لماذا نَهَى الشَّرعُ عن صِيام يوم الجُمُعة مُنفَرِدًا ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
elbahre.com/zaid
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الحِكمة مِن النَّهْي عن صِيام يَوم الجُمعة مُنفَرِدًا ؟
الحِكمة هي نَهْيُ الشَّرع .
أَتَى الشَّرعُ بِالنَّهْي سَمِعنا وأَطَعنا ، فيَجِبُ أن نَتقيَّد بِذلك
لَكِن هل استُنبِطَت حِكَمٌ ؟
نَـعَـم
– قال بعضُ العُلَماء : لِكَي يَتَقَوَّى المسلِمون على العِبادة في يوم الجمعة.
ولَكِن قال ابن القيِّم رحمه الله : في هذا نَظَر .
لِمَ ؟ لِأنّه لَو صامَ يومًا قَبْلَه أو يومًا بَعْدَه انتَفَى الأمْر .
إذًا هذه العِلّة التي ذَكَرَها بعضُ العُلَماء غَيرُ صحيحة .
– قال بعض العُلَماء : لِأنّه يَومُ عِيد ؛ ويَومُ العِيد لا يُصام .
قال ابن القيّم رحمه الله : وفِيهِ نَظَر .
لِمَ ؟ لِأنّه لَو صامَ يومًا قَبْلَه أو يومًا بَعْدَه انتَفَى هذا ، فَدَلّ هذا على أنّ هذه الحِكمةَ غَيرُ صحيحة .
إذًا ، ما الحِكمة ؟؟
قال رحمه الله : مِن بابِ أن يُبَيِّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ الشَّرعَ حِصنٌ حَصِين
فهُوَ مِن بابِ سَدِّ الذَّرائع ، حتَّى لا يُلحَقَ بِيَومِ الجُمُعة – قُلْتُ : وبِأَيِّ يَومٍ فاضِلٍ – أن يُلحَقَ به ما لَمْ يَأْتِ به الشَّرع .
يَعني كأنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم وَضَعَ قاعِدةً ،
قاعِدة في الأيّام الفاضِلة ( كَيَوم الجُمُعة أو في أيّ يَومٍ مِن الأيّام الفاضِلة ) مِن أنّك لا تُحدِثْ فِيهِ شَيْئًا.
ولِذا ، هذا الحديث [ وهو النَّهْي عن صِيامِ يَوم الجُمُعة على وَجهِ الاِنفِراد ] يَرُدُّ تِلكَ البِدَع مِن أذكارٍ مِن دُعاءٍ مِن عِباداتٍ خُصِّصَ يَومُ الجُمُعة بِها ولَها
فَالشَّرْعُ سَدَّ الباب .