كيف تعرف أهل الأهواء والبدع وأهل العلم من غيرهم ؟

كيف تعرف أهل الأهواء والبدع وأهل العلم من غيرهم ؟

مشاهدات: 545

بسم الله الرحمن الرحيم

خُطبة بعنوان: (كيف تعرف أهل الأهواء والبدع وأهل العلم من غيرهم؟)

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

كثيرا ما تحدثنا عن البدع وعن أصحابها، وهنا ملخص إبراءً للذمة لكي تعرفَ من هم أصحابُ الأهواء.

 

أهل الأهواء هم: أهلُ البدع، كما قال شيخُ الإسلام رحمه الله في الفتاوى.

قواعد ذكرها السلف رحمهم الله:

أذكر لك هذه القواعد التي ذكرها السلف ولا تقل إنَّ هذه القواعد لا تصدُق على فلان بحكم أنه معروف أو مشهور أو له أتباع أو لديه علم!

قواعد سِر عليها حتى تنجو إن أردت النجاة:

ــ ” إذا رأيتَ الرجل يقدح في صحابةِ النبيِّ ﷺ أو في أي أحد منهم فاعلم بأنه صاحبُ هوى” كما قال ابنُ عونٍ رحمه الله.

ــ ” إذا رأيت الرجل يطعنُ في الآثار الصحيحة عن النبي ﷺ وعما ورد عن سلفِ هذه الأمة فاعلم بأنه صاحبُ هوى ” كما قال الإمام البربهاري رحمه الله.

ــ ” إذا رأيت الرجل يُدخِلُ عقلَه في النصوص الشرعية، ويُحَرِّفُ هذه النصوص حسبما يهواه عقلُه فإنه صاحبُ هوى، بل إنه فتحٌ لبابِ الزندقة ” كما قال الإمام البربهاري في كتابه شرح السنة.

ــ ” إذا رأيت الرجل كثيرَ العلم، كثيرَ الحفظ، كثيرَ الكتابة، كثيرَ الكتب لكنه يُخالفُ القرآن والسنةَ الصحيحة فاعلم بأنه صاحبُ هوى ” كما قال الإمام البربهاري في شرح السنة.

ــ ” إذا رأيت الرجل يقدح في أئمةِ السلف كالإمام أحمد أو من أتى بعده كشيخ الإسلام فاعلم بأنه صاحب هوى؛ بل قال الإمام البربهاري في شرح السنة:

ـ” إذا رأيت الرجل يذكر أئمة السلف كالإمام أحمد يذكرهم ويثني عليهم بخير فهو صاحبُ سُنَّة إن شاء الله “

ــ ” إذا رأيت الرجل يذكرُ أئمةَ البدع والفلسفة ويُثني عليهم ويُمَجِّدُهُم فاعلم بأنه صاحب هوى “

كما قال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة

ــ ” إذا رأيت الرجل يدعو على الإمام ــ يعني على الحاكم ــ فاعلم بأنه صاحب هوى “

قال الإمام البربهاري: لأن الشرع لم يأمرنا بالدعاء عليهم وإن ظلموا وإن جاروا.

-وكما قلت لا يُنظَر إلى الشخص وإنما تُنَزَّلُ عليه هذه القواعد-

ــ ” إذا رأيت الرجل عنده تلون ليس له منهجٌ واضح يسير حيث سارت أطماعُه، وله أتباع ينعقون خلفَه فإنه وهم أصحابُ هوى “

قال الإمام البربهاري في شرح السنة: ” وكلُّ بدعة إنما ظهرت من الهمج الرِّعاع الذين يتبعون كلَّ ناعق ويتحركون مع كلِّ ريح، والله جل وعلا قال: {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} قال:

 وهؤلاء هم علماء ودعاة السوء، أصحابُ من؟

أصحابُ الطمع في الدنيا، أصحاب الطمع وأصحاب البدع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ ” إذا رأيت الرجل يجلِسُ مع أهلِ الأهواء-على حسب القواعد التي ذكرتُها لك سابقا-

 فحَذِّره؛ فإن عاد فجلس معه أو معهم؟ فاعلم بأنه صاحبُ هوى فاتقه واحذَره” كما قال الإمام البربهاري في شرح السنة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا عرفتَ هذه القواعد، عرفت أصحابَ الهوى وأصحاب البدع

هنا/ يجبُ عليك أن تَفِرَّ منهم، ويجب ألا تُجالسَهم

الإمام محمد بن سيرين التابعي -مع فضله- ما جادل صاحبَ هوى، قيل له: لم؟

قال: “أخشى أن يقرأ آية فيُشَبِّهُ عليّ فيقع شيءٌ في نفسي”.

الحسن البصري رحمه الله كما في البدع لابن وضاح قال: “لا تجلس مع صاحبِ هوى وبدعة فلربما تستحلي بدعتَه فتهلَك، أو أنك تعارضه فيُمرِضُ قلبَك “.

