بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه/ لا يوجد في كتب أهل السنة دعاء: ” اللهم بَلِّغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين “
وفيه خمس مخالفات شرعيّة
فضيلة الشيخ/ زيد البحري
لِيُعلَم/ أن المسلم مأمور شرعا بالدعاء {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا}
لكن لا يُحدِّد زمنًا ولا ومكانا ولا عددا، ولا يُرَتِّب على ما دعاه أجرا أو فضيلةً، وأن تكونَ ألفاظ هذا الدعاء سليمة ليس بها ما يُخالِف الشرع، فليس المسلم بمنهيّ عن الدعاء، بل إذا توفّرَ ما سبق فالدعاء عبادة كما قال النبي ﷺ عند الترمذي؛
لكن التحديد بالزمن أو بالمكان أو بالعدد أو ببيان الفضل فهذا ليس للناس، وإنما هو للشرع.
أما هذا الدعاء ” اللهم بَلِّغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين ” به نظر مِن أوجه:
أولا/ أنه حسب البحث لا يوجد في كتب السنة، لا مرفوعا إلى النبي ﷺ ولا أثرا عن الصحابة رضي الله عنهم.
ثانيا/ أن الناس يحددون هذا الدعاء في رجب وفي شعبان! وأين الدليل لهم على تحديده!
لماذا لم يقولوه في جمادى أو في ربيع أو في محرم؟!
ثالثا/ أن الدعاء بإطالة العمُر لبلوغ الإنسان إلى زمنٍ معيّن مطلقا، نهى الإمام أحمد رحمه الله وكرِه أن يدعوَ الإنسان بإطالة العمُر إلا إن حُدِّدَ على طاعة الله عز وجل، فقد يبلغ رمضان ولا يوفق!
فليس المقصود فقط أن الإنسان يبلغ رمضان أو الأزمان الفاضلة، وإنما المقصود أن يبلُغَها لكي يؤجر فيها
رابعا/ أن جملة ” اللهم بَلِّغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين ” يعني: لم نفقد أحد، ولم يفقدنا حبيب،
وهذا فيه عدم توافق، لأنه إن بلّغك رمضان فلن يفقدك الحبيب!
إذًا/ ” ولا مفقودين ” لا تتوافق مع قوله ” اللهم بَلِّغنا رمضان ” لأنه إن بلّغك فإنك لن تُفقَد.
خامسا/ لماذا هذه الجملة بالفقد وعدم الفقد، ولم تكن جملة أخرى!؟ يُخشى أن يُعتقد في الذهن أن رجب وشعبان هما شهران يكثُرُ فيهما الموت! وقد ورد حديث -باطل- في أن رجب وشعبان أن الأرواح تُحصَد فيهما حصدًا، وأن الموت يكثُرُ فيها، وهي أحاديث باطلة لا تصح عن النبي ﷺ
فيُخشى أن الإتيان بجملة “غير فاقدين ولا مفقودين ” من أجل ما ترسب في الأذهان، من أن شهر رجب وشعبان يكثُر فيهما الموت.
ولهذا/ هذا الدعاء به نظر، لهذه الأوجه السابقة.
وإذا كان كذلك، فإن فيه فتْحًا لباب التشاؤم من شهر رجب ومن شهر شعبان، وهما كسائر الشهور.