معنى حديث ( إذا أتيت أهلك فاعمل عملا كيسا )

معنى حديث ( إذا أتيت أهلك فاعمل عملا كيسا )

مشاهدات: 750

معنى حديث ( إذا أتيت أهلك فاعمل عملا كيِّسا  ) 

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :

أما بعد :

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر عند الخطيب البغدادي ، وحسنه الألباني رحمه الله ( إذا أتيت أهلك فاعمل عملا كيّسا )

( إذا أتيت أهلك ) يعني إذا جامعت زوجتك ( فاعمل عملا كيسا ) يعني عمل العقلاء .

هذا الحديث لو تمعنا فيه وجدنا أنه عليه الصلاة والسلام ما ترك شيئا فيه خيرٌ للمسلمين إلا بينه حتى في المعاشرة الزوجية التي تكون بين الرجل وزوجته في الجماع .

كيف يعمل عملا كيسا إذا جامع زوجته ؟

يعمل ما جاء به الشرع كما جاءت بذلك الأحاديث الأخرى ، بمعنى أنه إذا جامع زوجته إذا أراد أنه يخلع ثيابه للجماع يقول كما جاء  في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أتى أحدكم أهله فقال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقُدِّر لهما ولد لم يضره الشيطان أبدا )

كيف يكون الرجل عاقلا حينما يجامع زوجته يحتسب في هذا الجماع الأجر من الله عز وجل لأنه يُحصِّن فرجه ويحصّن فرج زوجته فيؤجر ، في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام ( وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أليس عليه وزر ؟ قالوا بلى ، قال فكذلك إذا وضعها في حلال ) يعني له أجر .

ويكون الإنسان عاقلا حين مجامعته لزوجته أن يكون على أحسن حال ، أن يكون متنظفا ، بعض الناس وللأسف كما سمعت من البعض لا يمس بدنه الماء إلا إذا جامع ، يعني لا يعرف الغسل إلا إذا جامع زوجته ، يفترض أن يكون الإغتسال قبل أن تجامع الزوجة ، لتكون على مظهر طيب ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة رضي الله عنها لما أراد أن يُحرم عطرته بعد أن اغتسل ، تقول فطاف عليه الصلاة والسلام على نسائه ، قال بعض العلماء كما ذكر ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح قال ” استحب بعض العلماء للرجل إذا أراد أن يجامع زوجته أن يتعطر ، مثل ما تحب أن تتزين لك المرأة كذلك المرأة تحب أن تتزين لها ، ولذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما ( إني أحب أن أتجمل لزوجتي كما أحب أن زوجتي تتجمل لي )

ويكون الإنسان كيّسا عاقلا في جماعه لزوجته ألا ينصرف من الجماع بعد فراغه منه قبل أن تقضي المرأة شهوتها ، لأن لها حقا ، وهذا من حقوق المرأة .

ويكون الإنسان كيسا في جماعه لزوجته أن يداعب قبل أن يجامع ، ولذلك جاء حديث وإن كان فيه ضعف ، لكن من حيث المعنى يُعمل به لأنه يقرِّب النفوس بين الزوجين ( المداعبة قبل المجامعة ) يمكن بعض الناس يستنكر ما أذكره وليس في هذا منكر ، هذا شرع الله وشرع رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يعطينا دلالة على أن هذا النبي صلى الله عليه وسلما ما ترك شيئا إلا وضحه ، ولذلك لو أن كل رجل وكل امرأة امتثلت ما جاءت به الشريعة من حُسن التعاشر ولاسيما في الفراش لحسنت حياتهما ، ولذا أعظم ما ينكد عيش الرجل أو عيش المرأة إذا اختل أمر فيما يتعلق بالفراش ، لأن محبة الإنسان ولاسيما الرجل في الفراش أظهر ما يريده من زوجته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) ومن أعظم ما يُقدم للمرأة أن تُسعد في فراشها ، قال صلى الله عليه وسلم وأصل الحديث في الصحيحين لما رجع من تبوك استأذن جابر النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى المدينة قبلهم ، لم ؟ لأنه تزوج ، فقال أبكرا أم ثيبا ؟ قال ثيبا ، قال هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتداعبها وتداعبك ؟ ) ولذلك في الحديث الآخر الذي حسنه الألباني ( عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحاما وأحسن أفواها وأرضى باليسير )

فقال جابر ( يا رسول الله إن أبي استشهد وترك بنات ، فخشيت أن آتي ببكر فلا تقوم بشؤون أخواتي فتزوجت ثيبا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أذن له أن يذهب ، فلما أراد أن يذهب ، قال يا جابر إذا أتيت أهلك فاعمل عملا كيّسا )

والكيّس هو العاقل .

وفق الله الجميع لكل ما يُحب ويرضى والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .