ما حكم إسقاط الدين بـ ( نية الزكاة ) ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه مسألة تسمى :
بإسقاط الدين بنية الزكاة :
وصورتها حتى يفهمها المشاهدون :
تصور :
لو أنني أقرضتك مالا ، وأنت من المحتاجين ، وكان هذا المال المقترض كان [ عشرة آلاف ريال ] ، وأنا ذو مال ، ووجبت علي الزكاة فكانت زكاة مالي [ عشرة آلاف ريال ]
قلت : أسقطها عنك بنية الزكاة التي وجبت
هذه هي صورتها
أتجوز هذه الصورة أم لا ؟
و هي :
إسقاط الدين بنية الزكاة
هذه نص شيخ الإسلام على أنها : لا تجوز ، وذلك لسببين :
السبب الأول :
أن الله ، وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام بينا أن الزكاة فيها أخذ وإعطاء
قال تعالى : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }
وهذه ليس فيها أخذ ولا إعطاء
وقال عليه الصلاة والسلام :
( تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم )
الأمر الثاني :
أن ما في ذمتك بالنسبة إليه ليس من مال جيد ، فلا يمكن أن يتساوى مال بيدي أن أملكه ، ومال أملكه لكنه ليس بيدي لأن ما في يدي هو أثمن وأطيب ؛ لأن ما في يد غيري مما هو ملك لي لا أملكه قبل أن أقبضه فربما يجحد هذا المال
وبالتالي :
فإنه لو أأأسقطه في مثل هذه الحال يكون أدى المال الرديء مقابل المال الطيب
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ }
وبالتالي :
هذه المسألة لها ثلاث حالات من حيث المنع :
يمنع إسقاط الدين بنية الزكاة :
ــــ بشرط
ــــ أو مواطئة
ـــ أو نية
بشرط :
كأن يقول الدائن للمدين : أنا أعطيك الزكاة بشرط أن تردها لي على أنها ما في ذمتك
هذه لا تجوز
ولا تجوز مواطئة :
وذلك أن يتفق الشخصان وأن يتواطئا وأن يتفقا على أنه متى ما سلمه المبلغ سلمه المبلغ لكي تبرأ ذمته
أو بنية :
يعني تصور :
لو أنه لم يقل للفقير شيئا وإنما قال أعطي الفقير هذه العشرة لعل وعسى أن يسدد بها الدين الذي في ذمته
نقول : هذا أيضا لا يجوز
وبالتالي :
إذا أردت أن تنفعه تعطيه المال من زكاة مالك دون أن تكون هناك شروط أو مواطئة أو نية
يعني :
تعطيه لله ، مثل الفقراء الآخرين ، إن أعطاك هذه الزكاة ولم يوجد فيها هذه الحالات الثلاث فلك أن تأخذها دون شرط أو مواطئة أو نية