فوائد رمضانية ـــ الجزء الثالث
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الفوائد الرمضانية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنه يسن للأئمة ، ولو في بعض الأحيان بعد منتصف رمضان أن يطبقوا السنة التي سنها عمر رضي الله عنه في عهده مع إجماع الصحابة على ذلك إذ إنه رضي الله عنه كما في صحيح ابن خزيمة :
خرج ذات ليلة والناس يصلون أوزاعا منهم من يصلي وحده وهذا في رمضان بعد المنتصف ومنهم من يصلي معه الرهط وقال لو جمعنا هؤلاء على إمام واحد لكان أمثل
فالشاهد من هذا :
أنه وهو هذا الإمام وهو أبي بن كعب بسنية عمر وبإقرار الصحابة كان بعد منتصف رمضان يدعو على الكفرة فيقول بعد ” سمع الله لمن حمده ” اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك اللهم خالف بين كلمتهم واقذف الرعب في قلوبهم وأنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق “
ثم يسأل الله عز وجل ويستغفر للمؤمنين ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ثم يقول بعد ذلك : ” اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد إن عذابك لمن عاديت ملحق ثم يكبر فيخر ساجدا “
تفعل هذه ولو في بعض الأحيان من قبل الأئمة اقتداء بصحابة النبي عليه الصلاة والسلام
ولذلك قال عمر رضي الله عنه : ” من السنة إذا انتصف رمضان أن يلعن الكفرة ” واللعن وضح في قوله ” اللهم قاتل الكفرة … ” إلى آخر ما ذكر من هذا الدعاء
وقد حسن هذا ابن حجر كما في تلخيص الحبير
ومن الفوائد الرمضانية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن ليلة القدر ليلة مباركة كما قال تعالى ، وهذه الليلة أهي في أمة محمد عليه الصلاة والسلام أم هي في الأمم السابقة ؟
ذكر ابن حجر أن قول جمهور العلماء أنها في أمة محمد عليه الصلاة والسلام فقط
ولعلهم يستدلون بما جاء في موطأ الإمام مالك عن مالك أنه قال : ” بلغني أن النبي عليه الصلاة والسلام لما تقاصرت أعمار أمته دون الأمم السابقة أعطاه الله ليلة القدر “
وليعلم :
ان هناك حديثا عند الديلمي وهو ” إن الله وهب لأمتي ليلة القدر ولم يعطها الأمم السابقة “
لكن هذا الحديث موضوع لا يصح عنه عليه الصلاة والسلام كما أفاد ذلك الألباني في السلسلة الضعيفة
وهناك طائفة من أهل العلم :
يقولون هي في جميع الأمم ويستدلون بحديث أبي ذر رضي الله عنه عند النسائي كما عزاه ابن حجر في الفتح وأظنه عند النسائي في الكبرى من أنه ” قال : يا رسول الله أليلة القدر باقية مع الأنبياء إذا ماتوا أم أنها ترفع ؟ فقال إنها باقية “
ولكن هذا الحديث فيه ما فيه من الضعف
وبالتالي :
فإنه والعلم عند الله من حيث الأصل ليلة القدر موجودة في الأمم السابقة لكن الفضل من حيث الأصل لعدم الدليل الذي لم أطلع عليه من حيث الأصل هي موجودة ولكن لا يحصل لهم هذا الأجر الذي يحصل لأمة محمد عليه الصلاة والسلام لعدم ذكر الدليل
ومن الفوائد الرمضانية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن ليلة القدر لها منزلة كبيرة ولها فضيلة عظمى لكن ألا تكون هناك ليلة هي مثل ليلة القدر في الفضل أو أنها أفضل من ليلة القدر ؟
نعم مع بقاء الفضل لليلة القدر ولا شك في هذا
وهو حديث ابن عمر رضي الله عنهما وهو في السنن الكبرى للنسائي وأخرجه الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني من أن النبي عليه الصلاة والسلام وهذه منزلة لمن يحرس الحرس في أماكن مخيفة ، فإنه إن كان مع طائفة معه في حرس في مكان يرى الموت بين عينيه وإذا به يحرس هؤلاء الحرس اسمع إلى هذا الفضل وهذا يدل على فضل المرابطة في سبيل الله ، وفضل المرابطة على الحدود ضد الأعداء ابتغاء الأجر من الله
(( قال ألا أخبركم بليلة أفضل من ليلة القدر ؟ قالوا وما هي يا رسول الله ؟
قال حارس حرس في أرض مخيفة يخاف ألا يعود إلى أهله ))
وفي مصنف ابن أبي شيبة (( يؤوب إلى أهله ))
وكلاهما بمعنى واحد
فهذا إن دل يدل على فضيلة المرابطة في الأماكن المخيفة جدا بحيث إن الإنسان لا يدري ماذا ستكون عاقبته ؛ لأنه يرى الموت أمامه في أي حين من الأحيان
ومن الفوائد الرمضانية :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنني سئلت كثيرا عن الاغتسال بين المغرب والعشاء في ليال العشر
هل كان النبي عليه الصلاة والسلام يغتسل بين العشاءين أو بين الأذانين ؟
ابن رجب في كتابه لطائف المعارف ذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو حديث عائشة رضي الله عنها ” كان يغتسل بين الأذانين يعني بين أذان المغرب وأذان العشاء ” قال خرجه ابن أبي عاصم في الصيام وإسناده مقارب
