مسائل مهمة لعامة الأمة (2 )

مسائل مهمة لعامة الأمة (2 )

مشاهدات: 419

مسائل مهمة لعامة الأمة  (2 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من المسائل المهمة لعامة الأمة :

إذا قيل لك ما فائدة التوحيد على العبد في دنياه وفي قبره وفي أخراه ؟

فقل : فائدة التوحيد الأمن والهداية أن تأمن في قبرك أن تهدى في قبرك إلى الإجابة على السئلة الثلاثة :

من ربك ؟

ما دينك ؟

من نبيك ؟

خلافا للمنافق إذا قال : ” ها ها لا أدري “

أن تأمن في قبرك من المخاوف ومن العذاب

أن تأمن في دنياك الأمن النفسي والأمن البدني وأن تهدى في دنياك وتوفق

الأمن في الآخرة : أن تأمن من الفزع ومن غيره { لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ }

وأن تهدى يوم القيامة  :

ومن بين الهداية يوم القيامة كما جاء عند البخاري (( أن الرجل إذا دخل الجنة فوالله إنه لأهدى إلى منزله في الجنة من منزله كان في الدنيا ))

قال عز وجل { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ } يعني بشرك

{ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون }

 

إذا قيل لك :

هل الشرك ظلم ؟

فقل  :

نعم إنه أعظم الظلم قال تعالى عن لقمان { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم }

وأي ظلم ؟

لأن الظلم هو وضع الشيء في غير محله اللائق به

وهذا المشرك قد وضع العبادة في غير محلها بل إنه قابل إحسان الله بهذه الإساءة وأعظم إساءة وأعظم سيئة هي سيئة الشرك

 

إذا قيل لك  : ما معنى لا إله إلا الله ؟

فقل  : لا معبود بحق إلا الله

لابدّ أنْ تقولَ ” بِحقٍ ” لأنّ هناكَ مَعبوداتٍ تُعْبَدُ مِن دُون الله عِبادتُهم بَاطِلة قال عز وجل : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير }

{ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ }

 

إذا قيل لك  :

ما معنى شهادة محمد رسول الله ؟

فقل :

تصديقُ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بِكلّ ما أخبرَ به

وأنْ يُطاعَ عليه الصّلاة والسّلام فِيما أمرَ به ، وأنْ يَجتنبَ العبدُ ما نَهى وزجر عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام

وألّا يُعبَدُ اللهُ إلا بِما شرع ،  لا يُعبَد بالبدَع ولا بالأهواء ولا بالذَّوقيات ولا بالتَّحسينات ولا بِغير ذلك

 

إذا قيل لك :

 ما فائدة التوحيد مع قلة العمل الصالح من العبد ؟

فقل :

ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين من حديث عبادة :

(( من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ))

إما أن يكون دخولا للجنة قد سبق بعذاب لذنوب كانت على العبد فلم يرحمه الله وإنما عذبه بقدر ذنبه ثم يكون مآله إلى الجنة

وإما أن يكون دخولا كاملا غير مسبوق بعذاب إذا لم تكن له ذنوب أو كانت له ذنوب فغفرها الله له

 

إذا قيل لك :

هل الجنة والنار موجودتان الآن ؟

فقل :

نعم فقد قال عز وجل عن الجنة { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين } والذي يعد موجود ومخلوق وقال عن النار { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين } ورآهما النبي عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج

 

فإذا قيل لك  :

هل تفنى الجنة والنار ؟

فقل :

لا تفنيان ولا تبيدان لأن الله عز وجل لما ذكر أن أهل الجنة خالدين فيها ذكر الأبدية وكذلك الشأن في أمر النار من أنها لا تفنى ولا تبيد فهي باقية

 

إذا قيل لك :

هل عبادتي وعملي عوض عن الجنة ؟

 فقل : لا

وإنما جعل جل وعلا العمل الصالح سببا فقط من أسباب دخول الجنة من باب فضله وكرمه وإلا فالعمل بذاته لا يؤهلك لدخول الجنة ولو عملت حياتك كلها

في الصحيحين :

 قال عليه الصلاة والسلام (( اعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ــ يعني من باب المعاوضة ــ  قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا يتغمدني الله برحمة ))

 

إذا قيل لك :

 هل كلمة لا إله إلا الله تحرم العبد على النار ؟

فقل : نعم

لكن التحريم إما أن يكون تحريما ناقصا كما قال شيخ الإسلام وإما أن يكون تحريما كاملا ، فإذا كان للعبد ذنوب فلم يغفرها الله له عذبه بها ثم المآل إلى الجنة فيكون التحريم ناقصا لكن إن لم يكن هناك ذنوب أو كانت هناك ذنوب فغفرها الله له فيكون التحريم على النار تحريما كاملا قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث عتبان (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ))

قال شيخ الإسلام : ”  فإذا كانت بغية العبد إلى الله يعني العبادة بغية كاملة كان التحريم على النار كاملا وإذا كانت البغية والعبادة لله ناقصة كان التحريم ناقصا

وخذها قاعدة :

 في مثل قوله عليه الصلاة والسلام  (( من قال لا إله إلا الله صادقا من قلبه دخل الجنة  ))

فباختلاف الصدق يكون الدخول إلى الجنة

حديث (( إذا كان خالصا من قلبه  )) (( إذا كان مستيقنا بها قلبه ))

وعلى هذا فقس

 

إذا قيل لك :

 إذا كان التوحيد بهذه الأهمية فما الدليل على هذا ؟

فقل :

العالم المتبحر في العلم بحاجة إلى التذكير بفضل التوحيد فما ظنك بعوام الناس ؟!

ما الدليل ؟

في صحيح ابن حبان وعند الحاكم من حديث أبي سعيد :

(( أن موسى قال يارب علمني دعاء أدعوك وأذكرك به ، فقال الله عز وجل يا موسى قل لا إله إلا الله قال موسى يارب كل عبادك يقولون هذا ))

هو لم يقل هذه الكلمة من باب التقليل لشأنها ولكن من باب تذكيره بفضل

” لا إله إلا الله “

(( فقال الله عز وجل يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ))

 

إذا قيل لك :

 ما أعظم ألفاظ الدعاء التي يدعو بها العبد ربه ؟

فقل :

 هو كل ما يتعلق بالتوحيد

والدليل :

(( أن موسى لما قال يارب علمني دعاء أدعوك وأذكرك به ))

فماذا قال جل وعلا ؟

(( قال قل لا إله إلا الله ))

وقد قال عليه الصلاة والسلام كما عند الترمذي (( أفضل الدعاء الحمد لله ))

 

إذا قيل لك :

 ما أنواع الدعاء الذي لا يجوز أن يصرف إلا لله ، من صرفه لغير الله مهما كان ذلك الذي صرف إليه مهما كان في منزلة عند الله فإن من صرف هذا الدعاء مشرك بالله شركا أكبر

ما أنواع الدعاء :

 فقل  : دعاء العبادة ودعاء المسألة

دعاء المسألة :  معروف أن تقول يارب ارزقني ارحمني اغفر لي

أما دعاء العبادة فكل عبادة تقوم بها فهي دعاء

الصلاة دعاء لكن أي دعاء ؟ دعاء عبادة ؛ لأنك ما صليت إلا ولسان حالك يقول يارب أدخلني الجنة ونجني من النار

ما صمت ما حججت ما زكيت إلا من أجل أن يدخلك الله الجنة ، وأن يجرك  من النار

فكل عبادة هي دعاء عبادة

 

إذا قيل لك : ما فائدة التوحيد مع كثرة الذنوب ؟

فقل :

 قال النبي عليه الصلاة ووالسلام كما عند الترمذي من حديث أنس (( قال الله عز وجل يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ))

لا إله إلا الله

(( لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة ))

فإن قيل هناك من يعذب وهو يقول لا إله إلا الله

فكما أسلفنا يكون مآله إلى الجنة

لكن لتعلم كما قال شيخ الإسلام أن من لديه ذنوب عظام

 إذا قال لا إله إلا الله ثم بعد هذا القول منه قول لا إله إلا الله لم يأت بعدها بذنوب ثم مات تلاشت تلك الذنوب ودخل الجنة من غير أن يسبق هذا الدخول عذاب

