مسائل مهمة لعامة الأمة (8 )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا قيل :
كيف يكون قول الله عز وجل { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } كيف يكون فيه رد على القبوريين الذين يتعلقون بالأولياء والصالحين ويدعونهم ويستغيثون بهم ؟
فقل :
إذا كان محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام لا يملك الهداية لعمه مع علو شأنه عليه الصلاة والسلام فكيف يتعلق به فكيف يتعلق به أو يدعا أو يستغاث به من دون الله ؟ !
فما ظنكم بمن هو دونه عليه الصلاة والسلام ؟!
إذاً :
علق رجاءك بالله ليكن دعاؤك استغاثتك وذبحك ونذرك وكل عبادة تقوم بها اجعلها خالصة لوجه الله عز وجل
إذا قيل :
إن قوله تعالى { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } يعارض في الظاهر قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم } كيف ينفي عنه الهداية في قوله { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } ثم يثبتها الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام في قوله { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم }
فقل :
هداية التوفيق هداية الإلهام هداية إيقاع وإيصال الإيمان إلى القلب هذه لا يملكها إلا الله جل وعلا
فما هدى النبي عليه الصلاة والسلام عمه ولا نوح ابنه وزوجته ولا لوط زوجته ولا إبراهيم أباه إنما الذي يثبت هنا من الهداية للبشر هي هداية التبيين والتوفيق والإرشاد { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم } تهدي الناس هداية بيان وتوضيح أما الثمرة أما النتيجة كون فلان يهتدي أو لا يهتدي هذا بيد الله جل وعلا
إذا قال لك شخص :
الله جل وعلا كتب الهداية والضلالة فإني لن أعمل ، إن كان الله قد كتب لي الهداية عبدت الله
فما جوابك ؟
قل : وما الذي أدراك أنه جل وعلا لم يكتب لك الهداية ، ما الذي أدراك حتى تقف عن العمل بل هو جل وعلا أقام عليك الحجة فجعل لك إرادة واختيارا لكن تلك الإرادة تابعة لإرادة ومشيئة الله جل وعلا
بل من فضله أنه فطر جميع الخلق على الفطرة السليمة { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } فعليك بالعمل ثم إذا احتج عليك بالقدر في ترك العمل الصالح في ترك عبادة الله فاحتج عليه بالقدر فيما يخص دنياه
قل له : لو كنت بارعا فاهما وأنت محتاج إلى وظيفة وأشيع بأن هناك وظيفة أوصافها تتحقق فيك
قل له : لا تذهب وتبحث عن تلك الوظيفة فإن الله إن قدرها لك فستأتيك فإنه لا يرضى بل لو صفعك إنسان بصفعة فقال هذا قدر الله ، أفترضى بهذا ؟
الجواب : لا
فإذا كان لا يرضى باحتجاج القدر على ما يتعلق بأمور وشئون دنياه فكيف يحتج بالقدر على ترك عبادة الله جل وعلا ؟!
إذا قيل :
أهناك زمان لم يقع فيه شرك بالله عز وجل أبدا ؟
أهناك زمن مضى لم يقع شرك بالله فيه ؟
فقل : نعم ما بين آدم وما بين نوح
قال ابن عباس رضي الله عنهما بينهما عشرة قرون والقرن كما هو المشهور مائة سنة يعني هناك ألف سنة ما بين آدم وبين نوح لم يقع شرك
فلما وقع الشرك أرسل الله نوحا ، والدليل { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } هنا حذف { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } التقدير فاختلفوا { فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ }
ويدل له ما في سورة يونس { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ }
فإذا قيل لك :
ما سبب ذلك الشرك الذي حل في ذلك الزمن ؟
فقل :
هو الغلو ومجاوزة الحد قل هو الغلو في الصالحين مجاوزة الحد في مدحهم والثناء عليهم ، ولذا قال ابن عباس قال ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر كانوا رجالا صالحين في قوم نوح
هنا لم يقع الشرك بعد فلما مات هؤلاء المذكورون في سورة نوح لما مات هؤلاء الصالحون أوحى الشيطان وحي زخرف وأباطيل أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم أنصابا يعني أشياء مرتفعة وأظهروها واكتبوا عليها أسماءهم ففعلوا فلما هلك أولئك من هم على التوحيد ونسي العلم عبدت من دون الله عز وجل
إذا قيل :
هل ترك العلم سبب لتضييع الدين ثم لتضييع الدنيا ؟
فقل : نعم
ما ترك أحد العلم الشرعي الذي يحتاج إليه حاجة ضرورية إلا وهلك دينه وإذا هلك دينه هلكت دنياه ما تبقى دنيا إلا بدين
والدليل :
ما جاء في الصحيحين في قصة من قتل تسعة وتعسين نفسا فدل على عابد لكي يتوب فقال ذلكم العابد لكنه جاهل قال مستعظما مما صنعه من قتل هذه الأنفس قال ليس لك توبة فكمل به المائة فانظر لما لم يكن عالما ضيع دينه إذ منع هذا الرجل من التوبة وضيع دنياه إذ أزهقت نفسه
وما ترون من فتن في هذا الزمن من قتل الأنفس وزهق الأرواح إنما تلك الفتن فتن الدماء فتن الشبهات فتن الشهوات إنما هي بسبب عدم العلم
في الصحيحين (( يقل العلم ويظهر الجهل وتكثر الفتن ))
ثم ما الذي بعدها ؟
(( ويكثر الهرج قيل ما الهرج يا رسول الله ؟ قال القتل القتل ))
الله الله بالعلم الشرعي
إذا قيل :
لماذا العلماء يحذرون من الشرك ومن وسائله ويحرصون الناس في كل زمن ما ترى عالما متبحرا في العلم الشرعي على معتقد أهل السنة والجماعة إلا وتراه عبر ما مضى من سنين وأدركت هذا في شيخنا ابن باز ما ألقى محاضرة أبدا إلا وفي مقدمتها يذكر التوحيد ، وكذلك شيخنا ابن عثيمين ما ترى أي عالم ممن عاصرناهم أو قبل ذلك ممن نقرأ في كتبهم إلا وهم يهتمون بالتوحيد
لم ؟
لأن التوحيد ببقائه بقاء الدين وبذهابه ذهاب الدين ثم ذهاب الدنيا
وانظروا إلى قوم نوح ماذا صنعوا بهؤلاء الصالحين ؟
ونسي العلم من جراء نسيان العلم ما الذي جرى مع أنهم على التوحيد من ألف سنة لما نسي العلم وذهب أولئك الصالحون هنا عبدت من دون الله عز وجل
إذاً :
الحرص الحرص على تعلم التوحيد
إذا قيل :
ما حكم القصائد والمدائح النبوية التي ربما تعلن في وسائل الإعلام أو يعتنى بها خارج المملكة وربما لحنها بعضهم في مجتمعنا بألحان أو بآهات تلك الآهات في أصلها محرمة لا تجوز شرعا ثم إذا به يأتي بهذه القصائد التي بها مدح للنبي عليه الصلاة والسلام
فقل :
معظم تلك القصائد والمدائح فيها غلو في النبي عليه الصلاة والسلام لا يرضاه بل في بعضها شركيات
بها استغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري (( لا تطروني)) يعني لا تبالغوا في مدحي (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ))
توسط منه صلوات ربي وسلامه عليه (( إنما أنا عبد فقولوا عبد الله )) هو عبد الله ومنزلته عند الله أنه رسول الله لا إفراط ولا تفريط
ليس كحال اليهود والنصارى :
النصارى يغالون مدحا
واليهود يغالون قدحا
( إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله )
ولذلك قال المجدد رحمه الله قال : ” هو عبد عليه الصلاة والسلام عبد لا يعبد ورسول لا يكذب “
إذا قيل :
هل المجاوزة في المدح والمبالغة فيه منهي عنه في الأمم السابقة ؟
فقل : نعم
والدليل :
{ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ } ما الذي بعدها ؟
{ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ }
إذا قيل :
هذا التحذير من الشرك أهو إخبار من العلماء بأن الناس قد هلكوا أو شارفوا على الهلاك ؟
فيكون فعلهم هذا داخلا لأنه ربما يقال أو يشاع أفيكون فعلهم هذا من هذا التحذير الشديد أفيكون في فعلهم هذا ذم لهم إذ خالفوا حديث النبي عليه الصلاة والسلام عند مسلم ( إذا قال الرجل للناس قد هلكوا فهو أهلكهم )
فقل : لا
بل هذا من النصح للأمة أما قول النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم
(( من قال هلك الناس فهو أهلكهم )) وضبطت (( فهو أهلكُهم )) (( فهو أهلكهم )) يعني أوقعهم في الهلاك
فهو أهلكهم بضم الكاف يعني هو أول من وقع في الهلاك منهم
فقل : لا يصدق عليهم هذا الحديث
قال النووي : من قال هلك الناس باعتبار ما يرى من صدود الناس عن شرع الله فليس داخلا في هذا الحديث
لم ؟
لأن النبي عليه الصلاة والسلام بين هلاك الناس في أحاديث كثيرة منها في صحيح مسلم (( هلك المتنطعون ))
أخبر بأن المتنطعين المتشدددين قد هلكوا
أما إذا قال هلك الناس افتخارا بعبادته أو افتخارا بما يفعل في دين الله فإن هذا الحديث يصدق عليه
أما إذا قالها تحذيرا للناس وتنبيها للناس من هذه الأفعال التي تخالف الشرع فلا يدخل في هذا
إذا قيل :
ما هي الآية التي عاتب الله عز وجل الصحابة رضي الله عنهم ما بين أن أسلموا إلى أن مضت عليهم أربع سنين ؟
وكيف نطبقها على واقعنا ؟
فقل : كما قال ابن مسعود في صحيح مسلم ما بين إسلامنا وما بين أن عاتبنا الله إلا أربع سنين غذ قال الله عز وجل { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }
انظر كيف يكون القرآن مزيدا ومكثرا للإيمان في قلب الإنسان وسببا بإذن الله في إعراضه عن الغفلة
فما ظنكم في هذا الزمن الذي لم يقرأ فيه كتاب الله ؟!
إذا كان الله عاتب من ؟
عاتب الصحابة مع جلالة قدرهم فما ظنكم بهذا الزمن الذي لا يقرأ فيه كلام الله عز وجل ، وإنما يقرأ فيه في جل وفي معظم الأوقات من معظم الناس وللأسف يقرأ فيه كلام البشر فكيف يتغذى قلبك كيف يخشع قلبك كيف تخضع جوارحك كيف تدمع عينك وأنت لا تقرأ كلام الله عز وجل
ولذا ما الذي بعدها ؟
ماذا قال { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } كما أنه جل وعلا يحيي الأرض اليابسة بماء المطر كذلك تنبهوا فإن هذا القرآن بمثابة الماء الذي يحيي القلوب ويزيدها حياة وإيمانا لكن إن بقيت الناس على ما هم عليه في مثل هذا الزمن من الولوج العميق في وسائل التواصل من قراءة كلام البشر وتتبع الأخبار أخبار السياسات أو أخبار الشخصيات أو قل ما تشاء فاعلم بأن الناس على خطر ولا تقل إن قلبي قفسا لا تقل إن قلبي قسا
وكلام الله واضح
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }
ما الذي بعدها ؟
{ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ }
ماذا صنعوا ؟
أعرضوا عنه
{ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ } طالت عليهم السنوات وهم يبحثون عن غير ما أنزل الله فلسفات منطقيات يبحثون عن أفكار يبحثون عن متابعين يبحثون عن قيل وقال
{ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ } طال عليهم الزمن وأعرضوا عن هذا الكتاب
فما الذي جرى ؟
{ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون }
ثم بعد ذلك نبه جل وعلا على أن يعود المسلمون إلى كتاب الله { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } ثم بعد ذلك ماذا قال محذرا للناس من الدخول العميق والإسراف لما عليه أهل الدنيا مما يكون في الانستقرام أو في الفيس بوك أو في تويتر أو ما شابه ذلك مما يتكاثر به الناس من الأمتعة من متع الدنيا من ملاذها ماذا شرى فلان ؟ ماذا فعل فلان ؟ أين سافر فلان ؟ أين ذهب فلان ؟
حتى لم ينظر الناس إلى أقربائهم وإنما نظروا إلى أثرى الأثرياء لأنهم يتابعونهم
ما الذي بعدها ؟
اقرأ كلام الله ستسعد ويسعد قلبك
لما حذر من ترك القرآن والذي بتركه تقسو القلوب ما الذي ذكر بعد ذلك ؟
قال { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ } مثل ما يفعل معظم وللأسف أو كثير من شبابنا من أبنائنا في هذه الألعاب التي وجدت وتنوعت وتكاثرت ويقضون فيها الأوقات الطويلة هذا لعب
{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } في نفس السورة وبعد هذه الآيات { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ }
يقول ابن القيم اللعب يكون بالجوارح أما اللهو يكون في القلب إذا لها قلبك بما تراه في وسائل التواصل مع الإعراض عن كتاب الله يحصل لك الشقاء
{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ } تفاخر عندي كذا وعندي كذا يصور كذا أوري الناس كذا { وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ } ماذا لدى فلان من الأرصدة ؟
ماذا لديه من متع الدنيا ؟
{ كَمَثَلِ غَيْثٍ } مثل مطر أنزل مثل مطر أنزله الله فاخضرت الأرض كما نرى إذا قدر الله زمنا ربيعا ما الذي بعدها ؟ ماذا تصبح الأرض ؟
هذه الدنيا بمثابة الغيث الذي ينزل على الأرض ثم تيبس
{ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } الكفار هنا يعني الزراع
{ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا }
ما النتيجة ؟
{ وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ }
ما الذي بعدها ؟
{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور }
ما الذي بعدها ؟
{ سَابِقُوا } ليست المسابقة في هذه الدنيا {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم }
فنسأل الله عز وجل أن يثبت قلوبنا وقلوبكم على الحق وأن يملأ قلوبنا إيمانا وخشية وخشوعا له وأن يجعلنا من المقبلين على كتابه قراءة وتدبرا وتأملا وعملا واستشفاء وتحاكما
إذا قيل :
ما خطورة هذه الوسائل على عقيدتك وعلى دينك ؟
بكثرة المتابعين أو بكثرة الأتباع أو بكثرة ما يقال فيها
فقل :
إن خطرها ورب الكعبة لخطر عظيم
كيف ؟
عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل اثنان فقط فما ظنكم بمتابعين أو أتباع بالآلاف أو بمئات الآلاف أو بالملايين
اثنان فقط كما في الصحيحين (( لما حضرت أبا طالب الوفاة أتاه النبي عليه الصلاة والسلام وقال ياعم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ))
وفي رواية :
(( أشهد لك بها عند الله فقالا له أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فمازال النبي عليه الصلاة والسلام يقول قل لا إله إلا الله ومازال يكرران فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب ))
إذاً أبى أن يقول لا إله إلا الله
خطورة من ؟
خطورة اثنين فما ظنك بخطورة آلاف أو مئات الآلاف أو بالملايين
إما أن يكونوا متابعين يغررون بصاحب الصفحة أن يقول أو يتقاول أو يتطاول على شرع الله أو يقول ما يخالف الشرع ، وإما أتباع وإما أتباع يبحثون عن صفحات تهدم دينهم ما سمعنا بتلك الكثرة من الإلحاد في شرع الله
يلحد في شرع الله في سوائل التواصل
ما سببها ؟
سببها أن بعض الناس لا يدري من هو العالم من غير العالم فإذا به يتابع أي شخص ما راق له من شخص تابعه ولا يدري أنه ربما ينفث سمومه على أتباعه فيهلك ويهلك الأتباع فكن حذرا كن حذرا
إذا كان أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية كان لهما التأثير على أبي طالب
من ؟
أبو طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يناصره ولذلك عند مسلم ماذا قال أبو طالب ؟
انظر إلى تأثير كلام الصحبة والأتباع قال :
(( والله لولا أن تقول قريش ما قلته إلا جزع الموت ))
وفي رواية ك (( خرع الموت لأقررت بها عينك ))
يعني فيصل بين الجنة وبين النار ضاع دينه فضاعت دنياه وضاعت أخراه
إلا أن الله عز وجل جعلها خاصة لنبيه عليه الصلاة والسلام فيخفف عن أبي طالب النار (( إذ هو في الدرك الأسفل من النار وإذا به يوضع في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه ))
انظر رعاك الله
فتبنه الدنيا هذه ساعات وأيام
إياك وإياك أحذرك أن تحب أو أن تدافع عن شخص يطعن في دين الله أو يلمز في دين الله أو يلعب في دين الله فانتبه فإن المحبة إذا وقعت في قلبك لهؤلاء فهي بوابة للاقتناع بكلامهم ثم العمل بكلامهم
بعض الناس يقول أنا غير مقتنع بكلام هذا الرجل ولكن انا أدافع عنه حتى لا يتكلم فيه
فانتبه رعاك الله
ابغضهم في الله على قدر ما فعلوا مما يغضب الله في شرع الله
أسأل الله لي ولكم الثبات حتى الممات والله إننا لفي فتن في هذا الزمن ، فتن من جميع الجهات من حيث الأشكال والأنواع ولكن ما على المسلم إلا أن يقول (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
ولا يأمن أحد على نفسه
تعلق بالله أكثر من دعاء الله التجئ إلى الله
وما هو الوصول ؟
عليك بقراة كتاب الله
والله إنها لجمرة على القلب يعني لا يقرأ القرآن عند كثير من الناس
نسأل الله السلامة والعافية
المدارس لما يقرأ فيه القرآن ، أخطاء في قراءة القرآن تقويم اللسان ، اللسان لا يأتي بالقرآن بحروفه فما ظنكم إذا ضيعت حدوده لابد أن نرجع إلى الله
يا أخي أتبخل على نفسك من غير أن تقرأ ما تيسر في كل يوم
لا يفتر قلبك ولا تفتر أنامل أصابعك من فتح هذا الجوال على وسيلة من هذه الوسائل ولا يمكن أن يمر يوم إلا أن تفتحها
والمصحف فيه ، والله من أعظم الحجج إن الله يمهل ولا يهمل
فلنتنبه نعد إلى الله عز وجل
أسأل الله أن يزيدني وإياكم علما وعملا وخشية وتقى وأن يثبتنا على ذلك