مسائل مهمة لعامة الأمة ( 4 )

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 4 )

مشاهدات: 466

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 4 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا قيل لك :

ما هو وصف حال المشرك مع الطير والريح ؟

فقل : هو الهلاك المحقق فهو إما أن تتخطفه الطير فتمزق لحمه أو أن الريح تهوي به في مكان بعيد

قال جل وعلا : { وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق }

 

إذا قيل لك :

ما هو وصف حال المشرك في الصحراء ؟

 فقل : الضياع المحقق { قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ }

 وهذا هو وصف حال شخص في الصحراء معه أصحابه قد أضلته الشياطين يمنة ويسرة وأصحابه يقولون يا فلان هلم إلينا فالطريق من هاهنا نحونا فيرفض ذلك

قال تعالى : { قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِين}

 

إذا قيل لك :

 ما هو وصف حال المشرك الأبتر ؟

فقل :

كما قال تعالى { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر }  فإنهم يقولون إن محمدا لا يولد له ولم يبق له ولد فهو أبتر فعاقبهم الله عز وجل وأجزل الخير لنبيه عليه الصلاة والسلام فأصبح أولاد هؤلاء المشركين مع النبي عليه الصلاة والسلام { إِنَّ شَانِئَكَ } يعني مبغضك { هُوَ الأَبْتَر } هو الأقطع الذي لم يبق له نسل

 

إذا قيل لك :

ما هي شروط الرقية الشرعية ؟

فقل : هي ما توفرت فيها أربعة شروط :

أولا :

 أن تكون باللغة العربية فلا تكون باللغة الانجليزية أو نحوها

ثانيا :

أن تكون مفهومة اللفظ ومفهومة المعنى فهما واضحا

ولذا :

لو كان بها شيء من التمتمة أو بها ألفاظ غير واضحة أو سئل المرقي عليه بعض الأسئلة التي لا علاقة لها بالرقية كاسمه واسم أبيه واسم والدته ونحو ذلك فإن هذه ليست معلومة اللفظ والمعنى

ثالثا :

 أن تكون الرقية خالية من الشرك ولو قل

رابعا :

 أن يعتقد بأنها هي سبب وأن المؤثر وأن الشافي هو الله عز وجل

 

إذا قيل لك :

أيجوز أن أرقي نفسي بأدعية من عندي ؟

فقل :

 نعم بالشروط الأربعة السابقة :

ــ أن تكون باللغة العربية

ــ وأن تكون مفهومة المعنى

ــ وأن تكون خالية من الشرك

ــ وأن تعتقد بأنها سبب وأن الشافي هو الله

فإذا اختل شرط من هذه الشروط الأربعة فهي شرك قال النبي عليه الصلاة والسلام (إن الرقى والتمائم والتولة شرك )

فإذا توفرت هذه الشروط الأربعة فلا بأس بذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم ((  اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ))

 

إذا قيل لك :

ما هي التمائم وما حكمها ؟

 فقل :

 هي كل شيء مهما اختلف نوعه مما يكون في بر أو يكون في بحر أو ربما لو سقط من الجو كل شيء وضع أو تعلق به من أجل أن يمنع عنك ضرا من مرض ونحوه أو أن يجلب لك خيرا من صحة ونحوها فإنها هي التمائم

بقطع النظر عن نوعيتها بقطع النظر عن مكانها قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث عقبة قال (( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ))

يعني : لا يصبح أمره في تمام وفي كمال وفي خير

(( ومن تعلق ودعة )) وهي خرزات أو أشياء تستخرج من البحر يجلبونها من البحر يظنون أنها تدفع الضر أو تجلب الخير من صحة ونحوها

(( ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له ))

أراد أن يكون في دعة وفي سكون فلا سكون ولا دعة له

أما حكمها :

فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في المسند  (( من تعلق تميمة فقد أشرك ))

أي نوع من أنواع الشرك ؟

نقول : إن كان قد وضعها وتعلق بها معتقدا أنها هي المؤثرة بذاتها فهو شرك أكبر وإن كان يعتقد أن الله عز وجل هو الشافي لكنه جعلها فقط مجرد سبب فهو شرك أصغر ، لم ؟

لأنه جعل شيئا لم يجعله الشرع سببا

 

إذا قيل لك :

ما هي عاقبة غير الأسباب الشرعية في العلاج في الدنيا ؟

مع ما يكون له من العقاب في الآخرة

 قل : عاقبته الوهن والضعف وزيادة المرض العضوي والنفسي

ففي المسند  (( أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى رجلا وعليه حلقة من صفر فقال ما هذه ؟ قال من الواهنة ))

وهو مرض يصيب اليد يقول وضعتها من أجل مرض الواهنة لكي ترفع عني هذه الحلقة هو يعتقد أنها سبب فقط لكي ترفع عني هذا المرض الذي أصاب يدي وهذا يشبه ما يكون في بعض الصيدليات من الأساور التي توضع ويظن أنها تسحب المرض فمثل هذا ليس هناك شيء محقق وإنما قد يكون وضعها مؤثرا على حالته النفسية فيظن أن لها تأثيرا

