن ربنا )

ثم هل هذا التراب الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم يخصص به المدينة ؟

ذكر النووي رحمه الله : أنه مخصوص بالمدينة .

لكن جمهور العلماء : على أن أي تربة إذا قيل معها هذا الدعاء ووضعت على الجرح شفي بإذن الله عز وجل .

ولذلك لما ذكر  ابن حجر رحمه الله في الفتح قول من قال إنه مخصص بتربة المدينة قال ” وفي هذا نظر فجمهور العلماء على أن هذا لا يخص تربة المدينة “

فخلاصة القول : أنا ما ورد من أحاديث في فضل تربة المدينة أو في غبارها فإنها أحاديث لا تصح ، وأما حديث عائشة السابق فلا يخصص به أرض المدينة .

 

( ومن فضائل المدينة النبوية )

هل تمر المدينة له فضل ؟

نعم ، جاء في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، قوله صلى الله عليه وسلم :

( من تصبَّح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر )

وفي رواية مسلم : ( مما بين لابتيها )

ولابد أن تؤكل في الصباح ، ولذلك عند مسلم :

( إن في عجوة العالية )

فالمدينة فيها عالية وسافلة ، فالعالية هي الجهة الجنوبية من المدينة .

( إن في عجوة العالية شفاء أو إنها ترياق )

وهو ما يستخرج من علاج لاستخراج السم

( أول البكرة )

وعند أحمد :

( على ريق النفس )

يعني أول الصباح قبل أن تأكل شيئا .

لكن لو أن الإنسان كان صائما فلما أراد أن يفطر أراد أن يأكل سبع تمرات من تمر المدينة ، فهل يحصل له هذا الفضل ؟

جاء عند أحمد :

( من أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح )

لكنه حديث لا يصح فليقتصر على الوارد .

ومن فضائل تمر المدينة : أنه علاج من ألم نصف الرأس

جاء عن عائشة رضي الله عنها من قولها – أما المرفوع فلا يصح عنه صلى الله عليه سلم .

( كانت تأمر من الدوار ) وهو ألم نصف الرأس ( بسبع تمرات عجوة في سبع غدواة ) يعني في سبعة أيام ( على الريق )

إسناده صحيح إليها رضي الله عنها .

وهذه العجوة من الجنة كما جاء عند ابن ماجه قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد الخدري :

( والعجوة من الجنة وهي شفاء السم )

لو قال قائل : هل هناك حديث في فضل أكل عجوة المدينة مع نواها ؟

جاء حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عند أبي داود ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إنك رجل مفؤود ) يعني أصيب بمرض في فؤاده ( فأت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبَّب ، فليأخذ سبع تمرات من العجوة فليجأهن بنواهن ) يعني يدقهن بنواهن ( ثم ليلدك بهن )

واللدود : أن يوضع العلاج من أحد جانبي الفم .

هذا الحديث لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم .

وهذا الحارث بن كلدة الذي يسمى بطبيب العرب ، ما حاله ؟

قال ابن أبي حاتم رحمه الله ” لم يصح له إسلام “

لو قال قائل :

عجوة المدينة من غرسها ؟

قال الزمخشري ” غرسها النبي صلى الله عليه وسلم بيده

ولكن رُدَّ عليه : من أن العجوة كانت موجودة قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذه العجوة كما قال – الجوهري – هي من أجود تمر المدينة ونخلها يسمى بلينة .

وهي أنواع متعددة ولكن من أفضلها ” عجوة العالية ” كما مر.

وهنا أمر :

وهو أنني تحدثت في الجمعة الماضية أنه جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم :

( كان يتحرى الصلاة عند الاسطوانة )

وهي التي في ظهر المحراب ، والتي كان يصلي فيها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يتحرى الصلاة عندها إذا كان يصلي إماما بالناس ،لأنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي النافلة في بيته ، هذا المكان الذي يسمى بالاسطوانة لا يأتي أحد ويقول سأتعاهد هذا المكان الذي خلف المحراب وأصلي فيه .

نقول : لم يرد حديث في فضل الصلاة في هذا المكان بفضل يزيد على أي مكان من هذه الروضة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفضلها .

أمر آخر :

بعض الناس إذا سمع بفضل هذه الروضة وما يجاورها من المنبر تمسَّح بها أو تمسَّح بأرضيتها أو تمسَّح بالمنبر ، فهذا من الشرك ولا يجوز في شرع الله عز وجل فهي أحجار لا تنفع ولا تضر .

ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله ” لا يجوز أن يمسح شيء على وجه الأرض على وجه التعبد إلا الحجر الأسود والركن اليماني “

أما ما عداهما فلا يجوز أن يسمح شيء على وجه الأرض على وجه التعبد مطلقا .

أمر آخر :

بعض الناس إذا علم بفضل الروضة جلس فيها وقته كله ، ولربما تقام الصلاة وهناك أماكن في الصفوف المتقدمة فيدع الصلاة في الصف الأول أو في الصف الثاني ويبقى في الروضة ظنا منه أن الصلاة فيها لها فضل أعظم من فضل الصلاة في الصف الأول – وهذا خطأ – بل إن الصلاة في الصف الأول أفضل من الصلاة في الروضة .

هذه جملة أحاديث متنوعة في فضائل المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم أردت أن أوجزها لكم في هذه الخطب حتى تعرفوا فضل هذه المدينة وما يجوز فيها وما لا يجوز ، وما يصح فيها من أحاديث وما لا يصح .

الخاتمة : ………………..