ما صحة حديث بركة الطعام الوضوء قبله وهل يستدل به في الفيروسات وماذا تفعل عند الوباء ؟

ما صحة حديث بركة الطعام الوضوء قبله وهل يستدل به في الفيروسات وماذا تفعل عند الوباء ؟

مشاهدات: 423

ما صحة حديث  ( بركة الطعام الوضوء قبله ) ؟

وهل يستدل به في الفيروسات وماذا تفعل عند الوباء ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالنسبة إلى هذه الفيروسات فإنها من قدر الله ، وكما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ” نرد قدر الله بقدر الله ” فعلى المسلم أن يتوكل على الله وألا يصيبه الهلع { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }

ثانيا : على المسلم أن يتخذ الأسباب الشرعية والأذكار المحصنة بإذن الله التي وردت في الشرع من غير ما زيادة أو نقصان عليها لأن بعضا من الناس قد يزيد على بعض هذه الأدعية يرتب عليها أمور لم ترد بها سنة النبي صلى الله عليه وسلم

الأمر الثالث : أن يتخذ الأسباب الحسية فغسل الكفين مثلا لا بأس به ولكن شريطة ألا يكون ذلك مفضيا بالإنسان إلى الوسوسة

 وأما ما سألت عنه وهو حديث ( بركة الطعام الوضوء قبله أو بعده )

هذا هو حديث سلمان عند أحمد والترمذي وأبي داود وهو ضعيف جدا لأن مداره وعلته على قيس بن الربيع قال عنه الإمام أحمد والترمذي والذهبي إنه رجل ضعيف وهذا الحديث منكر ولا يصح

ثم أشد نكارة من ذلك أن يفسر هذا الحديث من أنه المقصود من الوضوء هنا هو غسل الكفين قبل الطعام ، ولذلك قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى لم يرد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا في شرع الله أن الوضوء يأتي في النصوص الشرعية بمعنى غسل الكفين 

أي حديث يمر عليك أو أي نص شرعي على أن المقصود هو الوضوء لا تفسر هذا الوضوء بأنه غسل الكفين

ويضعف هذا الحديث حديث ابن عباس وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم لما قدم له طعام قالوا يا رسول الله ألا تتوضأ قال ( لم أصل فأتوضأ )

وجاء عند أبي داود قوله عليه الصلاة والسلام ( إنما أمرت بالوضوء عند الصلاة )

وبالتالي فإن على المسلم ألا يستدل بأحاديث ضعيفة جدا وأيضا عليه ألا يضع هذه الأحاديث مع ضعفها عليه ألا يضعها في غير مواضعها

 لأن وللأسف أنه ربما أن بعضا من الناس ربما أنه يكون في طرفي نقيض إما أن يهيع الناس ويعظم الأمر عندهم من أن هذا الفيروس به كذا وكذا أو أن هذا الوباء به كذا وكذا يعظم حتى يفقد الناس الثقة بالله

هناك طرف آخر يسهل هذا الأمر يقول هذا وباء يسير ولا يؤثر وبالتالي على المسلم عليه أن يكون سائرا حيث سار شرع الله لأن من سار على شرع الله فإنه بإذن الله سيكون هاديا مهتديا مصيبا في أقواله وفي أفعاله .