ما حكم سب الأيام والشهور ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديث :
(( لاتسبوا الدهر ))
هذا الحديث في الصحيحين :
النبي عليه الصلاة والسلام قال فيما يخبر به عن ربه عز وجل :
(( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ))
وعند مسلم :
(( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ))
و ليس معنى هذا أن الدهر من أسماء الله ، لا
الدهر اسم جامد ، وأسماء الله حسنى لابد أن تتضمن صفة
ثم قال :
(( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ))
فكيف يكون مقلِّبا ومقلَّبَا ؟!
لا يمكن أن يكون هذا
وبالتالي :
فإن سب الدهر لا يعني أنه هو اللعن
قذح الزمن ، قدح الساعة ، قدح اليوم ، قدح الليلة
هذا يُعَدُّ سبا للدهر
ــــــــ فلو أن الإنسان تذمر وتضجر من ساعة عرف فيها فلان
هذا سب للدهر ، ولا يجوز أن يسب الدهر
ـــ لكن :
لو أنه أخبر عن الدهر بأمر لا يتناسب معه فلا إشكال في ذلك
من باب الإخبار لا من باب الكره ، لِمَ ؟
لأن هذا زمن ، والذي يوقع فيه مما لا يلائم العبد إنما هو من الله ، لكن لو أخبر على سبيل الإخبار فلا إشكال في ذلك
لوط عليه السلام أتاه قومه { وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } أخبر أنه يوم عصيب من باب الإخبار
وكذلك :
الصحابة كما في الصحيح :
(( لما افتقدوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا : بتنا بشر ليلة بات بها قوم ))
نسبوا الشر إلى الليلة من باب الإخبار وليس من باب الذم والقدح لهذا اليوم أو لهذه الساعة أو لهذه الدقيقة أو لهذه الثانية أو لهذا الشهر أو لهذه السنة