ما صحة حديث ( تارك الصلاة يعاقب بخمس عشرة عقوبة ) ؟

ما صحة حديث ( تارك الصلاة يعاقب بخمس عشرة عقوبة ) ؟

مشاهدات: 386

ما صحة حديث (  تارك الصلاة يعاقب بخمس عشرة عقوبة ) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم قال ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) وقال عليه الصلاة والسلام كما عند الترمذي ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )

وقال شقيق بن عبد الله كما عند الترمذي وهو التابعي المتفق على جلالته قال : ” لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون من الأعمال شيئا تركه كفر غير الصلاة “

والنبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم قال ( الصلاة نور ) فإذا أخل المسلم بهذه الصلاة فإنه يفتقد هذا النور  ، ما هو هذا النور ؟ هذا النور مطلق نور في دنياه نور في قبره نور في محشره ، فإنه إن أهمل في الصلاة فإنه يجازى بأن هذا النور يذهب ويزول عنه ، وإذا ذهب عنه نور الله فإنه يكون في ظلمة  في ظلمة في دنياه يعني كيف ينشرح قلبه كيف يهنأ بأكله كيف يهنأ بعيشه  لا يكون في راحة ولو امتلأت خزائنه بالأموال فإنه في مثل هذه الحال لا يكون في سعادة ، ولذلك يقول الله عز وجل { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } ولذلك قال ابن القيم تحت قوله تعالى { وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } قال في الدور الثلاث يعني أن من كان بعيدا عن هذه الصلاة وعن طاعة الله فإنه يكون في جحيم في دنياه وفي قبره وفي محشره وعلى المسلم أن يتقي الله في هذه الصلاة ، فإذا فرط في هذه الصلاة فما بقي للمسلم ؟

ولذلك أشاعها عمر رضي الله عنه قال : ( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ومن تركها كان لما سواها أضيع ) وهذا شيء مشاهد من يفرط في الصلاة تراه يتهاون في الأمور الأخرى ولعل السائل يريد أن ينبه أو لعله سمع أو قرأ أن هناك حديثا وهذا يتناقل ، هذا الحديث يتناقل من أن تارك الصلاة يعاقب بخمس عشرة عقوبة ، في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة ، هذا الحديث موضوع ومختلق ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز نشره ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الحديث المتواتر قال ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) فلا يجوز لأحد أن ينشره ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) وفي رواية أخرى ( فهو أحد الكاذبَين )

فلا يقل أحد أنا لم أختلقه وإنما نشرته فنحن نقول يصدق عليك هذا الحديث  من أنك تعلم أنه لا يصح ومع ذلك نشرته

لو قال قائل يعني تأتي بعض الأحاديث ويقال ” انشر تؤجر ” طيب أنا لا أعلم هذا الحديث هل أنشره أم لا ؟

نقول لا يجوز أن تنشره حتى تستوثق منه عن طريق العلماء المعروفين بالعلم

البحث عن العلم ميسر فعلى المسلم أن يتقي الله ولذلك قال بعض العلماء لا تبرأ ذمة مسلم ينشر حديثا لا يعرف أنه صحيح إلا إذا علم أنه صحيح عن طريق أحد العلماء الذين صححوه أو أثبتوه .