مقطع رائع ومهم ننصحك بسماعه كاملا ( هل يشترط إذن ولي الأمر في الجهاد ) ؟

مقطع رائع ومهم ننصحك بسماعه كاملا ( هل يشترط إذن ولي الأمر في الجهاد ) ؟

مشاهدات: 798

مقطع رائع ومهم ننصحك بسماعه كاملا 

( هل يشترط إذن ولي الأمر في الجهاد  ) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سبق معنا في أكثر من موطن ، وهذا ما دلت عليه النصوص الشرعية وما عليه سلف هذه الأمة من أن الجهاد لا يمكن أن يكون إلا بولي أمر ، فلابد من إذنه حتى لو كان جهادا واجبا عينيا ، فلابد من إذنه ، ولذلك نص ابن قدامة رحمه الله على أنهم حتى في الجهاد الواجب أنهم لابد أن يستأذنوه فيما لو خرجوا للاحتطاب أو غيره ، فدل هذا على أن الجهاد لا يمكن أن يقوم إلا بأمير بولي أمر المسلمين

 ولذلك معتقد أهل السنة والجماعة :  أنه يغزا مع كل إمام بر أو فاجر فإذا لم يأذن ولي أمر المسلمين ، ونزل بالمسلمين نازلة فالوالجب على المسلمين أن يقوموا بالواجب الذي أنيط بهم حسب استطاعتهم ما هو ؟

الدعاء

هذا ما يملكه المسلم إلا إن أذن ولي أمره فعلى ما ذكرته النصوص  الشرعية ، وما ذكره أهل السنة والجماعة أما أن يجتهد أناس بأن يقولوا بالنفير أو أنهم يعدون العدد أو أنهم يخرجون من غير إذن ولي أمر المسلمين فإن مثل هذا لا يجوز

 فالجهاد لها شروطه فهي نفس تقدمها تريد أن تقدمها لله فلا تأخذك العاطفة والغيرة ولاشك أن الإنسان لابد أن يكون ذا غيرة على إخوانه المسلمين يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم لكن عليه أن يقوم بما أوجبه الله عليه وهو الدعاء لهم

إلا إن أذن ولي أمر المسلمين بالجهاد بالنفس ، فسمعا وطاعة

معتقد أهل السنة والجماعة : أن يغزا مع كل أمير بر أو فاجر

إن أذن ولي أمر المسلمين بالجهاد بالمال بأن يجمع المال لجهات خصصها هو فسمعا وطاعة بناء على ما جاءت به النصوص الشرعية ، وما  ذكره أهل السنة والجماعة

أما أن يجتهد أناس في إعداد العدة من قبل أن أنفسهم أو تجييش الشباب للذهاب إلى تلك المناطق فإنه إن ذهب فإن هذا الذهاب يكون به عاصيا لأنه لم يستأذن من ولي أمر المسلمين

ولذلك نص الفقهاء ومنهم ابن قدامة قال : ”  ولا ينفرد أحد منهم إلا إذا أتى عليهم عدو يخشون كلبه “

يعني : لم يتمكنوا من استئذان ولي أمر المسلمين باعتبار أنهم معه ، هم معه في نفس الجهاد لكن طائفة منهم مثلا أتى عليهم العدو وأحاط بهم هنا لم يتمكنوا من ماذا ؟ من استئذانه ، فهنا من باب الدفع عن أنفسهم دفع الصائل فيقاتلوا لدفعه ؛ لأنهم يخشون أن يعتدي عليهم

لأن بعضهم يقول إذن الجهاد الواجب لا يشترط فيه أي شرط

وهو جهاد الدفاع جهاد الدفاع ، جهاد الطلب أن تذهب إلى الأعداء

جهاد الدفاع أن يأتي العدو ويحاصر البلد فهنا كما قال العلماء لا يستأذن دائن ولا يستأذن والدان ، لكن ليس معنى ذلك كما فهمه البعض أنه لا يستأذن ولي أمر المسلمين لأنه لا يمكن أن يكون هناك جهاد حتى جهاد دفاع إلا عن طريق ولي أمر المسلمين لكن لوأنهم مثلا في مكان ثم أحاط بهم العدو ولم يتمكنوا من استئذانه فهنا يقاتلونه

ولذلك العاطفة إذا لم تربط بالأدلة الشرعية لأن بعض الشباب قد تكون لديه غيرة ويرى وهذا يأسف له أي مسلم لأن بعضهم قد يتهم العلماء فيقول : هؤلاء مخذلون أو أنهم جبناء أو أنهم لا يريدون الجهاد

سبحان الله !

أيمكن أن يتهم هؤلاء ؟! بعضهم يمكن أن يكون عمره في السبعين أو في الثمانين شابت لحاهم ورؤوسهم في طلب العلم وفي العبادة

( وأعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ) فكيف يتهم هؤلاء في مثل هذا بمثل هذه الأوصاف ؟!

