مسائل مهمة لعامة الأمة ( 6 )

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 6 )

مشاهدات: 26

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 6 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المسائل المهمة لعامة الأمة :

إذا قيل لك :

إن أنعم الله على عبد بنعمة فما هي أعظم عبادة يشكر الله عز وجل عليها ؟

فقل :

عبادة التوحيد

ما الدليل ؟

{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر }  والكوثر هو الخير الكثير ومنه النهر الذي أعطاه الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام في الجنة

{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر فَصَلِّ  } الفاء هنا سببية فبسبب إعطائنا لك الكوثر { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر }

 

إذا قيل لك :

هل التوحيد يعصم العبد بإذن الله عز وجل من شرور المسيح الدجال فيما لو أدركه ؟

فقل : نعم

والدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم لما ذكر الدجال قال

 (( والله خليفتي على كل مسلم ))

 

إذا قيل لك :

 لو أراد شخص أن يذبح لله في مكان ذلكم المكان سبق وأن عبد فيه شيء من دون الله أو ذلك المكان سبق وأن كان مكان لأعياد المشركين

فقل : لا يجوز هذا

ولو كان يذبح لله لكن بمجرد أنه قد وقع في هذا المكان عبادة لغير الله أو عيد من أعياد المشركين فيحرم الذبح في هذا المكان

والدليل : ما جاء عند أبي داود عن ثابت بن الضحاك (( أن رجلا قال يا رسول الله إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة ))

وهو مكان

(( فقال عليه الصلاة والسلام هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ قال لا ،  قال هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ قال لا ))

وفي رواية ((  قالوا لا فقال عليه الصلاة والسلام أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ))

فدل هذا على أنه لو كان ذلك المكان لو كان ذلك المكان مكانا يعبد فيه ما سوى الله أو كان توضع فيه أعياد للكفار ولو زال ذلك العيد وزال ذلك الذي يعبد من دون الله فلا يجوز

 

إذا قيل لك :

لماذا يشدد العلماء على أعياد الكفار ؟

فقل :

 لأن أعياد الكفار وسيلة من وسائل الشرك

الدليل : ما مضى معنا في حديث ثابت عند أبي داود (( إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة قال هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ ))

هذه الجملة تدل على الشرك بالله

ثم أتى بالجملة التي بعدها وهي الجملة التي تدل على أنها وسيلة من وسائل الشرك (( قال هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ ))

فدل هذا على أن أعياد الكفار هي وسيلة من وسائل الشرك فما ظنكم بمن هنأهم ؟

 فما ظنكم بمن شاركهم في أعيادهم ؟

 ولذلك كما ذكر شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينهى أن يرى المسلم أعياد الكفار على وجه الاطلاع والاستطلاع والمشاهدة فقط

فلنحذر من هذا الأمر

 

إذا قيل لك :

هل المشركون يستنفع بعضهم ببعض بسبب الشرك ؟

فقل : نعم

لكن استنفاع وهمي في ظنهم

والدليل :

قوله عز وجل في الآخرة لما استنفع الإنس بالجن واستعاذوا بهم هو استمتاع في ظنهم لكنه هو العذاب الشديد في الآخرة وفي الدنيا

ما الدليل :

أن الله عز وجل لما ذكر في سورة الجن أن الإنس في الجاهلية إذا نزلوا بواد قالوا نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه صرفوا الاستعاذة لغير الله والاستعاذة عبادة من صرفها لغير الله فقد أشرك بالله فقال عز وجل :

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن:6]

 يعني تعبا كلما استعاذوا بالجن زادهم الجن إرهاقا وتعبا معاملة لهم بنقيض قصدهم

لم ؟

لأن الشرك عذاب والتوحيد راحة وطمأنينة أما في الآخرة فاسمع إلى ما قاله عز وجل  { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ }

 

إذا قيل لك :

هل في الجن مبتدعة وأصحاب أهواء ؟

فقل : نعم

الدليل : قوله تعالى عن الجن { كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا }

