ما حكم أكل ( النيص والقنفذ ) ؟
وقواعد مهمة تعرف بها متى يكون الحيوان محرم الأكل ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحيوانات التي تعيش في البر حلال لقوله تعالى { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا }
إلا ما استثني ، والذي استثني :
الأول : ما نص الشرع على تحريمه مثل الحمر الأهلية
الثاني : ما كان له ضابط في الشرع وهو ذو ناب من السباع أو ذو مخلب من الطير ، السباع مثل الأسود والنمور ، الطيور مثل النسور والصقور وما شابه ذلك
الثالث : ما يأكل الجيف ، ما يأكل الجيف مثل الغراب ، ولذلك حديث نهى النبي عن أكل الجلالة لأنها تعيش على ماذا ؟ على النجاسة مع أن الأصل أنها طيبة مثل الدجاج يجوز أكله ، الماعز يجوز أكلها لكن لما أكلت النجاسة وكان أكثر العلف لها النجاسة حرم أكلها لا لأصلها ، وإنما لما طرأ عليها مما يؤيده نهي النبي عن أكل الجلالة مع أن أصل الحيوان الذي هو الجلالة أصله طاهر ، ومع ذلك لما كان أكثر علفه النجاسة حرم أكله حتى يطيب لحمه، فما ظنك بحيوانات تأكل دائما الجيف مع أن بعض العلماء أخرج الغراب الذي يشبه الحمام فإنه لا يتغذى على الجيف ، وإنما هو مثله مثل الحمام ويسمونه بغراب الزرع ، لم ؟
لأنه لا يتغذى على الجيف
هم يقولون لا يشبه الغراب بتاتا لا من حيث الشكل ولا من حيث الطبيعة ولا من حيث الغذاء
لو رأيته لقلت إنه حمامة
الرابع : ما كان مستخبثا شرعا ، وهذا هو محل كلامنا الذي قررنا هنا
الخامس : ما أمر الشرع بقتله أمر الشرع بقتل حيوانات مثل الحية والعقرب وما شابه ذلك
السادس : ما نهوا عن قتله مثل الضفدع والنحل وما شابه ذلك
وهنا لابد أن نضيف أمرا لأنه قد تأتي بعض الحيوانات أو الحشرات لا ينطبق عليها ما ذكر من القواعد الست في نظر الإنسان قد لا ينطبق
هنا مثل هذا الدود ومثل هذه الحشرات وما شابه ذلك فيها ضرر
فما كان به ضرر فإنه لا يجوز
ولذلك السم ليس نجسا السم طاهر لكن لا يجوز أكله ، لم ؟
لضرره
إذن أضيف إلى ما سبق حتى تتضح القاعدة أكثر وأكثر أن ما كان في أكله ضرر فإنه لا يجوز ؛ لقوله تعالى { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } ، وقال تعالى { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجه ( لا ضرر ولا ضرار )
وبهذا نخلص إلى أن الإنسان قد يجد بعض الحيوانات في البر وما شابه ذلك فيستريب في أمره ، فما لم يكن من هذه القواعد يكون حلالا ، الأصل في الأشياء الإباحة
النيص : إنما يتغذى على الأعشاب ، سئلت عنه في أحد البرامج ، وذكرت كلام أهل العلم فيه ولا مانع من أن أعيد ما ذكر فنقول :
النيص : حرمه بعض العلماء باعتبار أنه شبيه بالقنفذ ، والقنفذ يحرمونه باعتبار حديث ورد فيه لما سئل عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث قال ( هو من الخبائث )
وبناء على هذا الحديث قاسوا النيص على القنفذ ، وبعض العلماء يقول يجوز أكل القنفذ ، لم ؟
لأن الحديث الوارد فيه ضعيف
فما ورد من حديث من أنه من الخبائث فهو حديث ضعيف ، فإذا كان ضعيفا ، فإنه يجوز أن يؤكل القنفذ ؛ لأنه لا دليل على التحريم ؛ لأن الأصل الإباحة { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا }
ولذا أجيز القنفذ إذن ما قيس عليه وهو النيص يكون مثله في جواز أكله
ومن ثم فإن من تورع من تورع فهذا أفضل لكن القول بالتحريم قول صعب باعتبار ماذا ؟ باعتبار أنه لا دليل على التحريم
لاسيما أن من قال بالتحريم قال لأن العرب ذوي الغنى يستخبثونه ، فما استخبثه ذو اليسار ذو الغنى فيكون محرما ، وسبق معنا أن الصحيح أن المستخبث مما يكون من هذه الحيوانات والطيور وما شابه ذلك ليس راجعا إلى ما تعارف عليه بعض الناس سواء كانوا فقراء أو أغنياء ، لم ؟
كما سبق وقررنا ذلك لأن الخبيث عند طائفة يكون طيبا عند طائفة أخرى ولو كان أولئك أغنياء وأولئك أغيناء العكس بالعكس
وقلنا إن القاعدة الصحيحة المستخبث الذي لا يجوز أكله هو المستخبث شرعا ، ما أتى الشرع بماذا ؟ بكونه خبيثا ، وبالتالي فإن من احتاط فهذا شيء حسن وإلا فالقول بالتحريم قول يحتاج فيه إلى دليل واضح وصريح لاسيما وأن هاك طائفة من أهل بلادنا في بعض المدن يستطيبون أكله ويأكلونه ، فالقول بالتحريم قول يحتاج فيه إلى دليل لكن من تورع هذا شيء آخر.