لو امرأة غير متزوجة حملت ، وقالت أكرهت على الزنا ، أو حملت من رائحة المني ، فهل يقبل قولها ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القفهاء رحمهم الله يقولون : لو أن امرأة حملت ، وليست بذات زوج ، ولا سيدا ، يعني ليست أمة فيطؤها السيد ، وهذه غيرم موجودة في زماننا هذا فحملت امرأة لا زوج لها ، فهل يقام عليها حد الزنا أم لا ؟
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في الصحيحين ، واللفظ لمسلم ( أنه خطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه قال : إن الرجم حق إذا زنى الرجال والنساء إذا أحصن ــ يعني كان متزوجا ــ ويقول كان فيما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم فحفظناها ووعيناها وعقلناها ، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى أن يطول بالناس زمان فيقولون لا نجد الرجم في كتاب الله ، فيضيعوا فرضية من فرائض الله )
سمعت وهذا موجود في اليويتوب من بعض من يدعي المشيخة والدكترة وأنه من علماء هذه الأمة يقول : ” ليس هناك شيء يسمى بالرجم ” إنكار صريح علانية
فكان ما يخشاه عمر رضي الله عنه وقع ، ولو كان واقعا من أفراد المسلمين ومن آحاد المسلمين لو كان واقعا لكان جرما ، فكيف بمن يزعم أنه عالم أو طالب علم أو أنه من علماء المسلمين ؟!
فيقول رضي الله عنه : الرجم حق إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا كانت البينة ، البينة الشهود أو الاعتراف ، يعني الإقرار ، أو الحبل يعني الحمل فمتى ما وجد الحمل فهو دليل صريح على الزنا
والآية ، فيما يتعلق بآية الرجم هي قوله تعالى لكنها نسخت لفظا وبقيت حكما كانت موجودة في سورة الأحزاب ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم )
هذه كانت موجودة تقرأ لكنها نسخت لفظا ، وبقيت حكما
فقوله أو الحبل يعني الحمل دليل على ثبوب حد الزنى ، فإذا حملت المرأة وليس لها زوج ، فبعض القفهاء وهو المشهور من مذهب الحنابلة أنهم يقولون : ” لا يتعرض لها ” لا يتعرض لها
لأن التعرض لها من باب إشاعة الفحشاء { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ }
وبعض العلماء يقول : ” تحد إلا إن ادعت شبهة “
كيف تدعي الشبهة ؟ الشبه كثيرة ، من بينها قد تكون أشياء دقيقة فيما يتعلق بالبكر ، أو تكون ثيبا قد تكون ثيبا وطلقت وبعد سنين حملت
قد يحصل الحمل بطرق غير متوقعة ، ولذلك نص الفقهاء من القدم في كتبهم الفقهاء عموما من الحنابلة أو غيرهم أنه ربما يجامع الرجل زوجته وينظف ذكره بحجر فيبقى به مني ، فتأتي امراة وهي لا تدري ، فتستجمر به بعد بولها فتحمل
فالمني قوي التأثير حتى نص بعض الفقهاء من أن المرأة قد تحمل برائحة المني ، فقد تحمل برائحة المني ، لأن ربما رجل مثلا يداعب زوجته بين فخذيها فينزل منه مني فتحمل من مائه باعتبار أن الفرج شم رائحة المني فوقع ما وقع
فإذن يقولون : إذا لم تدع شبهة فإنها لا تحد لكن إن ادعت شهبة فيدفع عنها
ويرجع في هذا إلى ماذا ؟
إلى قول عمر رضي الله عنه ” الرجم حق إذا أحصن إذا قامت البينة أو الاعتراف أو الحبل “
بعض العلماء يقول : يقام عليها الحد مطلقا لو ادعت شهبة إلا إن أتت ببينة يعني بشهود على أنها وقعت في مثل هذه الشبهة وقع لها ما وقع لها فتثبت على ادعاء الشبهة أن هناك من يشهد لها ، ولكن مثل هذا القول فيه إتلاف للنفس خصوصا إذا كان فيه الرجم
ولذلك أعدل الأقوال : ما ذكرناه سابقا وهو أنه تحد ما لم تدعي شبهة
وأما قول من يقول من الفقهاء في المشهور عنهم في مذهب الحنابلة أنها تترك ، هذا فيه فتح لأبواب الشر والفساد تأتي امرأة وتحمل ولا تدعي شبهة ، وهذا بسبب قد يكون بسبب خبثها
فتسد الأبواب ، وهذا ليس من إشاعة الفحشاء ، وإنما فيه سد لباب الفحشاء لو ادعت أنها مكرهة أنها مكرهة فهذه شبهة ، لكن لابد تكون هناك قرائن تبين أن هذا إكراه وقع منها مثل ماذا ؟ مثل جروح ألمت بها ، أو أنواع من أنواع أو نوع من أنواع العنف الذي وقع بها حتى لا ينفتح الباب
كل امرأة أو تأتي أي امرأة تزني وتحب الزنا وتقول إني مكرهة فينفتح الباب ، وهذا باب لو انفتح في المجتمع فسد المجتمع ، ولذلك مثل هذه القضايا التي نذكرها الآن هذا من باب التنظير
لكن لو وقع مثل هذا فمرد هذا إلى المحاكم بالنظر إلى واقع المرأة وإلى واقع الرجل ، وما شابه ذلك
فمثل هذه لا يؤخذ على أنه حكم للتطبيق هذه فائدة تنظيرية لطالب العلم ولبيان خطورة هذا الأمر عند عامة الناس نبين أن هذا أمر خطير لابد أن يعلمه عامة الناس ان هذا أمر خطير
لكن لو وقعت مثل هذه الأشياء لا يؤتى بمثل هذه المسائل وتطبق على تلك الحوادث وإنما مردها إلى المحاكم فهي تنظر في الأمور تحقق وتدقق في هذا
كذلك قد لا يكون هناك عنف ، قرائن من العنف البدني ، قد مثلا تشرب ما يسكر عقلها ويذهب عقلها فمثل هذه بإمكان مع تطور الطب أن يعرف الحال
ولذلك كما قلت لكم هذه مسائل تنظيرية فقط ذكرها العلماء ، قد تقع في هذا العصر ، لكن مرد هذا الأمر إلى المحاكم في التطبيق وفي الحكم على كل واقعة بعينها كل واقعة بعينها لها حكمها
نسأل الله أن يحمي أعراضنا وأعراضكم وأعراض المسلمين