مسائل مهمة لعامة الأمة ( 3 )

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 3 )

مشاهدات: 19

مسائل مهمة لعامة الأمة  ( 3 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المسائل المهمة لعامة الأمة :

إذا قيل :

هل الشرك سفه ؟

 فقل : نعم

 هو سفه وشطط وكذب وظلم وافتراء وضلال قال تعالى { وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ }

{ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا }

{ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا }

{ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }

 وفي آية أخرى { وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا }

{ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا }

 

إذا قيل لك :

كيف أكون عالما ربانيا ؟

فقل : بأربعة أمور :

أن تتعلم ــ وأن تعمل ــ وأن تدعو إلى هذا العلم ــ وأن تتحمل الأذى والمشقة في الدعوة إليه كما قال ابن القيم

الدليل :

{ وَالْعَصْر إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا } هذا هو الأمر الأول وهو العلم لأن الإيمان يتعلم كما قال الصحابة

 { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } هذا هو الأمر الثاني

 { وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ } هذا هو الأمر الثالث

{ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر }  هذا هو الأمر الرابع

 

إذا قيل لك :

 هل الله جل وعلا يُحِبّ ويُحَبّ ؟

 فقل نعم

{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }

 قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : ( سأعطي الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله وروسله )

محبته جل وعلا للمخلوق محبة تليق بجلاله وعظمته بما يليق به سبحانه وتعالى

وأما العشق فلا يوصف به الله لعدم ورود النص ولا يوصف به المخلوق في محبته لله

فإذا سمعت من يقول هذا الوقت هو وقت العشق الرباني أو أن الله يعشق أو أن العبد يعشق الله فاعلم بأن هذا الكلام خطأ وضلال مبين

 

إذا قيل لك :

هل دعاء غير الله شرك ؟

فالجواب : نعم

{ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي } ما الذي بعدها ؟

{ وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا }

 

فإذا قيل لك :

من يأتي إلى القبور ولم يدعهم وإنما توسط بهم عند الله جعلهم شفعاء قال لهم توسطوا لي عند الله

فقل: هذا شرك بالله وهذا هو شرك أهل الجاهلية إذ قالوا { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }

 

فإذا قال :

تصور لو كان هذا الميت نبيا أو وليا صالحا أفيكون شركا بالله أن أجعله وسيطا لي عند الله ؟

فقل نعم هو شرك بالله

{ أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ }

لأن الشفاعة والوساطة دعاء بدليل ما جاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه )

 يعني قبل  دعاءهم فدل على أن الشفاعة دعاء

 

إذا قيل لك :

أيجوز للمسلم أن يحب أخاه أو أباه أو قريبه الكافر ؟

فقل : لا يجوز

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُون إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين }

{ لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ }

 

أفيجوز أن تصلهم ؟

نعم للآيات المذكورة في سورة الممتحنة ولقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء كما عند البخاري

( صلي أمك ) لما أتتها وهي مشركة

 

إذا قيل لك :

 من وحّد الله توحيد الربوبية فهل يلزمه أن يوحد الله توحيد الألوهية ؟

فقل  : نعم وإلا كان كاذبا من أقر بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المتصرف ولم يعبد الله أو صرف العبادة لغيره فهو مشرك بالله لأن هذا هو شأن كفار قريش ولذلك قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم

وخذها قاعدة كما قال العلماء توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية

الدليل :

أول آية تأمر بالعبادة في سورة البقرة { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ }

 ما الذي بعدها ؟

 { رَبَّكُمُ }

فمجيء العبادة مع كلمة الرب تدل على أن من اعتقد أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت فيجب عليه أن يصرف العبادة له

الآية التي في آخر سورة الكهف { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ }

ما الذي بعدها ؟

 { بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }

لما أقر كفار قريش بأن الله هو الرزاق المحيي المميت ألزمهم الله أن يوحدوه توحيد الألوهية { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ }

 ما الذي بعدها  ؟

{ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُون }

 

إذا قيل لك :

من أطاع عالما في تحريم الحلال أو في تحليل الحرام أهو مشرك ؟

فقل نعم

 فمن حرم حلالا أو أحل حراما فأطاعه أحد من الخلق فهو مشرك بالله جل وعلا قال عز وجل : { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ }

 قال عدي بن حاتم : يا رسول الله إنا لم نعبدهم يعني لم نصل لهم ولم نصم لهم فقال صلى الله عليه وسلم : (( أليس إذا  أحلوا حراما أو حرموا حلالا اتبعتموهم فقال بلى فقال فتلك عبادتهم  ))

 

إذا قيل لك :

اليهود والنصارى كفار كما جاءت بذلك النصوص الشرعية الكثيرة

فقيل لك أيوصفون بالشرك بالله كما وصفوا بأنهم كفار ؟

فقل نعم هم كفار يشركون بالله

والدليل أن الله لما ذكر عنهم { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون}

بعدها ماذا قال ؟

{ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون }

 فدل على أنهم واقعون في الشرك كما أنهم واقعون في الكفر بالله عز وجل

 

إذا قيل لك :

لو أن رجلا قال أنا مسلم وأعترف بأن دين الإسلام دين حق لكن لا أكفر اليهود ولا النصارى ولا الكفار أو أنني محايد لا أقول إنهم ليسوا بمشركين وليسوا بمسلمين

 فقل :

هذا مناقض للتوحيد وكفر بالله قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ( من قال لا إله إلا الله ) فقط : لا ، يجب معه أمر آخر ( وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمه وماله وحسابه على الله عز وجل )

 { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ } انظر لابد من الجملتين { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ }

{ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }

{ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين }

 

إذا قال لك كافر سأدخل في الإسلام لكن لن أتلفظ بلا إله إلا الله سأعتقدها بقلبي فقط أأنا مسلم ؟

فقل : لا ، لأنه لابد من قول لا إله إلا الله

فكما يجب أن يعتقد بمعناها فيجب أن يتلفظ بها

والدليل :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين لعمه أبي طالب (( يا عم قل لا إله إلا الله ))

ولم يقل اعتقد قال (( يا عم قل لا إله إلا الله ))

 

إذا قال كافر سأدخل في الإسلام لكنني أجد نفسي  كارها للدخول فيه

وهذا قد يحدث لما يرشد بعض السائقين أو بعض الشغالات إلى هذا

فقل له :  أسلم ولو كنت كارها

والدليل : أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند لما أتاه رجل من ليث قال سأسلم لكني أجد أني كاره فقال صلى الله عليه وسلم (( أسلم ولو كنت كارها ))

 

إذا قال لك كافر سأدخل في الإسلام لكن سأسقط لما أصلي سأسقط ركنا من أركان الصلاة فلا تلزمونني بهذا الركن لا أريد أن أركع مثلا أو لا أريد أن أسجد

 فقل له : أسلم لأن الإسلام يصح مع الشرط الفاسد فشرطه فاسد

 قل له أسلم

والدليل :

ما جاء عند النسائي أن حكيم قال”  يا رسول الله أبايعك لكن بشرط على ألا أخر إلا قائما “

 يعني لن أركع

فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم

فإذا دخل في الدين يلزم حينها بواجبات الدين ويكون شرطه فاسدا

 

إذا قال كافر سأسلم لكن لن أصلي إلا صلاتين أو ثلاث  في اليوم أو في الأسبوع

 فقل له : أسلم وإذا أسلم يلزم بهذه الصلوات

والدليل :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند ”  أتاه رجل فقال سأسلم لكن لن أصلي إلا صلاتين فقبل منه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام “

 

إذا قال لك كافر سأسلم لكن لا ألزم ببعض أركان الإسلام لن أحج لن أصوم لن أزكي

 فقل له : أسلم ولا تمنعه من الإسلام

وهذه مسائل مهمة ، فلا تمنعه من الإسلام

والدليل :

 ما جاء في المسند ” أن ثقيف قالت يا محمد سنسلم لكن لن نزكي ولن نجاهد فقبل منهم صلى الله عليه وسلم ثم قال إذا أسلموا سيتصدقون وسيجاهدون “

 

فقاعدتنا هنا :

يصح الإسلام مع الشرط الفاسد مهما اشترط الكافر من شرط على إسلامه فقل أسلم فإذا أسلم حينها يلزم بواجبات وأركان الإسلام

 

إذا قيل لك :

هل الله خلق الشر والضر ؟

فقل : نعم

ومن أنكر ذلك فقد أنكر ركنا من أركان الإيمان { اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }

 { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر }

فالله خلق الخير وخلق الشر

 لكن لتعلم أن الله عز وجل لا يخلق الشر لذات الشر فليس في خلقه شر محض ، لا ، إما أن يخلق الخير لذات الخير وإما أن يخلق الشر لخير باعتبار آخر

نزل بك ضر من مرض أو نحو ذلك هو شر بالنسبة إليك ولكنه خير بالنسبة إلى غيرك فيعتبر

وقد يكون خيرا لك باعتبار وهو شر لك باعتبار

نزل بك مرض هو شر بالنسبة إليك لكنه هو خير باعتبار آخر بالنسبة إليك من وجه آخر فقد تعود إلى الله

ولكن ليعلم :

أن الشر لا ينسب إليه تأدبا وإلا فهو الذي خلق الخير والشر

انتبه لكن لا ينسب إليه تأدبا

ولذلك :

 في صحيح مسلم في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم  (( والشر ليس إليك  ))

أيوب قال { مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَاب }

مع أن الذي أنزل به الضر هو الله

لكن لم ينسبه له جلا وعلا تأدبا

الجن { وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ } لم يقولوا أراد الله

{ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ } فلا ينسب الشر إلى الله لكنه هو خالق كل شيء لكن ربما أن الشر يذكر تصريحا مع الله من باب التحدي ومن باب بيان ضعف المعبودات { إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ }

{ قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ } صرح هنا { إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً } هذا من باب التحدي وبيان ضعف المعبودات