مسائل مهمة لعامة الأمة ( 10 )

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 10 )

مشاهدات: 51

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 10 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا قيل :

هل طلب العلم الشرعي واجب على كل مسلم ؟

فقل : نعم فيما لا يعذر الإنسان بجهله فإنه يحرم عليه أن يترك الله

قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه والبيهقي (( طلب العلم فريضة على كل مسلم  ))

بل إننا ندعو الله في كل ركعة أن يعلمنا { اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين }

كيف تهدى بدون علم ؟! لا هداية إلا بالعلم الشرعي ولا اجتناب لطريق من ضل من اليهود والنصارى وهم المغضوب عليه والضالون لا نجاة بإذن الله إلا بطلب العلم الشرعي

 

إذا قيل :

 من عنده علم وترك العمل به يعاب أيعاب أيضا من احتاج إلى العلم وتركه ؟

فقل : نعم بل إن الله عز وجل شبههما بالحمار

فالذي عنده علم و لايعمل به قال عز وجل { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا }

من ترك العلم مع حاجته إليه ماذا قال عز وجل ؟

{ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِين كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ } حمر جمع حمار

{ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَة فَرَّتْ مِن قَسْوَرَة } القسورة الأسد أو الصياد

 

إذا قيل :

 ما معنى قول الله عز وجل عن النبي عليه الصلاة والسلام { وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى }

فقل :

هذه الآية تفسرها الآيات الأخرى وتلك الآيات الأخرى تفسرها هذه الآية

معنى هذه الآية :

 أنه لم يكن على طريق الرسالة والنبوة فعلمه الله عز وجل ذلك بالوحي قال تعالى { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين }

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا } الروح هنا هو القرآن لأن به حياة القلوب { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا } ما الذي بعدها ؟

{ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ }

ولذلك قال عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } بل إنه عليه الصلاة والسلام امتثل لأمر الله فكان يقول { رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

 

إذا قيل :

لماذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام جحر الضب في متابعة هذه الأمة في أخلاقها وفي تصرفاتها لماذا ذكر حجر الضب في متابعة هذه الأمة للكفار في أخلاقها وفي سلوكها وفي تصرفها ؟

في حديث أبي سعيد في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام (( لتتبعن سَنن ))  ويصح أن تنطق (( سُنن ))

 إن قلنا (( سَنن )) يعين طريق و احد  (( سُنن  )) يعني طرق كثيرة

(( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ))

لماذا ذكر حجر الضب ؟

ذكر جحر الضب لأنه ملتوي في داخل الأرض ، وهذا إن دل يدل على أن الكفار لو دخلوا جحورا ملتوية لتبعتها هذه الأمة ، مما يدل على انهماك هذه الأمة في متابعة اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار ، وليس هذا إقرارا منه عليه الصلاة والسلام ، وإنما هو تحذير منه عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة

ولن تتبع الأمة كلها اليهود والنصارى ، لا ،

في الصحيحين : ((  لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر ))

وذكرت هذا الحديث وهذه الفائدة حول جحر الضب لأننا الآن أصبحنا في تواصل مستمر وانفتاح عميق  مع وسائل التواصل في رؤية ومشاهدة ما يفعله هؤلاء  الكفار

فالحذر الحذر

 

هل أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الصحابة سيملكون فارس والروم ؟

وستفتح لهم البلدان من جهة الشرق والغرب ؟

فالجواب : نعم

في صحيح مسلم من حديث ثوبان (( أن النبي عليه الصلاة والسلام قال زوى لي الله الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي  منها وأعطيت الكنزين الأبيض والأحمر  ))

كناية عن الفرس والروم

فالله عز وجل بقدرة منه زوى الأرض للنبي عليه الصلاة والسلام إما لأنه قوى بصره حتى رآها

أو وهو الصحيح أنه جل وعلا زوى الأرض فرأها النبي عليه الصلاة والسلام وهذا ليس ببعيد

