مسائل مهمة لعامة الأمة ( 11 )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسائل المهمة لعامة الأمة :
من المسائل المهمة :
أن من أعرض عن التوحيد فإنه سيقع في الشرك ، ومن اشتغل بالباطل أعرض عن الحق
ومن اشتغل أو انصرف عن العلم وقع في الجهل
والدليل :
أن الله عز وجل لما ذكر حال اليهود في إعراضهم عن كتاب الله عز وجل الذي به التوحيد وقعوا في الشرك والكفر الذي هو السحر
وتأمل معي :
قول الله عز وجل { وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ }
ما الذي جرى منهم ؟
{ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُون }
لما نبذوا كتاب الله اقرأ ما بعدها { وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ }
فدل هذا على من أعرض عن التوحيد ، وعن تعلمه فإن سيقع في الشرك والكفر بالله عز وجل
ومن المسائل :
أن قول الله عز وجل عن السحرة { وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ }
يعني ما له من نصيب في الآخرة
استدل به على أن السحر كفر بالله عز وجل
لأن من خلاق ولا نصيب ولا حظ له في الآخرة إنما هو الكافر
وتأمل معي كلمة الشراء الإنسان لا يقدم على شراء شيء إلا لرغبته المملحة فيه فدل هذا على أن هؤلاء لما أعرضوا عن كتاب الله وقعوا في السحر الذي هو الشرك بالله عز وجل عن ماذا ؟
عن رغبة ملحة
لأنه في الغالب لا يكون الشراء إلا مع رغبة
ولذلك قال جابر رضي الله عنه مفسرا الطاغوت في قوله تعالى { يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ }
قال كانت هناك كهان في كل حي من أحياء العرب يعني في كل قبييلة من قبائل العرب تتنزل عليهم الشياطين
فانظر :
لما لم تكن هناك نبوة لما لم يكن هناك علم لجئوا إلى ماذا ؟
لجئوا إلى السحرة والكهان
من المسائل المهمة :
لو قال إنسان كيف أعرف الساحر والكاهن والعراف ؟
أريد تعريفا مبسطا
فنقول لك :
كل من ادعى معرفة علم أي شيء فيما مضى أو فيما يستقبل أو فيما يخبر به عما في الضمير فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله ” العراف يشمل هؤلاء كلهم من الكهان من السحرة “
حتى قال ابن حجر ” الكهانة تكون إما عن طريق الشيطان وإما عن طريق التخمين وإما عن طريق التجربة “
فخلاصة القول :
من يخبر عما في الضمير عما في ضمير الإنسان أو يستدل على أمور ماضية لمعرفتها بمقدمات وأحوال أو ما يخبر عما يكون عنه في المستقبل فهؤلاء يدخلون كما قال شيخ الإسلام في حكم العراف وهو لفظ عام يدخل ضمنه الساحر والكاهن والمنجم والرمال وغير هؤلاء ممن يشابههم
لكن لو قيل :
كسوف الشمس وخسوف القمر يخبر عنهما
فالجواب هذا :
أن هذا ليس من معرفة علم الغيب
لم ؟
لأنه يرجع إلى حساب وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام من ان كسوف الشمس وخسوف القمر يمكن أن يكون بل قال يكون بالحساب وذكر كلاما طويلا لا يتسع المقام لذكره
والدليل :
{ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان }
{ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا }
كذلك ما يخبر عن أحوال الطقس وأحوال الجو مما يمكن أن يقع من غبار أو مطر أو نحو ذلك فليس هذا من الكهانة في شيء لأنه عبارة عن توقعات للأرصاد
لكن يجب وهنا انتشر في هذا الزمن مع قلة العلم يقولون سيكون هناك مع قلة علم المتلقين وإلا فمن نسمعه من هؤلاء المخبرين في وسائل إعلامنا هم يقولون نتوقع ذلك بمشيئة الله عز وجل ، ويجب أن تدرج كلمة مشيئة الله عز وجل في ضمن هذه الأخبار لكن من هم في هذا الزمن من هذا الجيل يتناقلون بأن هناك غبارا سيأتي أو أن هناك أمطارا ستأتي في ذلك اليوم وينقلونها على خبر التعيين والتثبيت واليقين وهذا خطأ محض
وكم من مرة فيما مضى أخبروا عن أشياء ستقع وإذا بها تتخلف سواء كان غبارا أو أمطارا أو غير ذلك
ومن المسائل المهمة لعامة الأمة :
أن من أتى السحار والكهنة فصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام إن صدقهم فقد قال عليه الصلاة والسلام كما في المسند (( من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ))
وفي رواية أخرى في المسند والسنن : (( فقد برئ مما أنزل على محمد ))
ما الذي أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام ؟
القرآن
ومن كفر بآية من القرآن كفر بالقرآن كله لأن من صدقهم زعم أنهم يعلمون الغيب والله قال { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ }
لو قال قائل :
لو أنه صدقهم فيما يغلب على الظن أو يحتمل أنهم صادقون
تصور :
لو قال يحمل بنسبة تسعة وتسعين بالمائة أن ما يخبرون به عن هذا الأمر وعن هذا الشأن هو صدق
فنقول : كفرت بالله
لم ؟
لأنه قال عليه الصلاة والسلام (( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول ))
” ما ” هنا عند أهل اللغة اسم موصول والاسم الموصول يفيد العموم لو صدقتهم بأقل ما يكون من خبر فإن حكم الكفر يقع على من صدقهم
فما ظنك بمن صدقهم ؟ جملة وتفصيلا
لكن لو أنه لم يصدقهم وإنما سألهم مجرد سؤال سألهم مجرد سؤال فإن صلاته لا تقبل أربعين يوما قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : (( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ))
ليس معنى ذلك أنه لا يصلي أو أنه يدع الصلاة ، لا ، يصلي لكن سبحان الله انظروا لعظم جرم الشيء الذي يقدح في التوحيد ذلكم الشيء أسقط ماذا ؟
أسقط أجر وحسنات صلاة أربعين يوما
كم في اليوم من صلاة ؟ خمس صلوات
انظر : بمجرد سؤال فقط لهؤلاء
ومن ثم فإن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل وتوبته مقبولة إن تاب إلى الله وأما ما ورد عند الطبراني (( من أتى كاهنا فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة أربعين صباحا )) فإنه حديث لا يصح
إن سألهم لأنه قد يقال لو سألهم شخص لفضح حالهم ولكشف أوضاعهم أيجوز هذا ؟
هو لم يسألهم تصديقا لهم أو مجرد سؤال هكذا ، لا ، وإنما أراد أن يفضحهم فنقول يجوز ولكن ليس لكل أحد
وإنما لمن لديه علم قوي في التوحيد بحيث يتقي به شبهات هؤلاء، وأن يكون له دين حتى يردعه عن الوقوع فيما يمكن أن يبثوهم من شهوات أمامه
والدليل :
أن ابن صياد هذا رجل ابن صياد في عهد النبي عليه الصلاة والسلام استشكل على الصحابة أهو الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان ؟
والصواب كما قال شيخ الإسلام أنه دجال من الدجاجلة
المهم أتاه النبي عليه الصلاة والسلام ليكشف حاله من باب التبيين للأمة وإلا فالله قادر على أن يطلع النبي عليه الصلاة والسلام على حال هذا الرجل لكن حتى تتعلم الأمة كيف تتعامل مع هؤلاء
فأتاه فقال عليه الصلاة والسلام (( إني خبأت لك خبأ ))
يعني أضمر النبي عليه الصلاة والسلام في نفسه شيئا ، ما هو ذلكم الشيء ؟ أضمر له آية الدخان
{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِين }
قال إني أضمرت لك شيئا فما هو ؟
فقال ابن صياد : ” الدخ “
قال عليه الصلاة والسلام (( اخسأ فلن تعدو قدرك ))
قدرك أنك دجال من الدجاجلة
لم ؟
لأن الدجاجلة لا يدركون من الخبر إلا جزءا منه مما تلقيه الشياطين على هؤلاء ، ولذلك ماذا قال ؟ قال : ” الدخ “
لم يكمل لم يقل الدخان
فانظر كيف جز الكلمة لأن هذه هي عادة الكهان والسحرة
ففضح أمرهم لمن لديه دين وعلم فإن هذا مما وردت به السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام
ومن ثم فإن هذا الكلام الذي أذكره عن السحر وعن التكهن وما شابه ذلك ليحذر وليحذر ولنحذر أبناءنا وبناتنا نحذر هذا الجيل مما يبث في وسائل التواصل من ألعاب
تلك الألعاب قد يكون بها سحر قد تكون بها شعوذة قد يستدعى الجن عن طريقها قالوا هذه حركات فيزيائية كيميائية قل ما تشاء نحن لا نعرف هذه الأشياء في الشرع إذا قدحت في الشرع
نتعلمها من أجل أنها علم دنيوي نستعين بها على أمور دنيانا فبها ، لكن أن يقال هذه لعبة لا يراد منها السحر ولا يراد منها الشعوذة ولا يراد منها الكهانة ولا يراد منها استحضار الجن كيف وهم ينادون في بعض الألعاب اسما وينادونه وإذا بأقلام تتحرك أو بأجهزة تتحرك
إذاً :
سواء كانت تلك الألعاب مما يمارسها الإنسان بيده مما يمارسها بيده حقيقة أو عن طريق الألعاب المسماة بالألعاب الالكترونية السونية أو ما شابه ذلك من هذه الأجهزة فلنتنبه ولننبه هذا الجيل
لننبه هذا الجيل لأن الأمر جد خطير وأصبح ولي الأمر لا يستيطع أن يتابع أبناءه عن طريق هذه الألعاب في كل صغيرة وكبيرة
لكن كيف نحصن هؤلاء ؟
نحصن هؤلاء بتعليمهم التوحيد
ما هو أن يشتري الأب لأبنائه أجهزة ويقول العبوا وإذا بهم يلعبون ولا يحذر هؤلاء
تلك الأجهزة بلية حلت بالمسلمين وطغت على أوقاتهم لكن إن ابتلي من ابتلي فانتبه نبه أبناءك على أنه إذا رأى شيئا فليخبرك
ويجب على المعلمين في المدارس ألا يستهينون بهذا الأمر والله إنها لأمانة في أعناق هؤلاء المعلمين سيحاسبون أمام الله ، من فرط ، لأن تعليم التوحيد في هذا الزمن نحتاج إليه غاية الاحتياج