ما حكم من دخل مع الإمام وهو في دعاء الوتر في صلاة التراويح ثم أكمل صلاة العشاء ؟

ما حكم من دخل مع الإمام وهو في دعاء الوتر في صلاة التراويح ثم أكمل صلاة العشاء ؟

مشاهدات: 513

ما حكم من دخل مع الإمام وهو في دعاء الوتر في صلاة التراويح ثم أكمل صلاة العشاء ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا السؤال يمكن يحلق بسؤال الأخ الآخر الذي ذكر أن الأخ محمد أنه لما أتى إلى الناس وهم يصلون صلاة التراويح دخل معهم بنية صلاة العشاء

نحن نقول بالنسبة إلى هذا السؤال يكون من شقين

الشق الأول : هل لشخص أتى والناس يصلون التراويح وهو لم يصل العشاء هل له أن يدخل معهم بنية العشاء وإذا فرغوا يأتي بما فاته من الركعات أم لا ؟

هي مسألة خلافية بين أهل العلم فقهاء الحنابلة لا يرون ذلك باعتبار أن هذا الذي يصلي يصلي نافلة وأنت تصلي فرضا ، ومعلوم أن الفرض أعلى من النفل فلا يأتم مفترض بمتنفل هذه حجتهم ، ولكن هذا القول مرجوح والصواب أن له أن يدخل بنية العشاء ولا بأس بذلك ما الدليل ؟

الدليل ما جاء في الصحيحين أن معاذا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء فرضا فيذهب إلى قومه فيؤم بهم ومعلوم أن الصلاة الثانية هل له نافلة ومن خلفه من قومه فريضة ولم ينكر عليه الصلاة والسلام على معاذ ما فعله

هذا هو الشق أول فهو في مثل هذه الحال صلاته صحيحة وإن شاء أن يصلي وحده أو يصلي مع جماعة أخرى يصلون العشاء ثم بعد ذلك يدخلون مع الإمام فلهم ذلك لكن لو أنه دخل بنية العشاء فهذا أفضل وأحسن

الشق الثاني : أن هذا السائل الذي سأل وأدرك الناس وهم يصلون الوتر وكانت نيته العشاء صلاته صحيحة وبالتالي فإنه متى ما فرغ الإمام من الوتر عليه أن يقوم هذا الشخص بما فاته من ركعات تخص صلاة العشاء

 

س : بعض الناس قد يفتي  من غير علم

الله عز وجل يقول { وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117) }  والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند أبي  داود ( من أفتي بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه )

فمن كان في معزل ومكفي وهناك أهل العلم حتى لو كان من أهل العلم وهناك من يكفيه من أهل العلم فالمشروع والمطلوب في حقه ألا يتصدى للفتيا لأنها ليست في الحقيقة وجاهة وليست قدرا ومكانا يرتقى به عند الناس ، كلا ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن قال ( من تعلم علما ممن يبتغى وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة )

وقال عليه الصلاة والسلام ( لا تتعلموا العلم لتماروا به السفهاء ولا لتطلبوا به وجوه الناس فمن فعل ذلك فالنار النار )

ولذلك السلف تأتي مسألة فيقول اذهب إلى فلان ويقول الآخر اذهب إلى فلان فإنه أعلم مني حتى تذهب إلى الأول كل منهم يريد أن تبعد عنه هذه المسألة ، ولذلك ذكرابن عبد البر في كتابه فضل العلم أن ابن عباس رضي الله عنهما كان في مجلس وأتاه رجل يستفتيه فقال اذهب إلى هذا الرجل وهو أبو هريرة فلما ذهب قال ابن عباس رضي الله عنهما لأبي  هريرة يا أبا هريرة لقد أتتك معضلة ي أتتك مصيبة ، ولذلك كان السلف من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يتحاشون الفتيا على الله ، وهم يعلمون فكيف بمن لا يعلم ؟!

لكن متى ما احتاج الناس إلى أهل الخير ولاسيما في هذا الزمن لكثرة الجهل فالواجب على طلاب العلم وعلى العلماء المتمكنين أن يفيدوا الناس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار )