فوائد في مسألة ( هل تشترط العدالة في الشهادة ) وما هو ( ضابط العدالة )؟

فوائد في مسألة ( هل تشترط العدالة في الشهادة ) وما هو ( ضابط العدالة )؟

مشاهدات: 444

فوائد في مسألة ( هل تشترط العدالة في الشهادة ؟ )

وما هو ( ضابط العدالة ) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العدالة في الشهود لابد أن نعرف ما هي العدالة ؟ فالعدالة كما ذكرها الفقهاء تكون في الشخص الذي يقيم الواجبات ، ويترك المحرمات ، ولا يأتي بما يقدح في مروءته فلا يأتي بما يشينه ويدنسه

ولذا اشترط الفقهاء كما هنا من أنه لابد من العدالة لقوله تعالى { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } وشيخ الإسلام رحمه الله يقول لا تشترط العدالة في الشهود وإنما أهم شيء أن ترضى شهادته بقطع النظر عن حاله في دينه

بما أنه مسلم ولو كان يقترف ذنبا فإن هذا تقبل شهادته إذا كان ماذا ؟ مرضيا بالشهادة يعني الرضا بالشهادة أن يكون صادقا إذا علم صدق هذا الرجل

بعض الناس قد ترى عليه منكرات عظيمة لكنه لم يجرب عليه الكذب فمثل هذا تقبل عند شيخ شيخ الإسلام لقوله تعالى { وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ }

قال هنا { مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ } لكن مما يعكر على هذا القول : ما جاء في قوله تعالى { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } بعض العلماء حملها هو { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } قال العدالة هنا محصورة في الشهادة فتتوافق مع قوله { مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ } يعني أن يكون عدلا في شهادته ، وليس في كل أحواله

وبعضهم قال : إن العدالة مقبولة التحمل دون الأداء يعني أي إنسان يتحمل شهادة نقول لابد أن يكون عدلا ، لكن عند أدائها تقبل منه إن كان ماذا ؟ صادقا

ولو أخذ بكلام الفقهاء في مثل العصور المتأخرة فقليل قليل حتى الإنسان الذي في ظاهره الصلاح قد يقع في غيبة في مجلس من المجالس فيعرف أن هذا الرجل اغتاب إذن ليس بعدل

 فعلى كل حال هذا ما ذكره هؤلاء العلماء وبإمكان أن نقول :

العدالة في كل زمن بحسبه فيما تيعلق بالشهادة ، وهذا شيء مشاهد عند تأخر العصور ، ولذلك أنس رضي الله عنه يقول للتابعين : ” إنكم تعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات

والمحاكم هي التي تنظر في مثل هذه الأمور

أهم شيء أن يكون الرجل مسلما لكنه رضي في الشهادة يعني الرجل في أخباره لأن الشهادة مبنية على نقل الخبر ، فإذا كان هذا الرجل صادقا بعض الناس وهذا نشاهده بعض الناس تجد أن عليه من المعاصي الواضحة الظاهرة مما لا يخفى لكن ما جرب عليه عند الناس أنه قد كذب فيما نقل من خبر فيقول هذا تقبل شهادته لأن الشهادة مبناها على الصدق لأنها نقل خبر

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا }  فهذه مع شيخ الإسلام هذه تقوي قوله لأنه لم يرد خبره مطلقا ، وإنما اشترط أن يتثبت من أن  يتثبت من أجل ليس من أجل فسقه ، وإنما من أجل ما نقل من خبر ، ولذلك قال { فَتَبَيَّنُوا } في القراءة الأخرى السبعية {فَتَثَبَّتُوا}  

فإذا تثبتنا من أن خبر هذا الفاسق أنه صحيح قبل