في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي  :

قال النبي عليه الصلاة والسلام (( سيخلص الله عز وجل رجلا من أمتي وعند ابن ماجه يصاح برجل من أمتي يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر فيقول الله عز وجل يا عبدي ألك عذر أظلمك ملائكتي فيقول لا ياربي فقال الله عز وجل إن لك عندنا حسنة فقال ياربي وما تفعل هذه الحسنة مع هذه السجلات ؟

فتخرج له بطاقة فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله فتوضع تلك السجلات العظام في كفة وتوضع تلك البطاقة فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله في كفة فتطير تلك السجلات ولا يثقل مع اسم الله شيء ))

قال شيخ الإسلام لأن هذا الرجل لما قالها وكانت عنده ذنوب عظام قالها وبعد ذلك لم يتبعها بذنوب فمات فإن هذا الحديث يخرج على ما قال رحمه الله

فنسأل الله عز وجل أن يميتنا وإياكم على التوحيد والسنة

 

إذا قيل لك :

ما هي وصية إبراهيم عليه السلام لذريته ؟

فقل :

 التوحيد

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُون إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } يعني في ذريته { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون }

بل وصى بها هو ويعقوب من بعده لأن يعقوب من سلالة إبراهيم

{ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون }

 

بل درجت سنة وطريقة الصحابة رضي الله عنهم أنهم إذا كتبوا وصاياهم كتبوا من ضمنها كتبوا شهادة التوحيد لله والشهادة بالرسالة للنبي عليه الصلاة والسلام ويذكرون ذريتهم من بعدهم على التمسك بالتوحيد وعلى تقوى الله

ولذا قال عز وجل عن إبراهيم { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } يعني إماما يقتدى به في الخير { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين }

 

إذا قيل لك  : أهناك من لا يحاسب يوم القيامة أبدا ؟

فقل :

نعم ولا يدخلون ضمن حديث النبي عليه الصلاة والسلام عند الترمذي (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به وعن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه )

لا يدخلون ضمن من يسأل هذه الأسئلة

وهم من ؟

هم الذين حققوا التوحيد قيل من يا رسول الله  ــ كما في الصحيحين ــ (( قال هم الذي لا يسترقون ))  لا يطلبون من أحد أن يرقيهم

(( ولا يكتوون )) يعني لا يطلبون من أحد أن يكويهم بالنار للعلاج

(( ولا يتطيرون ))  يعني لا يتشاءمون

(( وعلى ربهم يتوكلون ))

فإذا قيل لك كم عدد هؤلاء  ؟

فقل : ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين :

(( سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ))

ومن رحمته عليه الصلاة والسلام في أمته :

 كما عند الترمذي قال (( سألت الله فاستزدته فجعل مع كل ألف سبعين ألفا قال وثلاث حثيات من حثيات ربي  ))

يدخلون من أي باب  ؟

كما جاء في الصحيح يدخلون من الباب الأيمن من الجنة  (( يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من الجنة ))

 

فحقيقة التوحيد يحتاج منا إلى تذكير لأننا في زمن الفتن ولا يقف المسلم صامدا أمام هذه الفتن إلا بالتوكل على الله ثم بتعلم التوحيد

أتدرون لم ؟

 أتدرون لم ؟

لأن العالم يخاف على نفسه من الشرك يجب على العالم أن يخاف على نفسه من الشرك يجب أن يخاف من الشرك فما ظنكم بالعامي ؟!

قل لي ما دليلك ؟

أقول لك :

ماذا قال إبراهيم { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَام } من ؟ إبراهيم عليه الصلاة والسلام أفضل الأنبياء بعد رسولنا عليه الصلاة والسلام فما ظنكم بالعالم ولو تبحر في العلم ظ!

 { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }

فما ظنكم بعوام الناس مع وجود الفتن والشبه والشهوات والبدع والخرافات التي تبث في هذا الزمن عبر وسائل الإعلام