يعني مذاهب مختلفة شتى

ولذلك ذكر ابن كثير في التفسير عن الأعمش أنه قال : ” تروح إلينا جني ـ  يعني أتى في الرواح بعد الظهر ـ تروح إلينا جني فقلت له : ما أشهى طعام لديكم ؟ قال الأرز فأتينا إليه بقصعة من الأرز قال فما رأينا شيئا ، فقلت هل فيكم مثل ما فينا من هذه الأهواء والبدع قال نعم ، قال ما شر الطوائف المبتدعة فيكم قال الرافضة “

فدل هذا على أن هناك رافضة حتى من الجن قال ابن كثير في التفسير فعرضت هذا الإسناد على شيخنا الحافظ المزي فقال إسناده صحيح إلى الأعمش

 

إذا قيل لك :

هل التوحيد ينجي العبد بإذن الله من الهوام والحيات من عقارب من أي مخلوق ومن أي دابة بها شر ؟

فقل : نعم

والدليل : ما جاء في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في حديث خولة بنت حكيم (( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ))

 كلمات الله التامات صفة من صفاته عز وجل وهذا هو التوحيد ووصفها بأنها تامة يعني ليست بمخلوقة لأن المخلوق ليس بتام ، ناقص

فلما وصفها بأنها تامة دل على أنها ليست مخلوقة ومن ثم فإن القرآن استدلالا بأدلة كثيرة ومن بينها هذا الدليل القرآن منزل هو كلام الله منزل غير مخلوق لأنه وصف الكلمات هنا بالتامات

قال عز وجل { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً }

صدقا في أخباره عز وجل عدلا في أحكامه

قال عليه الصلاة والسلام (( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك ))

 

إذا قيل لك :

هل المرأة المسلمة مأمورة بنشر العلم ولاسيما التوحيد بين صفوف النساء هل هي مأمورة كالرجل ؟

الجواب : نعم

ويجب عليها ذلك ، ويجب علينا نحن الرجال فردا فردا أن نبلغ العلم الشرعي الذي نعرفه ونتيقن من العلومة التي أخذناها من علمائنا الكبار ،

والدليل :

 أن خولة بنت حكيم كما عند مسلم في هذا الحديث السابق قالت سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول (( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من  شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك ))

فلما سمعت هذا الحديث نشرته

كذلك أنت لما تسمع هذه المسائل أو هذه الأحكام أو هذه الفوائد الشرعية لزاما عليك ان تنشرها بين أصحابك وبين أهل بيتك حتى يتعلموا ومن ثم يعلموا غيرهم

 

إذا قيل لك :

من قال نذر علي لجبريل أو نذر علي لمحمد عليه الصلاة والسلام أو لأي شخص  أيجوز هذا ؟

فقل هذا شرك بالله

النذر عبادة من صرفها لغير الله ولو صرفها لملك عظيم كجبريل أو لنبي مرسل وهو النبي عليه الصلاة والسلام أو غيره من الأنبياء فإنه مشرك بالله شركا أكبر

لم ؟

لأن الله مدح الموفين بالنذور { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ } والآيات في هذا المعنى كثيرة فدل على أن النذر يحبه الله

وكما سبق ما يحبه الله ويرضاه فهو عبادة ومن صرف تلك العبادة لغير الله فهو مشرك بالله شركا أكبر

 

إذا قيل لك :

ما هي الفائدة المتعلقة بالتوحيد في قوله عز وجل :

{وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِين} [يونس:106]

فقل دعاء غير الله شرك بالله عز وجل

ولذا قال هنا { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ }  يعني إن  دعوت غير الله لم ينفعك وإن تركت دعاء غير الله لم يضرك

إنما النافع والضار هو الله

 

إذا قيل لك :

 ما هي الفائدة المتعلقة بالتوحيد في قوله تعالى { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ }

فقل إن الضر ولو كان يسيرا ولو كان صغيرا فلا يمكن أن يكشفه عنك إلا الله

لأنه قال هنا ” ضر ” نكرة في سياق الشرط فدل على أن الضر عظم أم صغر فإنه لا يمكن أن يكشفه إلا الله جل وعلا

 

إذا قيل لك :

ما هي الفائدة المتعلقة بالتوحيد في قوله عز وجل { فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ }

فقل : من يرزق هو الذي يستحق العبادة ومن لا يرزق فليس بمستحق لها

والرزاق هو الله وحده جل وعلا

فإن المخلوق لو أعطاك إنما أعطاك بأمر الله هو رزق من الله لكن الله عز وجل جعله سببا بدليل لو أن المخلوق وكل إلى نفسه وكانت لديه أموال طائلة ما أعطاك هباءة ولا ذرة  { قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا }  يعني ممسكا

فإذاً لا تعلق رجاءك بأي مخلوق مهما عظم هذا المخلوق ولا تعلق قلبك به إنما الذي يرزق ويعطي ويغني ويهب هو الله عز وجل

ولذلك حصرها بالعندية فقال { فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ }

 لا عند غيره

 

إذا قيل لك :

 ما هي الفائدة المتعلقة بقوله تعالى تتعلق بالتوحيد { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُون }

فقل : إن من دعا غير الله لو ظل يدعو هذا المدعو لو ظل يدعوه إلى يوم القايمة ما استجاب له

بل إنه في يوم القايمة يكون عدوا له يكون عدوا له { وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء }

وهذا نظيره قول ذلكم الرجل المؤمن من آل فرعون { لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الآخِرَةِ }  

من دعا غير الله فإنه لن يستجب لداعيه لا في الدنيا ولا في الآخرة

لم  ؟

لأنه لا يملك نفعا ولا يدفع ضرا

{ لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ } لذلك صدع بها هذا الرجل المؤمن في قوم فرعون المشركين { لاَ جَرَمَ } يعني حقا { لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّار }

 ودلت هذه الآية أيضا على أن الشرك إسراف بدليل { وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّار }

هذا الوصف يعود على ما سبق وهو الشرك الذي وقع فيه قوم فرعون مع سفك الدماء

 

فإذا قيل لك :

من ادعى أنه يعرف وقت موت الإنسان فهل يكون كافرا بالله ؟

فقل : نعم

والدليل : ما جاء عند البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( مفاتح الغيب خمس ) ثم قرأ { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ }

لم ؟

لأنها من أمور الغيب 

ولذلك : عند مسلم لما ذكر عليه الصلاة والسلام أشراط الساعة قال : (( فتلك أشراطها في خمس أمور من الغيب لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ …  } الآية

ومن ثم :

فإن ما ينشر أو يسوق له بما يسمى بساعة الرعب التي انتشرت في وسائل التقنية بل نشرت في بعض وسائل الإعلام الإخبارية الدعائية من أن هناك ساعة رعب وهذا الحكم يشمل ما يمكن أن يستجد مما انفتح علينا سواء كانت ساعة كما قالوا أو برنامجا أو قل ما تشاء

أعطيتك قاعدة :

من يدعي أنه يعرف أنه يموت في وقت محدد أو أن فلانا يموت في وقت محدد فإنه كافر بالله عز وجل لحديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي أوردته

 فتلك الساعة المسماة بساعة الرعب التي يقولون فيها أدخل معلوماتك أين تسكن ؟ في أي منطقة ؟ ما طعامك ؟ ما الأمراض التي بك ؟

 وإذا بهذه الساعة تحدد لك وقت موتك بالأيام وبالسنين وبالشهور وبالدقائق  وبالثواني ثم إذا بها تعد عدا تنازليا فسميت بهذا الاسم لأنها تعطي كما  زعموا تعطي العبد فرصة إلى أن يحسن من معاملاته مع الخلق فكل هذا مما يقدح في التوحيد بل يهدم توحيد العبد فتنبه رعاك الله

لا ساعة لا بشر لا جن لا إنس لا مخلوق لا برامج

 لا يعلم وقت موت الناس أو وقت موت ابن آدم إلا الله ، فهي من أمور الغيب فتنبه رعاك الله فإن التوحيد يطعن فيه مع هذه الوسائل طعنا  حثيثا في كل يوم

