ما حكم قول : [ قابلت فلانا صدفة ] ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقول بعض الناس : [ رأيت فلانا صدفة أو بصدفة ]
رأيت هذا الشيء صدفة
هذه الكلمة ينظر إلى معناها :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن كان أنه حصل ووقع هذا الشيء بمحض الصدفة دون أن يكون هناك إرادة وقدر من الله فهذه لا تجوز ، بل إن فيها نفيا لأصل من أصول الإيمان الستة ، وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره
لِمَ ؟
لأنه لا يمكن أن يقع شيء في هذا الكون إلا بأمره عز وجل
{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) }
والآيات والنصوص الشرعية في مثل هذا المعنى كثيرة
لكن :
إن كان المقصود ـــ وهذا هو مراد الناس ـــ مراد الناس : أني ما توقعت أرى فلانا في هذا الزمن أو أن يحصل هذا الشيء في هذا الزمن
يعني :
ما توقع ، فمثل هذا لا بأس به
وقد جاءت بعض النصوص التي تدل على ذلك
منها :
ما جاء عند أبي داود :
أن لقيط بن صبرة قال :
(( أتيت النبي عليه الصلاة والسلام في وفد قومي فأتينا إلى بيته فلم نصادفه ))
هذا موضع الشاهد :
(( فلم نصادفه وصادفنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأمرت لنا بطعام ))
وأيضا :
يدل له ما جاء عند مسلم :
من حديث تميم الداري رضي الله عنه :
(( أنه ركب في السفينة ومعه أصحاب له قال : فصادفنا البحر قد اغتلم ـــ يعني : هاج ــ فلعب بنا الموج شهرا كاملا ))
قال : (( فصادفنا البحر ))
فهذه الكلمة :
من حيث هي لا بأس بها ، إذا كان مقصود الناس وهذا هو مقصودهم أنه ما توقعت أن يقع مثل هذا أو أرى فلانا
أما إن كان المقصود أن هذا الشيء وقع دون أن يكون هناك قدر من الله فإن هذا لا يجوز