كان ( العزوف ) عن العلم بـ( لسان المقال) وفي هذا الزمن ( بلسان الحال والمقال) فتنبه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يستعجل طالب العلم على تحصيله كنا قبل أشهر يمكن قبل شهر أو شهرين لما نسأل نقول سيأتي هذا الكلام في كتاب الأطعمة في كذاوكذا الآن وصلنا إليه
نسأل مثلا والله مثلا متى نسأل مثلا عن الشهادة نقول سيأتنيا في آخر باب من أبواب الفقه وهو كتاب القضاء ، فما هي إلا فترة من الزمن وإذا بنا قد أنهينا الكتاب بأكمله
وإذا بالطالب الذي حضر معنا من أول الدرس إلى آخره في غضون أشهر معينة حتى لو ظل الإنسان خمس سنوات في تحصيل مسائل الفقه كانت مدة قصيرة فما ظنك إذا أخذت مثلا في ما يقارب نصف السنة أو أكثر أو حتى في سنة فيكون هذا خيرا لطالب العلم أن يتحصل على هذا العلم فالشاهد من هذا :
أن الإنسان لا يستعجل في تحصيل العلم لا يستعجل فيه طالب العلم
ولا تسمع لغيرك ، لا بلسان الحال ولا بلسان المقال
بلسان المقال كأن يقول بعض الناس لا يمكن أن تكون طالب علم
لا يمكن أن تكون طالب علم وهذه كلمة خطيرة قد تجهز على همة الشاب نعم أنا وأنا في السنة الثانية في كلية الشرعية كان معي زميل في القاعة فيرى بعض الحرص مني على بعض الدروس يقول لم تظن أنك ستكون طالب علم وإنما علينا أن نكون مثقفين قلت كيف نكون مثقفين ؟
قال نقرأ في شتات المعلومات بحيث لو أن الإنسان أتى في مجلس من المجالس خاض مع من يخوض في كل شيء
وكان عمري آنذاك تقريبا يعني في سن العشرين أو ما شابه ذلك
فمثل هذا الشاب قد يؤثر على زميله لكن ولله الحمد يسر الله ونجاني الله من كلمته وهي كلمة خطيرة كلمة خطيرة
وخصوصا أنها في زمن وحب الشاب إلى خصوصا في وقت الشباب يرغب الشاب إلى الدعة وإلى الكسل أكثر من الجد ولكنه طلب العلم
سبحان الله !
مضت السنوات ولله الحمد يسر الله ووفقني ولم نصل إلى ما قد يظنه البعض في العلم لكن نحن نسير حيث سار العلماء ، ونسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق وأن يزرقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
هذا هو الأساس فليس الأمر منوطا بجمع معلومات وحفظ أو بفهم ، لأن الموفق هو الذي يتعلم ليعمل ويبلغ غيره العلم الشرعي الذي ينفع نفسه أولا وينفع غيره
وكما سلف لسنا بأولئك حتى يقال فينا ما يقال فينا وليس هذا يعني حتى يقال مثلا تنازلا من باب التواضع لكن هذه حقيقة نعرفها عن أنفسنا
ونحن أعلم بأنفسنا من غيرنا
فالشاهد من هذا :
أن الإنسان يتنبه إلى ما يقلل من همة الإنسان لا تلتفت إلى ما يقال ويسمع
إما أن يسمع بلسان المقال كما ذكرت كما يقول شخص يافلان لن تكون طالب علم
أو بلسان الحال ، بلسان الحال كيف ؟
بلسان الحال لما ترى عزوف الشباب عن طلب العلم هذا بلسان الحال كأن في ذلك دعوة من حالهم إلى أنك لا تحرص
كن كما هم عليه ، لا
ولذلك ابن عباس رضي الله عنهما كان معه شاب من الأنصار فكانا يطلبان العلم ، حتى إن ابن عباس رضي الله عنهما كان يجلس على باب الأنصاري حتى يخرج في شدة القائلة والغبار يأتي إليه والريح تأتي عليه ويصبر حتى يخرج فيتعلم منه فقال هذا الشاب أتظن يا ابن عباس أن تكون ككبار الصحابة في العلم ؟
فترك هذا الشاب العلم الشرعي
ومرت السنوت بعد سنين ماذا قال هذا الشاب ؟ ” كنت أعقل مني “
فانتبه فهذه المدة التي قضيناها في كتاب الفقه فقه العبادات والمعاملات وما يتبعها هذه لو ظل الإنسان فيها خمس سنوات لكان خيرا فما ظنك بأشهر محددة لا تصل إلى السنة فهذا فضل الله
والموفق هو الذي يستفيد ويفيد غيره ويفيد نفسه أولا بالعمل ويراجع العلم بالمراجعة ، العلم بالمراجعة
ولا يستعجل ولا يستعجل أحد لأن بعضا من الشباب يقول حضرت ولم أستفد أو قرأت ولم أستفد
ليس هذا الكلام كلاما صحيحا هذا من تسويل وتسويف الشيطان
كيف ؟
أنت إذا حضرت الدرس لا تظن أنك ستحيط بكل ما فيه ، لكن اسأل نفسك سؤالا اسال نفسك سؤالا هل أنت الآن بعد أسبوع من حضور الدرس في معلوماتك الشرعية مثل ما كنت قبل حضور الدرس ؟
الجواب لا
المعلومات عندك معلومات أخرى تلاشت لكن لو أنك ذاكرتها وذكرت بها تذكرت وهناك بعض المعلومات أنت متردد فيها تحتاج فقط إلى المراجعة لكن أنت استفدت فانظر إلى حالك بعد شهر هل هو كحالك قبل أسبوع
عام ألف وأربعمائة وثمانية وثلاثين 1438 للهجرة هل حالك في طلب العلم كحالك في عام ألف وأربعمائة وسبعة وثلاثين ؟
هذا هو المقياس الصحيح حتى لا تترك العلم لأن بعضهم قد يترك العلم يقول ما استفدت حضرت وحضرت وحضرت ما استفدت
لا أنت مستفيد
لو بمجرد حضورك من غير مراجعة أنت مستفيد فإن راجعت ففائدة على فائدة
والموفق من وفقه الله
والعلم عزيز