ولما جاء رجل إلى الحسن كما ذكر البربهاري:

قال: “أريد ان أجادلَك في الدين! فقال الحسن البصري: أنا عرفتُ ديني فإن ضلَلْتَ دينَك فاذهبْ فابحثْ عنه”

وقال الفُضَيلُ بنُ عِياض رحمه الله: ” إذا رأيتَ صاحبَ هوى وبدعة مع طريق فاذهب مع طريقٍ آخر”.

 

ذكر الإمام البربهاري عن يونس بن عُبيد أنه رأى ابنَه خرج من بيتِ رجلِ صاحبِ هوى فقال:

 ” يا بني واللهِ لو رأيتُكَ تخرُج من بيتِ خُنثى أهون من أن تخرجَ من بيت فلان؛ وددتُ لئن قابلتَ الله سارقا زانيا فاسقا خائنا أحبُّ إلي من أن تلقى الله بقول أو بعمل فلان “.

لماذا قال هذا الكلام؟ قال الإمام البربهاري معلقا عليه:

” لأن الخُنثى لا يضل ابنَه عن دينه، لكنَّ صاحبَ البدعة يضله عن دينه بالبدعة ثم يقع في الكفر”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

لو قال قائل: من هم الذين لا يؤخذ عنهم العلم؟

السلف ما تركوا شيئا، قال الإمام مالك: لا يؤخذُ العلمُ عن أربعة

-انتبه في وسائل التواصل، في قناة، في مقطع صوتي، في شيءٍ مكتوب-

ذكر ابن عبد البر في كتابه العلم وفضله قال: “وروينا هذا عن الإمام مالك من طرق في كتابنا [التمهيد]

 قال الإمام مالك: أربعةٌ لا يؤخذ عنهم العلم:

الأول: صاحبُ هوى يدعو إلى بدعته. -ومر معنا كيف تعرف صاحب الهوى والبدعة من غيره-

الثاني: سفيهٌ مُعلِنٌ سفَهَهُ.

 يعني: يأتي ويكتب أو يتكلم بأشياء تخرِق المروءة، وتخرِق عادات الناس، وتُمَج، هذا سفيه أعلنَ سفهه، سواء في قناة أو في وسائل التواصل فهذا لا يؤخَذُ منه العلم.

الثالث: الذي هو معروفٌ بالكذب ويكذب أمام الملأ ولو لم يكن يكذبُ على رسول اللهِ ﷺ، فما ظنكم إذا عُرِفَ بالكذب أمامَ الناس وزاد على ذلك أنه يأتي بأحاديث مكذوبة على النبي ﷺ!

الرابع: من به صلاحٌ وخير لكنه لا يعرف ما يُحَدِّثُ به، في مقاطع في قنوات، فربما يتحدث ويُسَجِّل مقطعا مرئيا أو صوتيا، تراه وعليه سيما الخير

 قال: به فضلٌ وصلاح لكنه لا يُحسِنُ ولا يَعرِفُ ما يُحَدِّثُ! يعني: حاطِبُ ليل، الذي يحطِب بالليل يأخذ الشيء الرديء والشيء الطيب! حاطِبُ ليل لا يفقه ولا يدري.

إذن/ هؤلاء الأربعة -ولم أقل شيئا من عندي-

كل ما ذكرته من قواعد من أئمة السلف، لمعرفة صاحب الضلالة والهوى والبدعة من غيره،

 ومن لا يؤخذ عنه العلم أربعة كما  قال الإمام مالك:

” صاحبُ هوى يدعو إلى بدعته “

” سفيهٌ معلِنٌ سفَهَهُ “

” شخصٌ عُرِفَ بالكذب أمام الناس ولو لم يكن يكذب على رسول الله ﷺ “

قلتُ: فإن كذب وأتى بأحاديث مكذوبة على النبي ﷺ فهو أعظمُ جُرما.

الرابع: ” من به خيرٌ وصلاح لكنه لا يُحسِنُ ولا يَعرِفُ ما يُحَدِّثُ به “

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه خلاصة قدمتها إليكم إبراءً للذمة، لأنه كثيرا ما تحدثنا عن البدع والتحذير منها

هذه قوعد لو سَمِعَها أو قرأها أيُّ طفل فضلا عن كبير سَيَعرِفُ يُمَيِّز

 حتى يسلمَ دينُك، وحتى تسلمَ عقيدتُك، لأننا الآن في ثورة معلوماتية لا يُعرَفُ منها الحق من الباطل

وتستطيع أن تميز بأن تأخذَ من العلماء الأجلاء، وأن تحذرَ من أهلِ الأهواء الذين ذكرَ السلفُ رحمهم الله هذه الصفات لهم.