من تخالطه في المجالس أو تتابعه في وسائل التواصل هو(غذاء أو دواء أو داء أو هلاك)

من تخالطه في المجالس أو تتابعه في وسائل التواصل هو(غذاء أو دواء أو داء أو هلاك)

مشاهدات: 566

من تخالطه في المجالس أو تتابعه في وسائل التواصل هو (غذاء أو دواء أو داء أو هلاك)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كثرت المخالطة في هذا الزمن ولاسيما في وسائل التواصل أو حتى في المجالس

والمخالطة إما أن تكون مخالطة مع أشخاص مخالطتهم إما أن تكون غذاء أو دواء يعني علاجا أو داء يعني مرضا أو هلاكا وقد وضح ذلك ابن القيم اجمل توضيح في كتابه بدائع الفوائد فقال رحمه الله : الأول من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة فإذا أخذ حاجته منه ترك تلك المخالطة فإذا احتاج إليه خالطه وهكذا على الدوام ، وهم العلماء بالله أن يخالط العلماء بالله وبأمره حتى يبينوا له شرع الله فهذا في مخالطته كما قال الربح

الثاني من مخالطته كالدواء : يعني كالعلاج يحتاج إليه عند المرض فما مدمت صحيحا فلا حاجة لك في مخالطته وهو من من لا يستغنى عنه في مخالطة أمور دنياك من المعاملات والاستشارات ونحوها فإذا انتهت حاجته من مخالطته وبقيت معه انتقلت إلى القسم الثالث وهو من مخالطته كالداء يعني كالمرض وهم يختلفون باختلاف مراتبهم وأنواعهم وقوتهم وضعفهم

فكما قال منهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من  لا تربح معه لا في دين ولا في دنيا بل لابد أن تخسر معه الدين والدنيا أو أن تخسر أحدهما فإذا قويت مخالطتك له واتصلت به فهو الموت المخوف ومنهم من هذا الصنف الذي مخالطته مرض وداء منهم من مخالطته كوجع الضرس يشتد ضربا عليك فإذا فارقك سكن الألم ومن هم من هذا القسم وهو من مخالطته مرض وداء من هو كحمى الروح هو الثقيل البغيض  الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ولا يعرف نفسه حتى يضعها في منزلتها بل إن تكلم فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به فهو يحدث من فمه كل  من تحدث ويظن أنه مسك يطيب به المجلس ، وإن سكت فأثقل من نصف  الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها ولا يطاق جرها على الأرض

قال ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا النوع وليس له بد من معاشرته ومخالطته فهنا إذا كان لابد له من معاشرته ومخالطته كأن يكون في عمل من الأعمال فيقول فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا

النوع الرابع في المخاطلة من مخالطته الهلاك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم فإن اتفق لأكله علاج وإلا فأحسن الله فيه العزاء

قال وما أكثر هذا النوع في الناس لا كثرهم الله وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيجعلون البدعة  سنة والسنة بدعة والمعروف منكرا والمنكر معروفا إن جردت التوحيد بينهم يعني بينت التوحيد تبيينا واضحا قالوا تنقصت جناب الأولياء والصالحين إن حققت المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم قال أهدرت الأئمة المتبوعين

إن وصفت الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير غلو ولا تقصير  قالوا أنت من المكذبين وإن أمرت بما أمر به الشرع من المعروف ونهيت عما نهى عنه الشرع قالوا أنت من المفتنين وإن اتبعت السنة وتركت ما خالفها قالوا أنت من أهل البدع المضلين وإن انقطعت إلى الله وخليت بينهم وبين جيفة الدنيا قالوا أنت من المبلسين وإن تركت ما أنت عليه واتبعت أهواءهم فأنت عند الله من الخاسرين وعندهم من المنافقين

قال فالحزم كل الحزم أن تلتمس مرضات الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بإغضابهم وألا تشتغل بعتابهم ولا باستئتابهم ولا تبالي بذمهم ولا بغضهم

ولا شك أن هذا كلام نفيس منه فليحرص المسلم على تطبيقه في هذه الأزمان مع كثرة المخالطة في المجالس أو في وسائل التواصل فالمخالطة والمتابعة في وسائل التواصل هي أعظم من المخالطة في المجالس لكثرتها في هذا الزمن وتنوعها .