 

إذا قيل لك :

ما نراه اليوم من دخول الناس في دين الله من ذكر وأنثى من صغير من كبير من مؤمن من منافق ما يرى من دخول الناس كلهم في دين الله ليتحدثوا في دين الله بما يشاؤون

وهذه صورة تحدث وهي من ضمن صور هذه صورة وهي التي تحدث في زماننا يسجل مقطعا صوتيا أو مرئيا وإذا به يتكلم في الدين أو يغرد تغريدات أو ما شابه ذلك مما يحصل في هذا الزمن أو ربما يحصل في مستقبل السنوات

إذا قيل لك  :

أهناك حديث يشير إلى مثل هذا فإن كان هناك حديث فما هو طريق النجاة ؟

فقل :  نعم هناك حديث يوضح ويشير إلى صورة من صور أحوال الناس في هذا الزمن ولربما يصدق في أزمان قادمة

ما ذلكم الحديث ؟

 الحديث هو في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن معاذ رضي الله عنه ومثل هذا لا يقال بالرأي مثل هذا لا يمكن لمعاذ أن يقوله من نفسه فدل على أنه أخذه من النبي عليه الصلاة والسلام فيكون هذا الحديث من معاذ من قبيل الحديث المرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام حكما

 ما هو ذلكم الحديث ؟

والذي هو في سنن أبي داود ويشير إلى ما عليه الناس في هذا الزمن وما هو طريق النجاة

قال معاذ (( إن من ورائكم فتنا ))

ما هي  تلك الفتن ؟

قال (( يكثر فيها المال ويفتح القرآن فيأخذه الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد والمؤمن والمنافق فلربما أوشك قائل أن يقول : قرأت القرآن ولم يتبعني أحد من الناس فسأبتدع لهم بدعة حتى يتبعوني فقال معاذ رضي الله عنه فاحذروا ما ابتدع ، فإن ما ابتدع ضلالة وإياكم وزيغة الحكيم قالوا له وكيف نعرف الحق من الباطل ؟ قال رضي الله عنه : إن على الحق نورا ))

قال  (( وزيغة الحكيم  أن يأتي بالمشتهرات )) مثل ما يحدث

ولنكن صرحاء ما يحدث من تغريدات أو بيانات يستغرب منها الناس في دينهم بل ويستغربونها فيما يتعلق بمرؤوتهم وأخلاقهم قال (( أن يأتي بالمشتهرات ))

وفي رواية (( بالمشبهات )) وهي بالفعل مشتهرة ومشبهة على الناس حتى يقول الناس ما هذا

لم ؟

لأنهم يستنكرونها وأقول إن ما يحدث في مثل هذه الأيام  أو في هذه السنوات من تلك التغريدات أو من مقاطع أو من بيانات أو ما شابه ذلك فإن هذا الحديث يشير إليها

(( إن على الحق نورا ))

علق ابن رجب على هذا الأثر في جامع العلوم والحكم :

فقال إن القلب إذا كان مؤمنا وانشرح صدره بالإيمان فإنه لا يقبل مثل هذه المشتبهات المشتهرات لأن قلبه مليء بالإيمان فإنه يرى الحق نورا ويرى أن على الحق نورا قال ونظير هذا :

قوله عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم :

(( سيأتي أقوام يحدثونكم بما لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ))

فانظر رعاك الله

إذا كان قلبك لا ينكر مثل هذه الأباطيل بل هذه السخافات فابحث لقلبك عن علاج ، ولا علاج له إلا ما جاء به الشرع لأن هذه مصيبة في دينك فإن كنت تدافع عما يقوله هؤلاء مما ولجوا في شرع الله تدافع عنهم وتبرر مواقفهم  وآراءهم الباطلة التي تأتي إلينا تباعا ليست مرة ولا مرتين فهذه مصيبة أعظم

(( إن على الحق نورا ))

إذا لم تنكر هذا الباطل مصيبة في دينك إن بررت لهم وتابعتهم وأيدتهم فهذه مصيبة أعظم

نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق حتى الممات