( لمن أغلق غرفته ومعه جهازه وجواله )

( لمن أغلق غرفته ومعه جهازه وجواله )

مشاهدات: 528

( لمن أغلق غرفته ومعه جهازه وجواله )

فضيلة الشيخ :

زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نصيحتي لكل شخص يخلو في غرفته وحده بجهازه وبجواله نصيحتي له أن يراقب الله جل وعلا :

فإننا ولاشك في زمن الفتن وأقول إنه فيما مضى لو قِيس ما يعمله الإنسان من سيئات في عشر سنوات سالفة قد تفعل تلك السيئات التي فيما مضى تقع في عشر سنين قد تقع في سنة واحدة في هذا الزمن

 

كما أن العكس بالعكس :

ما يكسبه الإنسان  في هذه السنوات إن وفقه الله ما يكسبه في سنة يعادل ما يكسبه من حسنات في عشر سنوات سالفة

والموفق من وفقه الله

ولاشك أننا في زمن الفتن والمحن

والقابض على دينه كالقابض على الجمر

 

فإن وسائل الشهوة تنوعت وتعددت والبرامج تعددت وتنوعت وأصبح الوصول إلى النظر إلى ما حرم الله جل وعلا والوقوع فيما يغضب الله في هذا الزمن

أصبح سهلا ميسرا

وهذا هو محل الابتلاء  والامتحان

نعم

إن نجح الإنسان في هذا الزمن في زمن الفتح فإنه سيفلح بإذن الله فلاحا عظيما

ولذلك :

من يغلق باب غرفته ومعه جواله ومعه جهازه وينظر إلى ما حرم الله جل وعلا  وهو يتواصل مع من لا يحل له أن يتواصل معه

أقول له :

إما أن تكون إن صبرت في علو عند الله وإما أن تكون في سفل

كيف ؟

اسمع أمثلة :

يوسف عليه السلام :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

غلقت تلك المرأة الأبواب وقالت هيت لك  وهذه حقيقة يعني مباشرة أمامه وليست عن طريق التواصل ومع ذلك :

قال : ((قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ))  يوسف23

 ماذا قال جل وعلا عنه ؟

((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) يوسف24

لم يقل لنصرفه  وإنما السوء والفحشاء تصرف عنه

((  كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء ـــ لم ؟ ـــ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) يوسف24

وفي قراءة : (( المخلِصين ))

 

فدل هذا على أن الإخلاص هو المراقبة من راقب الله خلصه الله

ولكن ما هي العاقبة ؟

أن الله عز وجل رفعه بعد ذلك فمكنه في الأرض

 

اسمع إلى أمر آخر :

ابن عمر رضي الله عنه كان سائرا في سفر كان معه صاحبه عبد الله بن دينار فرأيا عبدا ومعه غنم فأراد ابن عمر أن يختبره

قال : لمن هذه ؟

قال : لسيدي

فقال له رضي الله عنه : اذبح لنا شاة وخذ ثمنها وقل لسيدك إن الذئب قد أكلها

فقال هذا العبد ” فأين الله ؟!

سبحان الله ! قال : أين الله ؟!

أين الله ؟! يا عبد الله

فما الذي جرى ؟

ذهب ابن عمر وسأل عن سيده فاشتراه ثم أعتقه ووهب له الغنم أيضا

انظروا كيف العلو

هي اختبار وامتحان

ولذلك قال ابن عمر :  (( لقد أعتقته كلمة في الدنيا وأرجو أن تعتقه هذه الكلمة  في الآخرة ))

إضافة إلى ما ظفر به من خيرات

حرر وحررت رقبته من الرق وأعطي المال

فانظر رعاك الله

 

وقصة ابن عمر ذكرها ابن الأثير والذهبي في السير وابن حجر في الإصابة والهيثمي في المجمع

 

إليك قصة أخرى :

عمر رضي الله عنه نهى أن يخلط الماء باللبن

فبينما هو يتعسس ذات ليلة إذا به ومعه غلام له يقال له  : أسلم

إذا به يتعب فاستند إلى جدار

فسمع امرأة تقول لابنتها : امزجي اللبن بالماء

فقالت البنت : ألم تسمعي أن أمير المؤمنين نهى عن ذلك

فقالت الأم : وأين عمر منا الآن ؟

فقالت البنت : إن كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا

فقال عمر لأسلم : علَّم الباب اجعل عليه بينة

 

فذهب فجمع أولاده رضي الله عنه

 فاعتذر عبد الله وعبد الرحمن وقالا : لكل منا زوجة

فقال عاصم: زوجنيها

لأن عمر رضي الله عنه قال قبلها : والله لو كانت بي حاجة إلى النساء ما سبقني منكم إليها أحد

فالشاهد من هذا انظروا إلى آثار المراقبة :

 أين الله فإن رب عمر  يرنا

تزوجها

فولدت هذه البنت لعاصم بنتا

البنت المولودة ولدت غلاما

من هو هذا الغلام ؟

عمر بن عبد العزيز

سبحان الله !

فلنسأل ربنا جميعا الثبات على دينه  في هذا الزمن

والله إنها محنة لنا جميعا من صبر على هذه المحنة وهبه الله منحة يسعد بها سعادة عظمى فلنسأل ربنا الثبات

وكل ضعيف

فاسأل ربك أن يثبتك على دينه

واحذر من أن تختم لك بالخاتمة السيئة

أسأل الله أن يثبتني وإياكم على الحق حتى نلقاه

وأن يتوفانا وهو راض عنا

وأن يجعلنا من عباده المقربين المتقين