ولذلك قال الإمام أحمد في النصوص الشرعية لا تقل لم ولا كيف

ليس لك أن تقول لم وكيف وإنما هو الانقياد والاتباع والاستسلام

لكن :

ما الذي جرى ؟

ذهبت تلك المملكة التي امتدت من جهة الشرق والغرب وتسلط الأعداء على الأمة

ما السبب ؟

ألم يخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك ؟

بلى

ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (( لما دعا ربه ألا يسلط ربه على هذه الأمة عدوا من سوى أنفسهم فقال الله عز وجل يا محمد إني إذا قضيت قضاء لا يرد ثم قال لن يسلط عدو على أمتك فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ))

بشرط  ـ الأمة لن يتسلط عليها الأعداء أبدا

بشرط وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام (( ألا يقتل بعضهم بعضا ))

ولذلك لما وقع القتل في هذه الأمة كما جاء في صحيح مسلم هنا تسلط الأعداء

قال (( ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا ))

 فإذا حصل القتل بين أفراد المسلمين هنا يتسلط الأعداء من كل حدب وصوب

 

لو قيل :

هل أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن هذه الأمة سيقتل بعضها بعضا ؟ وحذرهم

فقل : نعم

 في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام (( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ))

والواقع يشهد بما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام

 

إذا قيل :

هل أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن قبائل من هذه الأمة ستلحق بالمشركين ؟

فقل : نعم

قد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عند البرقاني قال (( وسيلحق حي من أمتي بالمشركين ))

ما معنى هذا اللحوق  ؟

إما أن يلحقوهم حسيا بمعنى أن يذهبوا إليهم في بلدانهم وأن يستوطنوا في بلدانهم قبائل من هذها

أو أنه لحوق معنوي وإذا بأهل القبائل أصحاب الأعراف والعادات والتقاليد الطيبة الحسنة إذا بهم يتبعون في تصرفاتهم وفي سلوكهم وفي ملابسهم يتبعون ههؤلاء المشركين

 

إذا قيل :

هل أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن هناك من يتصدر لهذه الأمة وهو ضال فيكون عنده أتباع فيغرر بالمسلمين ؟

فقل : نعم

قال عليه الصلاة والسلام كما عند البرقاني (( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ))

ولذلك عند أحمد  (( أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان ))

يعرف كيف يتكلم

فكما أن هناك أئمة في الخير { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}  كذلك جعل عز وجل أئمة ورؤوساء في الشر

{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُون }

فالحذر الحذر من هؤلاء الأئمة الذين يتسترون بلباس الدين وللأسف وهم الذين أخبر عنهم النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث حذيفة (( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ))

 

إذا قيل :

هل الجزيرة العربية معصومة من وقوع الشرك فيها كما يقوله بعض الناس أو بعض المستعلمين ؟

فقل له قد أخطأت خطأ عيظما وهذا ضلال مبين

أما حديث النبي عليه الصلاة والسلام التي تستدل به عند مسلم (( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ))

فمعنى هذا الحديث أن الشيطان لما رأى الناس في جزيرة العرب فيما مضى يدخلون في دين الله أفواجا وقع في قلبه يأس أنه لن يوقع أحدا منهم في الشرك

لكن هذا إخبار عما وقع في قلب الشيطان وليس المقصود أنه لا يقع حسا بل إن جزيرة العرب ليست معصومة من وقوع الشرك فيها بل قد وقع فيما مضى في الوقت القريب ، وقد أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام ووقع حسا وواقعيا قال كما في الصحيحين (( لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات دوس حول ذي الخلصة ))

وهو صنم يعبد كان في الجزيرة العربية في سنوات متأخرة مضت حتى هدمته الدولة السعودية وفقها الله في أوائلها

فدل هذا على أن الجزيرة ليست معصومة من الشرك

دل هذا على أن الجزيرة العربية ليست معصومة من الشرك وليس أحد  معصوم من الشرك

فليسأل المسلم ربه في هذا الزمن أن يثبته على الحق حتى يلقاه