كلام جميل عند حديث
( النذر لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلو أراد الإنسان أن يمنع نفسه ، أو أن يهدد شخصا أو أن يحث نفسه فقال مثلا نذر علي إن فعلت هذا الشيء لأصومن كذا أو لأتصدقن بكذا أو ما شابه ذلك
فهذا مخير بين فعل ما نذر عليه ، أو أنه يكفر كفارة يمين لأنه لم يقصد ماذا ؟ النذر ، وإنما قصد أن يلزم نفسه وأن يحث نفسه أو أن يرهب غيره أن يخوف غيره فتكون كفارة يمين
بخلاف قصد الطاعة والتقرب إلى الله كأن يقول نذر علي أن أصوم شهرا أو أن أصوم كل اثنين أو خميس هذا نذر الطاعة المطلق المنجز فتلزمه لقوله عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري ( من نذر أني يطيع الله فليطعه )
أو نذر الطاعة معلقا بشيء : إن شفى الله مرضي ذبحت جزورا أو تصدقت بكذا ، أو إن شفاني الله من المرض
فهنا لم يقصد الامتناع أن يمنع نفسه ولا أن يحث نفسه ولا أن يخوف نفسه لا ، وإنما أراد بذلك التقرب إلى الله إن حصل ما يريد فإن حصل ما يريد فشفى الله مريضه أو شفى مرضه أو تحقق له ما يريد فهنا يلزمه
لأنه ليس بنذر اللحاج والغضب ، يريد الامتناع أو الحث أو الترغيب أو الترهيب ، لا ، أراد القربى بشرط تحقق هذا الشيء فيدخل ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم عند البخاري ( من نذر أن يطيع الله فليطعه )
لكن هذا النذر منهي عنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا النذر
هذا النوع منهي عنه وقال ( إنما يستخرج به من البخيل )
يعني ما عملت هذه الطاعة ولا أردت هذه الطاعة إلا مقيدة بشيء ، وهذا هو شأن البخلاء ، ولذلك في الغالب أن من ينذر هذه النذور المعلقة أنه لا يفي بها هو يوقع نفسه في حرج
ولذلك : بعض العماء أوصلها للتحريم فدل هذا على أن الإنسان لا يقدم على هذا النذر ، فلابد أن يحقق هذا الشيء ، فإن لم يأت بما نذر به وهو نذر الطاعة سواء كان نذر الطاعة المنجز نذر علي أن أصوم كذا وكذا بدون تعليق ، أو المعلق إن شفى الله مرضي سأصوم كذا أو سأتصدق بكذا فهذا يجب أن يوفي به فإن لم يوف به فإنه يكون آثما
لكن قد لا يقدر قد لا يقدر إما لعجز ببدنه كأن يكون صوما أو لعجز في ماله ماعنده مال فيبقى في ذمته ، أين الدليل ؟
( من نذر أن يطيع الله فليطعه )
فمن كان في سعة وفي عافية فليحمد الله ، ولا يقدم على النذر فإن تحقق له ما يريد فليشكر الله لكن لا يعلق
شأن عبد الله بن عمرو بن العاص يختلف عن هؤلاء
هو لم يلزم نفسه بالنذر ألزم نفسه من غير نذر لأنه رأى من نفسه القدرة على أن يصوم يوما وأن يفطر يوما فألزمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يصوم ثلاثة أيام كما جاءا في الحديث وفيه تفاصيل ما فيه
فقال : ( إني أطيق أن أصوم كل يوم ، قال لا صام من صام الأبد ، وإنما صم يوما وأفطر يوما أفضل الصيام صيام داود )
فلما بلغ في السن مبلغا وكبر رضي الله عنه شق عليه لكنه أراد ألا يدع أمرا كان يفعله في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه كان يصوم يوما ويفطر يوما هي خمسة عشر يوما ، فكان يسرد الصوم سردا خمسة عشر يوما ثم يفطر خمسة عشر يوما فهذا من باب البقاء على الطاعة
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى أن يخفف عن نفسه لكنه رأى أنه قادر وكان يقول ( يا ليتني أخذت برخصة النبي صلى الله عليه وسلم )
فما ظنكم فيمن ينذر نذرا نهى الشرع عنه ليس برخصة ، ولذلك بعض الناس سألني عن شخص قريب له من أن الله إذا فرج عن ابنه في أمر ما أنه يصوم كل اثنين وكل خميس فكبرت سن هذا الإنسان فشق عليه هو يستطيع لكن شق عليه
فلماذا يدخل الإنسان نفسه في مثل هذه الأمور ؟