مسائل مهمة لعامة الأمة (1 )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديثنا في هذا اليوم مسائل مهمة تحتاجها عامة الأمة
إذا قيل لك :
ما هي الأصول الثلاثة التي يجب أن يعرفها ويتعلمها كل مسلم ومسلمة ؟
فقل :
هي الأسئلة الثلاثة التي يسأل عنها العبد في قبره كما جاء في حديث البراء عند أحمد ” من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ “
إذا قيل لك :
ما هي عبادة الله ؟
فقل :
كل قول وكل عمل محبوب لله ويرضاه الله فهو عبادة
الصلاة يحبها الله ويرضاها ، الذبح ، النذر ، الدعاء ، الاستعانة ، الاستغاثة الرغبة ، الرهبة
فكل ما يحبه الله ويرضاه من قول أو عمل فهو عبادة ، ذلك القول وذلك الفعل المحبوب لله إذا صرف لغير الله ولو صرف لملك مقرب كجبريل أو لنبي مرسل كـ ” محمد عليه الصلاة والسلام ” من صرفها فهو مشرك بالله شركا أكبر يخرجه عن ملة الإسلام ؛ لأن الشرك هو صرف شيء من العبادة لغير الله
إذا قيل لك :
كيف تفرق بين توحيد الربوبية وبين توحيد الألوهية ؟
فقل :
توحيد الربوبية : هو توحيد الله بأفعاله عز وجل كالإحياء والإماتة والرزق وإنزال المطر فهذه أفعاله عز وجل
أما توحيد الألوهية : فهو توحيد الله بأفعال العباد مما يحبه الله كالذبح والنذر والاستعانة والاستغاثة والصلاة
ومن ثم فإنك لو سمعت أي شخص يقول إن الله هو الخالق المدبر الرازق المحيي المميت المتصرف وهو لم يصرف ذلك المحبوب وذلك المرضي عند الله من قول وعمل لم يصرفه لله فليس بمسلم
لأن كفار قريش يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُون}
ومع هذا الذي أقروا به قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام لأنهم كفار وتوعدهم الله بسقر
إذا قيل لك :
ما هي طريقة أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات ؟
فقل :
أن تثبت ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام من غير تحريف لا تحرفها ولا تؤلها ومن غير تمثيل لا تمثلها ولا تشبها بأسماء وصفات المخلوقين { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير }
{ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد }
ومن غير تكييف لا تقل إن كيفيتها كذا وكذا
ومن غير تعطيل يعني لا تردها
وأن تنفي ما نفاه الله عز وجل عن نفسه أو نفاه عنه رسوله عليه الصلاة والسلام من الأسماء والصفات مع إثبات كمال ضدها
كيف ؟
نفى الله عن نفسه الظلم تنفي عنه جل وعلا الظلم وتثبت كمال عدله فنفى الظلم عن نفسه لكمال عدله
نفى النعاس والنوم عن نفسه لكمال حياته وقيوميته جل وعلا
وأن تسكت عما سكتا عنه
إذا قيل لك :
هل الجن مأمورون بعبادة الله ؟
فقل :
نعم ، نحن وهم نشترك في أصل العبادة وإن كانوا يختلفون عنا في بعض الأحكام
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون }
إذا قيل لك :
هل الجن أقوياء ؟
فقل :
هم ضعفاء إلا ما أقدرهم الله عليه فهم لا يملكون نفعا ولا يدفعون ضرا
فإذا قيل لك :
أهم يعلمون شيئا من الغيب ؟
فقل :
من اعتقد أن أي أحد يعلم الغيب سوى الله من هذه المخلوقات من جن ونحوها فهو كافر بالله
{ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ }
{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ }
ولذلك :
لما كانوا يشتغلون عند سليمان عليه السلام وهم مسخرون له لم يعلموا بموته { فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِين }
إذا قيل لك : ما هي أركان العبادة ؟
فقل :
أركان العبادة ثلاثة : محبة الله خوف الله رجاء الله
إذا سمعتَ أيّ شَخصٍ يقول لِتَعبُد اللهَ مِن أجلِ محبّة الله لا خوفًا مِن عقابه ولا رجاءً لِما عِنده فَاعلمْ بأنّه صُوفي لأنّ الصُّوفيةَ يَعبُدونَ اللهَ بالمحبَّة فقط
فيجبُ أنْ تعبُدَ اللهَ محبةً في الله وخوفًا مِن الله ورجاءً مِن الله
إذا قيل لك :
كيف أوفق بين طلب رزقي وبين عبادة الله ؟
فقل :
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام عند ابن ماجه (( اتقوا الله وأجملوا في الطلب ))
يعني خففوا من طلب الدنيا
ثم قل له : ” لو تأملت القرآن لوجدت أن القرآن يذكر مع العبادة في كثير من المواطن يذكر الرزق فلا تنشغل عن عبادة الله بهذا الرزق
لذا لما قال { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون } ماذا بعدها { مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون }
{ فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ } ماذا بعدها { وَاعْبُدُوهُ }
