فوائد منهجية وتربوية لطلاب العلم المشتغلين بنشر العلم في وسائل التواصل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للأسف أن بعضا من الناس يظن أن العلم الشرعي هو سرد المعلومات وسرد الآثار وسرد النوادر من المعلومات ولهذا يقضي طالب العلم وقته في أمر ولاشك أنه مفيد لكنه ترك ما هو أهم
فإن مثل هذه المعلومات التي تسرد والنوادر إنما يبحث عنها من وصل وتمكن من العلم الشرعي ، أما هذا السرد الحاصل حتى من طلاب علم مازالوا في العشرينات أو الثلاثينات أين هم من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ) وإن كان به نفع لكن ليس بذلك النفع العظيم الذي يعود عليه في نفسه ويعود على إخوانه المسلمين الذين هم بحاجة في مثل هذا الزمن للعلم النافع
ولذلك كما ثبت في الحديث الذي لا بأس به عند أحمد كان عليه الصلاة والسلام إذا كان في صلاة الفجر وأراد أن ينصرف قبل السلام قال ( اللهم إني أسألك علما نافعا ) ابحث عن العلم النافع الذي يفيد الناس
بعضهم وللأسف ربما يسرد هذه المعلومات لو سألته عن مسألة في حضانة في رضاع في طلاق بل حتى فيما يتعلق بأمور العبادات من حيض أو من صيام أو ما شابه ذلك ما عنده شيء وليس عنده شيء في علم الفرائض ولا في باب النفقات ولا حتى فيما يتعلق بأمور التوحيد المهمة تجد أنه إنما يسرد معلومات فقط سردا لأن بهذه المعلومات وبهذا السرد يحصل للنفس عزة وفخر كيف وصل إلى مثل هذه المعلومات النادرة لأن الناس يعشقون تالوادر
لكن نصيحتي لأي طالب علم يريد الأجر ويريد ما عند الله ويريد الدار الآخرة ويريد أن ينقذ الناس من هذا الجهل العظيم في مثل هذا الزمن فيما يتعلق بالتوحيد وفيما يتعلق بعبادتهم ومعاملاتهم عليه أن يحرص على العلم النافع
فإن مثلهم إذا رأيته قلت ما شاء الله لكن سله ولذلك ذكر شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى أن بعضهم قد يكون لديه من المعلومات التي يسردها لكنه يجهل بأقل ما يكون
ولذلك يقول إن بعضهم كان عنده علم في مثل هذه العلوم فقال أحد الجالسين قال له مرهبا له ومتوعدا له قال له في مسألة ما ، يريد أن يزجره عنها قال إن لم تسكت فسأسألك أمام الناس متى وقعت غزوة كذا وغزوة كذا من النبي صلى الله عليه وسلم فإنك لا تعرف شيئا منها
الناس بحاجة للعلم الشرعي صراحة يعني لما ترى في تغريدات بعض طلاب العلم تويتر فيس بوك في مقاطع لهم وخصوصا في التويتر وفيس بوك سرد لهذه المعلومات ولهذه التغريدات أين نفعها من قلبك أولا وأين نفعها في حياة الناس ؟
الناس عندهم جهل عظيم ولا يدرك هذا إلا من يستقبل أسئلة الناس يجهلون أقل ما يكون حتى في وضوئهم حتى في صلاتهم فكيف في أمور يمكن بعضهم يجهل في بعض المعاملات مرت علينا مسائل كثيرة يمكن مئات المسائل يستغرب طالب العلم الذي حضر ولم يحضر من قبل يقول كيف هذه تكون من الربا هذه كذا هذه كذا
فعليهم أن يتقوا الله ، الأمة بحاجة ، ابحث عن العلم النافع الذي يغذي القلوب الذي يزيد الإيمان الذي يرفع الناس عن مستنقعات الجهل والبدع والشركيات التي وقع الناس فيها
ولا شيء يخفى
اليوتيوب مليء بالخرافات من الصوفية والرافضة والمتبدعة وأهل الأهواء وما شابه ذلك خرفات أين هم من هؤلاء ومن ردع هؤلاء بالحجة الواضحة
هذا هو العلم هذا هو الجهاد الحقيقي
ولذلك ماذا قال الحسن البصري في قوله تعالى ــ وإن كنت الآية عامة لكن يدل على أهمية ما يكون قال والذين في قوله تعالى {وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ } قال العلم
العلم به حياة بإذن الله
لكن أن تضيع الأوقات في تغريدات وفي كتابات وفي ما شابه ذلك وشكك في دين الله
في بعض المسائل بل في كثيرمن المسائل مرت على الناس تشكيك في أحاديث صحيحة أتى بها العلاقنيون ومع ذلك ما الرد ؟ يجرح الذين يردون
الموفق من وفقه الله
ثقافة إسلامية ما الذي أفادتنا لابد أن نتعلم العلم الشرعي الأصيل
مرت مثلا فيمن أباح الخمر فيمن شكك في صيام عاشوراء فيمن هو شكك في صيام عرفة
بل بدع أعظم من هذه فيه شيء أعظم من هذه ، فيمن يقول وهذا موجود في المقاطع ومنتشر يقول من يمنع الناس من التمسح بجدران حجرة عائشة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهو ظالم
نعم يقول هؤلاء ظلمة لم يراعوا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا يروج ووصلني مقطع ليس الأمر غريبا وصلني مقطع إذن وصل غيري الذي أوصله لي ليسأل ما وصل إلي إلا لأنه منتشر
إذن مثل هذه الأشياء التي تتعلق بالعقيدة
إلى متى ؟
هدر للأوقات ضياع للأزمان ، سل ربك العلم النافع احرص على العلم النافع
بعض الناس يقول ما العلم النافع ؟
العلم النافع تلمس حاجات الناس
لتحرص على أن ترفع الجهل عن الناس فيما يتعلق بأمور التوحيد بأمور العبادات بأمور المعاملات
حقيقة ولنكن صرحاء لما تأتي مسألة ولاشك أنها مسألة عظيمة ولا يجوز أن يتهاون فيها لما تأتي مسألة عن أمر يتعلق بالحجاب، أو تتعلق بالغناء إذا بالجميع ثتور ثائرته حسن وجميل هذا من الدين ويجب أن يدافع عن حرمات المسلمين لكن تمر البدع والشركيات الواضحة الصريحة فكأن الأمر لا شيء مع أن هذه أعظم من هذه.