 فقال عليه الصلاة والسلام ( انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ولو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا )

 

إذا قيل لك :

ما حكم وضع المصحف أو الأذكار في السيارة من أجل أن يصرف عني الشر أو يدفع عني الحوادث وكذلك وضع المصحف في البيت وكذلك الأذكار

فقل وضعها لهذا الغرض من التمائم ولو كانت من القرآن ولو كانت من الأذكار

والدليل :

أن ابن مسعود رضي الله عنه كما قال النخعي يحدث قال كان أصحاب ابن مسعود يكرهون التمائم كلها من القرآن ومن غير القرآن

وما جاء عند الترمذي :

من أن عبد الله  بن عمرو بن العاص كان يعلق على أولاده شيئا من ذلك فليس بحديث وليس بأثر ثابت وقد عارضه ابن مسعود

والدليل مع ابن مسعود لعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام كما عند أحمد

(( إن الرقى والتمائم )) عمم من القرآن أو من غير القرآن (( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ))

ولربما أفضى به في عاقبة أمره أن يضع غير القرآن

لكن لو وضع القرآن في سيارته من أجل أنه متى ما سنحت له فرصة يقرأ فيه هذا لا بأس به بل يمدح عليه لكن وضع المصحف لهذا الغرض لدفع الضر أو لحفظه من الحوادث أو لحفظ البيت من الشر لمجرد وضعه هكذا فإنه من التمائم التي لا تجوز في شرع الله

 

إذا قيل لك :

ما هي التولة التي فيها كما زعموا تحبب الزوجة إلى زوجها والزوج إلى زوجته ؟

فقل  :

هي أشياء يصنعونها وكما قلت لا ينظر إلى نوعية الشيء

أي شيء يصنع من أجل أن يقرب في ظنهم الزوجين إلى بعضهم البعض فهي تولة وحكمها في الشرع هو ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام كما في المسند (( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ))

فإن وضعها من أجل أن هذه التولة تبقي العلاقة بينهما لكونها مؤثرة فهي شرك أكبر لكن لو وضعها على أنها مجرد سبب مع اعتماده على الله فهو شرك أصغر لأن الشرع لم يجعلها سببا

ويأخذ في هذا السياق يأخذ الحكم ما يسمى بدبلة الخطوبة :

فدبلة الخطوبة إن وضعت من أجل هذا الغرض فهي شرك

لكن لو قال قائل :

ولربما أنه يقول لأن بعضهم ربما أنهم أو أن الزوجة تظن أنه بمجرد ما يخلع هذه البدلة يظن أو تظن أن العلاقة قد نقصت أو أنه لا وفاق بينهما فتكون في حكم التولة

لكن لو قال قائل :

وضعها فقط مجرد أنها عادة

 فقل : لا تجوز محرمة

لم ؟

لأن بها تشبها بالنصارى ولذلك يضعونها في البنصر ولذلك هم النصارى عندم عقد الزواج يأتون بهذه الدبلة فيضعون هذه البدلة عند الإبهام فيقولون باسم الرب ثم يضعونها على السبابة فيقولون باسم الابن ثم يضعونها على الوسطى ثم يقولون باسم روح القدس لأن عقيدتهم التثليث قالوا إن الله ثالث  ثلاثة ثم ينتهي بهم الأمر أن يضعوها في البنصر

فوضعها ولو لم تكن هناك نية يكون محرما فإن كانت من الذهب فيكون أشد تحريما بالنسبة إلى الرجل

 

إذا قيل لك :

هل النبي عليه الصلاة والسلام أمر وأرشد أحد أصحابه إن طالت به حياة أن يحذر من الشرك ؟

فقل  : نعم

جاء في المسند عن رويفع قال قال النبي عليه الصلاة والسلام  (( يا رويفع لعل الحياة تطول بك فأخبر الناس أن من تقلد وترا  ))

تمائم علق تمائم أو غيرها

(( أو عقد لحيته )) لأنهم كانوا يعقدون فيما مضى في الجاهلية تكبرا أو لدفع العين

(( أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدا بريء منه ))

 

هناك بعض البرامج :

التي يسوق لها الآن وخذها قاعدة سواء كان برنامجا أو كان شيئا مكتوبا أو أي نوع يتعلق بهذا الأمر وهو ما يقال اكتب اسمك في هذا البرنامج وضع سنك وعمرك وبعدها سيظهر لك ما يكون لك في المستقبل القريب

سواء كان هذا البرنامج الذي يروج له الآن أو ما يقال اعرف برجك لتعرف ما يتحقق  لك في هذا اليوم أو ما يكون في المستقبل مما يتشكل لنا مع هذا الانفتاح العلمي المعلوماتي فاعلم بأنها من الكهانة ومن العرافة