إذا قيل لك :
لماذا أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ؟
فقل :
من أجل توحيد الألوهية لأن توحيد الربوبية يقر به الكفار ، ولذلك كل نبي يقول { اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ }
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون }
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }
إذا قيل لك :
أيمكن أن يجتمع التوحيد مع الشرك ؟
فقل له :
يستحيل ذلك أن يبقى توحيد مع شرك ولذا قال عز وجل { أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }
{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا }
فإذا رأيت الرجل يصلي ويصوم ويحج لكنه يدعو غير الله يستغيث بغير الله يخاف من غير الله خوف الذل فاعلم بأنه مشرك وليس بمسلم ولو كان من المصلين الصائمين القائمين
لم ؟
كما أسلفنا يجب أن تصرف العبادة كلها لله عز وجل
إذا قيل لك : هل أوصى محمد عليه الصلاة والسلام بشيء مكتوب ؟
كما تزعمه الرافضة
فقل : لا ، لم يوص بشيء مكتوب
ولذا ورد علي رضي الله عنه كما في صحيح البخاري لما سئل هل أوصى لكم النبي عليه الصلاة والسلام بشي ؟ فقال : لا إلا ما في هذه الصحيفة
إذا قيل لك : ما أركان لا إله إلا الله
فقل : ركنان : نفي وإثبات
أن تنفي عبادة ما سوى الله وأن تثبت العبادة لله وحده
لا إله : نفي
إلا الله : إثبات
الدليل { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ }
إذا قيل لك : ما هو الحق الذي أوجبه الله عز وجل على عباده ؟
فقل :
كما في حديث معاذ رضي الله عنه في الصحيح (( أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ))
إذا قيل لك :
ما هو الحق الذي كتبه الله عز وجل على نفسه تفضلا وكرما لعباده ؟
فقل :
أن من أتاه مؤمنا موحدا فإن الله لا يعذبه لحديث معاذ (( وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ))
إذا قيل لك :
إذا سئلت عن شيء فهل أقول الله ورسوله أعلم ؟
فقل له :
قول الله ورسوله أعلم إذا سئلت عن شيء مما يكون في الكون فلا يجوز لأنه لا يعلم ما في الكون إلا الله
أما إذا سئلت عن أمر شرعي فهل تقول الله ورسوله أعلم ؟
الذي دلت عليه الأدلة كما عند البخاري أن تقتصر فتقول الله أعلم
لما دل على ذلك :
أن عمر رضي الله عنه سأل الصحابة عن آية فقالوا الله أعلم
أما في حياته عليه الصلاة والسلام إذا سئل عن أمور شرعية فالصحابة يقولون الله ورسوله أعلم
أما في الأمور الكونية فلا يقال هذا لا في حياته ولا بعد مماته عليه الصلاة والسلام
إذا قيل لك :
ما هو أعظم ما يقوم به الداعية إلى الله مما يدعو به الناس؟
فقل :
أن يدعو إلى التوحيد الذي قصر فيه وأقولها وبكل صراحة قصر فيه كثير من الدعاة في هذا الزمن بل إن بعضهم يتهاون في الحديث عنه ويقلل من شأنه فأعظم ما يدعو به الداعية أن يدعو إلى التوحيد
الدليل :
{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } أول ما قدم { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا }
النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين :
لما أرسل معاذا رضي الله عنه إلى اليمن قال (( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ))
لما أرسل عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين عليا في غزوة خيبر قال (( فأخبرهم ما يجب عليهم من حق الله ))
والأدلة على ذلك كثيرة
إذا قيل لك :
ما معنى أن عيسى كلمة الله { وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ }
فقل :
هو كلمة الله باعتبار أن الله عز وجل خلقه بكلمته كن { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون }
حتى ترد على النصارى وأشباههم
إذا قيل لك :
ما معنى أن عيسى روح من الله ؟
فقل :
هو روح ولكنها ليست روحا مجردة ، فالروح ذات الجسد لم ؟
لأنه يأكل ويشرب { مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ } الذي يأكل الطعام هو روح في جسد
لكن معنى (وَرُوحٌ مِّنْهُ ) يعني أنه كائن من الله وليس أن عيسى جزء من الله تعالى الله
نظير هذا { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ }
هل السموات والأرض جزء من الله ؟
الجواب لا وإنما هي كائنة من الله
تقدير من الله عز وجل
أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح
وهذه مسائل مهمة وغيرها كثير نحتاجها في هذا الزمن ويجب أن تبسط بسطا يسيرا سهلا حتى يعرفها الناس ليبقى لهم توحيدهم الذي بهذا التوحيد يبقى الخير في الدنيا ويحصل في الآخرة