ما هي قصة عمر بن الخطاب مع نصر بن حجاج ؟ والرد على من قال إن عمر ظلمه

ما هي قصة عمر بن الخطاب مع نصر بن حجاج ؟ والرد على من قال إن عمر ظلمه

مشاهدات: 1140

ما هي قصة عمر بن الخطاب مع نصر بن حجاج ؟

والرد على من قال إن عمر ظلمه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نصر بن حجاج ، عمر بن الخطاب وقصته صحيحة كما أوردها ابن حجر في الإصابة وقال إسنادها صحيح من أن عمر رضي الله عنه كان يتعسس عن الرعية ليلا كعادته رضي الله عنه فمر في طريق فسمع امرأة تتغزل بهذا الرجل تقول :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها    أم من سبيل إلى نصر بن حجاج

فهي ترغب أن تكون قريبة من نصر بن حجاج ، فلما أصبح قال عمر رضي الله عنه : من هو نصر بن حجاج ؟ قال ذاك رجل وسيم قال أحضروه ، فلما أحضر بين يديه رأى أنه وسيم فقام بحلق رأسه لكي يذهب عنه شيء من الجمال ، لكنه لما حلق رأسه إذا به يزداد جمالا على جمال فخشي عمر رضي الله عنه أن تفتتن به نساء المدينة هنا نفاه من المدينة وجعل نصر يتقرب ويتزلف إلى عمر ببعض الأبيات والقصائد لكن عمر قال : ( أما وأنا حي والله لا تساكنني فيها أبدا )

هذه ربما يؤخذ على عمر مما يثار عند البعض من أن عمر رضي الله عنه قد ظلمه وأن هذا الجمال ليس من فعل نصر ، وإنما منحة من الله فلماذا يفعل ذلك ؟

عمر رضي الله عنه صاحب نظر بعيد يريد أن يغلق جميع الأبواب ، لاشك أن هناك ضررا على نصر بن حجاج لما ينفى عن المدينة لكن لو أنه بقي هنا يحصل الضرر الأعظم على عدد أكبر وعلى نساء المسلمين وربما تلوث بعض الأعراض بسببه

ولذلك نفاه من أجل المصلحة كما هو حال المجذوم ، الجذام مرض معدي كان يقع في الزمن الماضي إذا أصاب الإنسان تساقطت أطرافه ، عمر رضي الله عنه منع المجذوم من أن يحضر لصلاة الجماعة خيفة من أن يسري مرضه إلى الآخرين

هذا الجذام أهو من ذلك الرجل المصاب ؟ لا ، هو من الله لكن من أجل أن يصلح العامة لكي يحافظ عليها لا بأس أن ترتكب مفسدة أقل من باب المصلحة العامة ، وكما يقول العلماء : ” درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ” ” يرتكب أهون وأخف الشرين ” مثل آكل الثوم والبصل لماذا يمنعه النبي صلى الله عليه وسلم ويخرج من المسجد إذا شمت منه الرائحة ؟

من أجل ألا يتأذى منه المسلمون ، فإذن نفي هذا الرجل في نظر عمر أولى من منع المجذوم من حضور صلاة الجماعة ، وكذلك آكل الثوم والبصل ، أولى هو من آكل الثوم والبصل لكي لا يحضر صلاة الجماعة فعمر صاحب نظر بعيد

وبالتالي فإن مثل هذه الواقعة تعطينا دلالة واضحة على أن إحداق النظر للرجال من قبل النساء هذا لا يجوز لهم { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ }  فلا يجوز لأي امرأة أن تحدق النظر ، النظر العابر الذي لا يصدر منه تدقيق ولا يحصل معه إعجاب هذا لا بأس به من قبل المرأة للرجل ، أما الرجل للمرأة فلا يجوز

لكن إن ترتب على ذلك ورأت المرأة أو الفتاة من أنها ربما تسقط في حبال الإعجاب بفلان أو بفلان أو بفلان فإن الواجب عليها أن تبتعد عن ذلك ، ولذا لما اتسع الأمر وانتشرت القنوات الفضائية وربما يخرج بعض الشباب في بعض القنوات ومنح من الله وسمة جمال ربما أن بعض  الفتيات تصاب بإعجاب بهذا أو بذاك فليحذر ولتحذر الفتاة من هذا الأمر فإنه جد خطير.