كلام جميل حول حديث ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) و (جعلها الله هباء منثورا)

كلام جميل حول حديث ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) و (جعلها الله هباء منثورا)

مشاهدات: 438

كلام جميل حول حديث

( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) و (جعلها الله هباء منثورا)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يجب أن يحذر المسلم من الذنوب كلها الصغير منها والكبير في السر والعلانية  وذكر ابن رجب في رسائله أوجه أو طريقة للتخلص من الذنوب في السر والعلانية

ومنها قال أن يخشى انتقام الله وعقوبة الله وذكر الأدلة

{ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ }

{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ }

بل ذكر رحمه الله سبعة أنواع التي تجعل بعض أعمال العبد تصبح هباء  منثورا

فكون الإنسان في خلواته يقدم على ما يغضب الله لاشك أنه خطير والنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ( لما نهى عن المجاهرة بالذنوب قال كل أمتي معافى إلا المجاهرين )

أيضا نهى عن أن يفعل الذنب في الخفاء في الخلوة

ولذلك في سنن ابن ماجة قال عليه الصلاة والسلام ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات كجبال تهامة بيضاء يجعلها هباء منثورا قالوا يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتكم ) يعني من جنسكم ( ويأخذون من الليل ما تأخذون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )

فالإنسان لا يستقل بالذنوب

بعض الناس يقول ما من أحد ، ربما أن بعضهم يطعن في هذه المقولة ما من أحد إلا ويذنب ، ما أحد يسلم صحيح

لكنه إذا وقع في الذنب فإن قلبه يكون متعبا بعد فعل هذا الذنب بل إذا أراد أن يقدم على النذب يتردد لما في قلبه من الخوف من الله فهذا شأن وذلكم شأن ولذلك ماذا قال تعالى { لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى }

ما صفاتهم ؟

 { الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ } يعني الذنب الذي يلم بهم لكنهم لا يستمرون عليه ولا يصرون عليه

{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ } يعني أنكم ضعفاء { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا }

فهذا شأن كون الإنسان يقع في الذنب حتى في الخلوة وهو خائف من الله ويصارع نفسه ، فإن وقع إذا به يندم ويتحسر مثل هذا إذا تاب فإنه لا يزول عنه وصف المدح

لكن أن يهون على الناس أن تفعل الذنوب ، وأن يفعلوها فهذا من الخطورة بمكان

ولذلك علق ابن رجب فقال عن هذا النوع لما ذكرهذا الحديث قال ” ومن السيئات ما تحبط بعض الأعمال الصالحة دون التوحيد ، التوحيد في هذا التوحيد لا تحبطه هذه السيئة ، توحيده باق لكنه قال هذه السيئة ربما تكون له سئية فتحبط بعض الأعمال الصالحة دون توحيده فيدخل النار ، وليس  معنى ذلك أنه يخلد فيها لا ؛ لأن مآل الموحد إلى الجنة ولو أدخل في النار هذا معتقد أهل السنة والجماعة

 ولذلك سالم مولى أبي حذيفة عند هذا الحديث ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات كجبال تهامة بيضاء يجعلها هباء منثورا  )

قال إني أخشى أن أكون منهم ، ثم قال لعلهم الذين إذا عرضت عليهم محارم الله اجترؤا عليها يعني ما عنده أي اهتمام ، يعمل الذنب في الخلوة تعرض عليه المحارم فيقدم عليها

هذا الحديث يحمل على هذا الكلام

لكن إنسان في خلوته يخاف الله لكن ضعفت نفسه فوقع ثم لما وقع إذا به نادم فمثل هذا هذا شأنه غير الشأن الذي علق عليه البعض فقال مجملا قال هذه المقولة باطلة لا تجعل الله أهون الناظرين

قال هذا قول باطل باعتبار أن ما من أحد إلا ويذنب

فنقول هذا شأن فيمن يقدم ويجترئ وشأن آخر في إنسان من حيث الطبع ثبت عنه قوله عليه الصلاة والسلام ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )

لكن المذموم الذين تجعل حسانتهم وأعمالهم هباء منثورا كما في حديث ثوبان السابق هو من يجترئ على معاصي الله حتى لو كان موحد أو يجترئ على معاصي الله

ومن حيث الجملة :

مثل هذه النصوص أو مثل هذه الآثار ما يأتي إنسان ويهون على الناس الذنوب 

كيف ؟ سبحان الله !

أنس رضي الله عنه ماذا قال للتابعين ؟

الذنب خطير ربما ذنب واحد يودي بك إلى المهالك يقول للتابعين إنكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر يعني ما ترونها شيئا كنا نعدها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات يعني من المهلكات