هذا الكتاب مفقود حتى ننظر في إسناد هذا الحيدث وقول ابن رجب إسناده مقارب هذه من أقل درجات التعديل كما ذكر ذلك السيوطي في ألفيته ، ويصح أن تقول إسناده مقارِب بالكسر أو بالفتح مقارَب كلامهما صحيح
فهذا الحديث عمدة من أتى بعد ابن رجب من الشراح يذكرون كلامه رحمهم الله
وبالتالي :
فإن هذا الحديث الذي ذكره ابن أبي عاصم الغريب أن ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها كان إذا دخل العشر (( شد مئزره )) كناية عن الجد والاجتهاد في الطاعة أو كناية عن اجتناب النساء
(( وأحيا ليله وأيقظ أهله ))
وكلمة (( أيقظ أهله )) من باب الفائدة ذكر ابن حجر في الفتح أن ابن نصر في كتابه قيام الليل ذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام أنه إذا دخلت العشر لم يدع أحدا من أهل بيته يستطيع القيام إلا أيقظه
فعائشة لم تذكر الاغتسال هنا
الشاهد من هذا :
أنه وإن كان فعله بعض التابعين ، فعله بعض التابعين ولم يكن إجماعا ولذلك كبار الصحابة لم يفعلوه وكثير من الصحابة لم يفعلوه
ولذلك ففي مثل هذه الحال لا يقال بسنية الاغتسال في ليالي العشر لأن بعضا من هؤلاء التابعين الذين كانوا يغتسلون ما كانوا يغتسلون كل ليلة فدل هذا على أن الأمر ليس بواضح لعدم ورود الدليل الواضح الصريح إلا ما ورد عند ابن أبي عاصم وليس الكتاب موجودا حتى يرى سنده
هذا من باب التنبيه على هذه الفائدة
وهو أن بعضا من الناس لما يذهب إلى العمرة إذا به يصور نفسه بالإحرام ويضع الصورة بالخلفية أو أنه يسجل مقطعا وأنا في الحرم المكي وأنا كذا وكذا وفرغنا من الطواف وما شابه ذلك
يعني كان السلف يحرصون على كتمان أعمالهم ما كانوا يظهرون أعمالهم الصالحة ، ولذلك احرص مع ما ذكرنا مسبقا من حكم التصوير وما ذكر من أقسامه وقد تحدثت عنه في مقطع متكامل في اليوتيوب بجميع أنواعه وما يجوز وما لا يجوز ومتى يجوز
الشاهد من ذلك :
أن مثل هذا العمل لا ينبغي للمسلم أن يظهر عمله الصالح
يعني سافرت إلى الحرم اجعله خفيا كلما كان العمل الصالح خفيا كلما كان أقرب إلى القبول ، لكن كل ما ذهب مثلا للحرم إذا به يصور نفسه في مقطع فيديو أو أني أضع صورة خلفية الجوال أو أي خلفية من هذه الخلفيات من وسائل التواصل من أنني محرم هذا لا يليق بالمسلم عليه أن يكتم عمله وأن يكون العلم خفيا إلا إذا دعت المصلحة إلى ذلك ولا أرى أن هناك مصلحة واضحة
لاسيما أنها ستظهر أمام العالم أمام من يعرفه إذاً كأنه يقول أنا في الحرم أنا أخذت عمرة
ولذلك يحرص المسلم على أن يكون عمله خفيا
ولذلك :
النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه قوله (( من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل فليفعل ))
يعني احرص على أن يكون لديك عمل لا يعرفه أحد من الناس حتى ولو كان أقرب الناس إليك
هذه إشارة وتنبيه لهؤلاء حتى يكونوا أقرب إلى الإخلاص
الأمر الثاني :
أنني سئلت كثيرا وهو موجود كثيرا من أنهم قالوا : احذر من أن تبكي أو أن تدمع عين المرأة
لم ؟
قالوا لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ” إذا دمعت عين الأنثى لعنت الملائكة الرجل في كل خطوة يخطوها ” قالوا فما ظنكم بالأم ؟
لاشك أن للأم قدرا ومكانة وكذلك للمرأة سواء كانت زوجة أو أختا أم أما لها قدر ومكانة لكن هذا بحثت بحثا عميقا ولم أجد له أصلا في كتب السنة وجدته في بعض منتديات الرافضة
فليحذر المسلم
نبه الناس بالأحاديث الصحيحة الثابتة وإلا فلست ملزما لست ملزما بأن تكتب من أن هاك حديثا أو أنك تنقل أي حديث لست بملزم
ابق على ما أنت عليه
يا أخي لا تدخل نفسك في أمور لا تعرفها
نحن لم نتحدث عن الاغتسال بين الأذانيين فيما مضى من سنوات ولم نتحدث عن أشياء كثيرة ولدينا اطلاع بها لأن الناس لم يحتاجوا إليها ولم تكثر الأسئلة لكن لما كثرت الأسئلة واحتاج الناس كان من المعين أن نبين
لكن ليس كل ما تطلع عليه وأحيانا اطلاع هو من اختلاق أهل البدع ونحن نروج ونسوق لهذه الأشياء
إذاً لست بملزم ابق على ما أنت عليه إن أتتك الأحاديث الصحيحة فخذ بها من الكتب الموثوقة ومن العلماء الموثوقين وليس لكل شخص لأن الآن كل شخص يدعي أنه عالم وأنه طالب علم فاحرص بارك الله فيك حتى لا تجني على دينك وحتى لا تجني على دين إخوانك المسلمين فلربما تعبد الله بحديث مختلق فتبوء بالإثم طيلة ما تفعل تلك البدعة التي ابتدعتها أنت أو سوقت لها عن طريق جوالك أو جهازك