الشرك أعظم من المعصية الشرك الأصغر أعظم من المعصية
البدعة أعظم من المعصية وكأن الأمر لم يكن به ضرر على الناس
إذا لم تحم عقيدة المسلمين فإنا لله وإنا إليه راجعون
احرص على العلم النافع
والله ، لا مغرد ، يفترض على الجميع المغرد وطالبا العلم الجميع أن ينظر ماذا يحتاج الناس إليه ما نكون في وادي والناس في وادي آخر
قد يكون معهم فيما يحصل منهم في أمور معينة في أمور معينة فقط ألا يكون هذا ؟
يعني إذا غرد إذا تكلم شخص مثلا عن الغناء وعن كشف المرأة لوجهها، ماذا يحصل للعالم؟ تثور، عظيم وجميل بل واجب أن تثور الأمة من أجل تثور في صد هذا الباطل لكن أنت لما يراد بعقيدة المسلم بتوحيده، الشرك الذي لا يغفره الله.
انظر إذا حصلت مثل هذه التصريحات في قضية الغناء أو ما شابه ذلك لا تقف جوالاتك ولا حساباتك من الإنكار هذا واجب ولاشك
لكن تأتي مسألة بدعة تنشأ وتنشر وتثار بين الناس الأمر كأنه لا شيء
هل هو حصر الناس في ثقافة معينة ؟ هل هو جهل بالتوحيد؟
ما أدري
رحم الله شيخنا ابن باز ما حضرت له محاضرة إلا ويبدأ بالتوحيد
قد يكون عنوان المحاضرة شيء آخر لكن لابد أن يبدأ بالتوحيد
بل تأملوا أئمة المسلمين الذين رفع الله شأنهم وبقي لهم ذكر حسن في الأمة ما ارتفع ذكرهم بعد فضل الله إلا لمصادمتهم ومدافعتهم الشرك والبدع وما شابه ذلك
أئمة التوحيد انظر إلى حالهم الإمام أحمد قبل الفقهاء لكن لماذا عظم في الأمة ؟
صد أمرا يراد أن يساء به إلى التوحيد
انظر إلى جميع الأئمة
شيخ الإسلام ما له كتاب في الفقه
بعض طلابه لما قال لماذا لم تؤلف في الفقه ؟
قال الفقه أمره ميسور ولكن العقيدة أولى فإن الفقه أمر ميسور فالعامي يقلد من أئمة المسلمين من تبرأ به ذمته لكن التوحيد له
الأمر عظيم
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه ، لكن رسائله نافعة في التوحيد
يعني الشباب انظر إلى تشبههم بالنصارى وباليهود من اللاعبين ومن المصارعين وما شابه ذلك
من تحدث في هذا ؟
أين هذا الحماس والعاطفة التي نجدها في مثل هذه القضايا التي حصر الناس فيها في غناء في كشف وجه وما شابه ذلك أين هي لما يطعن في التوحيد
إذا ضاع التوحيد ضاع كل شيء {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ }
والنبي صلى الله عليه وسلم ظل في دعوته في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد ومع ذلك بعد الهجرة لم يزل يدعو إلى التوحيد مع بيان ما يتعلق بالشريعة من الأحكام والعبادات والآداب والأخلاق
ماذا قال أبو بكر بن عياش لما سئل من هو السني ؟
قال ” من إذا ذكرت هذه الأهواء لم يتأثر بشيء منها “
لو يتحدث عن حزب ، الأحزاب منبوذة شرعا {مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ٣٢ } ما فيه دليل على مشروعيتها ولا جوازها أبدا
إلا من عسف النص عسفا يريد أن يسير حسب ما يراه وإلا النصوص واضحة
فبعضهم لو يتحدث مثلا عن أخطاء لحزب معين تثور ثائرته
” السني من هو إذا ذكرت عنده هذه الأهواء لم يتأثر بشيء منها “
عليك بالاقتداء بالسنة
هذا هو الذي به بإذن الله به نجاتك