هذا الشاب الذي يقول هذا الكلام بناء على غيرة في قلبه الغيرة هذه لابد أن تحكم بالضوابط الشرعية

ـــ والواقع يشهد بهذا يعني لا يغمض الإنسان عينيه ولا يكن كالأعور يرى بعين دون العين الأخرى ، ما أقيم من جهاد من غير إذن ولي أمر المسلمين في بلدان شتى ما عواقبها ؟ لأنها ليست تحت إمرة

بعضهم يقول : نحن تحت إمرة

أي إمرة ؟

يقول عندنا راية

أي راية ؟

أنت في عنقك بيعة لذلك الإمام لهذا الوالي فكيف تخرج منه وتبايع شخصا آخر في منطقة أخرى ؟!

فمثل هذا ينبغي يتنبه له ، وهذا من باب العاطفة ، ولاشك أن أي مسلم يحزن لما يرى ما يرى

ولذلك حصلت إبادات يعني هذه الطريقة التي نقولها هي طريقة علمائنا السابقين الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله

هذه طريقتهم ، ولذلك سمعت بأذني من الشيخ ابن عثيمين لما سألوه عن “كوسوفو ” قديما حصل فيها قتل جماعي وإبادات فكانوا يسألون الشيخ أسئلتهم متكررة ، فيقول ليس علينا إلا الدعاء ، هذا هو قدرنا ، وهذا ما نستطيعه

لكن أن يخرج الإنسان بنفسه أو بطريقة أو بأخرى فلا

نسأل الله أن ينصر المسلمين وأن يخذل أعداء الدين

لابد من إذن ولي أمر المسلمين لا يمكن أن يكون جهاد إلا بولي أمر المسلمين

لو هناك مجموعة يعني النبي صلى الله عليه وسلم  كما ثبت عند أبي داود قال ( إذا كنتم ثلاثة وكنتم في سفر فأمروا أحدكم )

يقول شيخ الإسلام : ” هذه إمارة من أمر عارض من أجل السفر فما ظنكم بالإمارة الكبرى ؟ “

لو كنت مع مجموعة عشرة أو ما شابه ذلك وليس بأحدكم مسؤل في أمر ما ماذا سيحصل ؟ فوضوية

 لابد من ضبط ولا يمكن أن يكون هناك ضبط إلا بولاية شرعية

والكلام هذا لا نقوله من باب أننا لا نحزن على ما يصيب المسلمين لكن هذا واقع المسلمين وأنت على حسب وسعك وطاقتك { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }

القاعدة الشرعية لا واجب مع العجز

والجهاد ولو وجب مع العجز لا يجب

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } علينا بالدعاء

ولكن بعد الناس حقيقة حتى من بعض طلاب العلم عن كتب السلف التي بها آثار يعرف البعض يتخبط ، لكن لو قرئت كتب الآثار فيما نقله أهل السنة والجماعة من آثار لفهموا النصوص الشرعية الفهم الصحيح بل إن بعض هؤلاء من يتكلم ربما أنه ما يعرف شيئا من شروط الجهاد

لو قيل له مثلا : أقل متن في الفقه فيما يتعلق بالجهاد هل قرأته وإذا قرأته هل ضبطته فيما يتعلق بجزئياته ؟

أيضا هل قرأت متنا وضبطته في معتقد أهل السنة والجماعة ؟

قد يذهب بعضهم ويتلقاه التكفيريون وإذا به يعود بفكر آخر

قد يقع في صوفية عباد قبور يستغيثون بغير الله

فتضيع عقليته

 ولذلك ماذا قال تعالى { فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }

لابد من العلم الشرعي لا جهاد من غير علم شرعي ، ولذلك أعظم المدن الإسلامية وهي المدينة النبوية ما فتحت إلا بالعلم الشرعي

 يدل هذا على أن الناس بحاجة إلى أن يتعلموا العلم الشرعي وأن يعلموه لكن ماذا أفادت الخطب الحماسية والعاطفية وما شابه ذلك

الواقع يشهد بهذا

ولذلك ابن عثيمين رحمه الله في القضايا السابقة سمعته وهو يقول لما ناقشه الشباب وكان بعضهم صاحب عاطفة قال لا تأخذوا بكلامي انظروا إلى الواقع

الواقع انظروا إليه ماذا يحدث في تلك البلدة ؟ وفي تلك البلدة ؟

 ولذلك ابن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح مسلم يقول ” السعيد من وعظ بغيره “

الإنسان ينظر إلى الواقع

 

ولذلك الصحابة رضي الله عنهم خباب رضي الله عنه لما أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردته عند الكعبة قال ( ألا تستنصر لنا ؟ )

فما كان من أحدهم أنه يذهب بنفسه ، لم ؟ لأن الحال حال الضعف ، ولذلك كان الجهاد محرما في مكة كما قال ابن القيم رحمه الله كان محرما لا يجوز الجهاد لأن المسلمين في ضعف

لكن لما هاجروا من مكة إلى المدينة لم يلزموا بالجهاد { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }

ثم بعد ذلك أتت مراحل الجهاد مرحلة مرحلة كذلك تطبق هنا لضعف المسلمين ، تطبق مراحل الجهاد

 

والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله )

ذورة السنام الأعلى يعني الأمة لا يمكن أن تعلوا إلا بالجهاد لكن بالجهاد الشرعي وللمسلمين قوة