ما معنى الحكمة تعبدية ؟
وهل يحرم السؤال عن الحكمة من هذه العبادة أو هذا الأمر أو النهي ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليعلم :
أنه ما من حكم في الشريعة إلا وله حكمة فالله لا يأمر ولا ينهى عبثا
ولذا ماذا قال تعالى { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } شاء الله ذلك ، ما الذي بعدها ؟ { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } فالأوامر الشرعية والنواهي الشرعية أو قل الأحكام الشرعية الأوامر منها والنواهي لها حكمة تلك الحكمة قد ينص عليها الشرع
كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه ) إذن هنا لحكمة والعلة موجودة
إن لم تكن علة نص عليها الشرع هنا يستنبط العلماء كل على حسب اجتهاه الحكمة من هذا الأمر أو من هذا النهي
إن لم يجد العلماء لهذا الحكم حكمة ولا يعني ذلك أنه لا حكمة لهذا الحكم ، لأن هناك حكمة ، ولذلك قد يطلع من هو من المتأخرين على حكمة لم يذكرها المتقدمون لكن العلماء اصطلحوا على أنه متى ما لم يعرفوا لهذا الحكم الشرعي حكمة إما لعجز يعني إما لقصور أو تقصير ، تقصير في البحص أو قصور في الفهم ، وهي طبيعة ابن آدم اصطلحوا على أن يقولوا هذا الحكم تعبدي يعني علينا أن نتعبد الله بهذا الأمر امتثالا أو بهذا النهي اجتنابا يعني أتانا النص هنا نعمل به قال الشرع هذا حرام ولم نعلم له حكمة هنا نقول هو حرام ونتركه ولا نفعله
هذا معنى كلمة تعبدي عند العلماء
ولذلك من عجز من العلماء عن معرفة الحكمة ماذا يقول ؟ تعبدي يعني عليك أن تتعبد الله يعني أنت عبد لله أتاك الأمر تأتمر أتاك النهي تنتهي
تعبدي لأنك عبد لله { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
وليعلم :
أن معرفة الحكمة ليس مذموما ولذلك النبي كما جاء في الصحيح لما خطب وبين أن النساء هن أكثر أهل النار قامت امرأة جذلة ــ يعني عاقلة وفاهمة ــ قالت لم يا رسول الله ؟
سألت عن الحكمة لم ينكر عليها
قال : ( بكفرهن قالت يكفرن بالله ؟ قال لا ، يكفرن العشير لو أحسن إلى إحداهن الدهر كله قالت ما رأيت منك خيرا قط )
الشاهد من هذا :
أنها سألت عن الحكمة ولم يعنفها عليه الصلاة والسلام
لكن المذموم أن الإنسان لا يفعل الشيء ولا ينتهي عن هذا الشيء إلا إذا عرف الحكمة ، لا ، أنت عبد لله
ولذلك بعض الناس ربما أنه يقف أمام الأوامر فلا يفعلها وأمام النواهي يقول سأفعلها ، لم ؟ يقول ليس هناك حكمة ، هذا خطأ
ولذلك جاء الامتثال وهو أن الأمر مبني على الاتباع لما وقف عمر رضي الله عنه كما في الصحيحين قال ( والله إنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك )
ولذلك لما قال شخص من أهل اليمن لابن عمر في قضية استلام الحجر قال : ( أرايت إن زحمت ـ فيه زحام ـ قال اجعل أرأيت في اليمن )
فالشرع قال لنا استلم استلم