ومن وضع اسمه أو دخل في هذا البرنامج ليعرف حقيقة ما يؤول إليه أمره ومستقبله أو دخل في هذه التي تسمى بالأبراج فإنه في حكم من صدق الكهان

قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

 (( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ))

لأنه بهذا الفعل يصدق أنهم يدعون الغيب وقد كفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام  ، والذي أنزل على محمد هو القرآن ومن بين ما في هذا القرآن { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُون }

 

لكن لو قال قائل :

 أنا لم أصدقهم لكن من باب التجربة أنظروأطلع ولم أصدقهم فيصدق عليه الحديث الآخر (( من أن صلاته لا تقبل أربعين ليلة ))

بمجرد ما يدخل لأنه في حكم السؤال إن صدقهم فقد كفر كفرا يخرجه عن ملة الإسلام وإن دخل مجرد دخول فقط فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في صحيح مسلم :

(( من أتى عرافا فسأله ))

مجرد سؤال

(( من أتى عرافا فسأله )) وهذه تأخذ حكم السؤال (( من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ))

فالحذر الحذر من الشرك ومن أهله ومن وسائله

وعلينا جميعا أن نتعلم التوحيد وألا نقصر في ذلك

هو ظهور ما يمكن أن يصدق  عليه غلو في بعض المشايخ ويجيبك على هذا شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى قال عن زمنه ويصدق هذا على كل زمن وكلامه هذا مبني على النصوص الشرعية قال : ” والمشهور بالمشيخة من المشايخ في زمننا هذا منهم العاصي ومنهم الفاسق ومنهم الضال ومنهم المنافق ومنهم التقي “

 

قال : ” ومن سأل الله أن يحشره مع شيخ لا يعلم عاقبته لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة قال ومن سأل الله أن يحشره مع شيخ فإنه يكون بهذا السؤال ضالا وإنما عليه أن يسأل من يعرف حاله قال أن يسأل أن يحشر مع النبي عليه الصلاة والسلام ومع عباده الصالحين

 ثم ذكر الأدلة على الولاية من بينها

{ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ }

ثم قال رحمه الله :

قال  :  ” ومن أحب شيخا كان معه وحشر معه وإذا دخل النار دخل معه لأن الأشخاص ولو كانوا مشايخ إذا كانوا من أهل الضلال فإن مصير من يحبهم كمصيرهم “

 

قال رحمه الله : ”  وبعض الناس لا يعرف تحقيق المحبة “

فيقول ”  فما أكثر من يحب المشايخ لله وليس بصادق “

قال  : ” وما أكثر من يحب المشايخ لله ممن يعرف أن هذا الشيخ يخالف الكتاب والسنة وهو معرض عن السنة النبوية قال فيحبه ويقول كذب “

بمعنى هذه العبارة ”  لو كان يحبه لله لأحب ما يحبه الله “

فأصل المحبة أن تحب الله وأن تحب ما يحبه الله

فكيف تحب شيخا ضالا معرضا عن الكتاب وعن السنة هذا ليس مما يحبه الله

 

 قال : ” وكثير من يحب مشايخ أو ملوكا أو غيرهم فيتخذهم أندادا يحبهم كحب الله “

قال : أما من أحب المشايخ والأشخاص الذين هم الأتقياء كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحو هؤلاء قال : فأصل الإيمان ومن أوثق عرى الإيمان أن يحب أمثال هؤلاء ممن في ظاهره الصلاح والخير واتباع السنة

 قال ”  وإن كان يجهل باطن أمره “

 

فخلاصة القول :

أنه لا يجوز أن تقول ” اللهم احشرني مع فلان “

لا شيخ ولا غيره لأنك لا تدري ما هي عاقبته ؟

ولكن قل يارب احشرني مع أنبيائك ومع عبادك الصالحين

الأمر الثاني :

إذا أحببت المشايخ فهذا حب تحمد عليه إذا كان هؤلاء المشايخ يوافقون الكتاب والسنة ويجتهدون في ذلك

أما من علم منه أنه مخالف للكتاب والسنة ويأتي بالطوام بين الفينة والأخرى فهنا من أحبه زاعما أن حبه إنما أحبه من أجل الله فقد كذب

إذا قلت من باب أولى من دافع عنهم مع وجود أخطائهم فالحذر الحذر العاطفة للدين

والعاطفة للمشايخ طيبة ويحمد الإنسان عليها لكن عليك أن تعرف من نافح عن الكتاب والسنة من حيث الظاهر أما البطن فعلمه عند الله لكن نحن لا نحكم إلا بالظاهر من نافح عن الكتاب والسنة وعظمهما سواء كان شيخا أو شخصا عاديا هو على العين والرأس ومن لم يكن كذلك وإنما هو مخالف للكتاب والسنة فلا يؤبه له ولا يحب مثل هذا مهما كان ومهما ارتفعت منزلته ومهما كان وما كان فلا يؤبه له لأنك إنما تحب الله

والله عز وجل يحب المخالفين لشرعه أم المتبعين لشرعه ؟

يحب المتبعين لشرعه