من خصائص يوم الجمعة ـ الجزء السابع

من خصائص يوم الجمعة ـ الجزء السابع

مشاهدات: 582

من خصائص يوم الجمعة ـ الجزء السابع

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نكمل في هذا اليوم الخصائص والفوائد المتعلقة بهذا اليوم العظيم ألا وهو يوم الجمعة

من خصائص يوم الجمعة :

أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يكثر من قراءة سورة ” ق ” على منبر يوم الجمعة لما جاء في صحيح مسلم من حديث أم هشام بنت النعمان بن الحارث

ولذا ينبغي للائمة أن يطبقوا هذه السنة التي تكاد تهجر من قبل كثير من الخطباء

ومن خصائص يوم الجمعة كما أسلفنا :

أن ابن القيم قال حسب منامات لها وذكرتها في الجمعة الماضية من أن الموتى يعرفون زوارهم يوم الجمعة أكثر منهم بمعرفتهم في الأيام الماضية

لكن لو قال قائل :

أتعرف الموتى زوارها في سائر الأيام ؟

فالجواب : نعم

ما الدليل ؟

الدليل :

كما قال رحمه الله في كتابه الروح قال :

يسمى زائر المقبرة يسمى زائرا

فالآتي للمقبرة يسمى زائرا

والمزور إذا زاره أحد لابد أن يعرف من هو هذا الزائر وإلا لم يصح أن يطلق عليه أنه زائر

ثانيا :

أن الزائر يسلم على أهل المقابر وإذا كان يسلم فهذا يدل على أن الميت يعرف زائره وإلا لما كان في هذا السلام معنى

ثالثا :

 ورد حديث صححه ابن عبد البر واحتج به ابن القيم وضعفه غيره كابن رجب : حديث ” ما من مسلم يمر على قبر مسلم يعرفه في الدنيا إلا رد الله عليه روحه حتى يسلم عليه “

 

ومن خصائص يوم الجمعة :

أنه يستحب للخطباء ألا ينسوا خطبة الحاجة

التي هجرت بل إن بعضهم ربما أنه يخطب في مقدمته بخطبة تشير إلى موضوعه وربما أتى بها وفيها من السجع المتكلف

ما هي خطبة الحاجة ؟

خطبة الحاجة :

رواها ستة من الصحابة رضي الله عنهم ابن مسعود وابن عباس وأبو موسى الأشعري وعائشة وجابر ونبيط بن شريط ورواها الزهري والزهري ليس بصحابي

ما هي خطبة الحاجة ؟

خطبة الحاجة قال ابن مسعود رضي الله عنه لما ذكرها عند أبي داود قال علمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام خطبة الحاجة فقيل له ؟

أفي النكاح ؟

يعني في الزواج في  ثنايا عقد الزواج

قال : في النكاح وفي غيره

ظاهره أنه من قول ابن مسعود والطيالسي ذكر عن شعبة أنه من قول أبي إسحاق

إذاً قال في خطبة الجمعة وفي خطبة النكاح وفي غيرها

ومما يدل على أن خطبة الحاجة تكون عند كل حاجة كنكاح وجمعة ونحو ذلك :

ما جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس أن ضمادا وهو من أزد شنوءة كما عند مسلم أتى إلى مكة وسمع سفهاء قريش يقولون إن محمدا به ريح يعني به جنون فقال ضماد : لعلي ألقاه وكان يرقي لعل الله يشفيه

فلقيه فقال عليه الصلاة والسلام ( إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله  )

فقال ضماد : أعد علي هذه الكلمات

فأعادها عليه ثلاث مرات

فقال سمعت كلام السحرة وكلام الكهنة وكلام الشعراء والله إن هذه الكلمات إنها لتبلغ ناعوس البحر أو قاموس البحر

يعني لجة ووسط وعمق البحر

” ابسط يدك لأبايعك ” فبايعه

ذكرها خطبة الحاجة في غير النكاح

ما هي خطبة الحاجة ؟

جاء في المسند والسنن :

( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا كمضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) ويقرأ الآيات الثلاثة

ما هي ؟

التي في سورة آل عمران { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون }

والآية التي في سورة النساء { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

والآية التي في أواخر سورة ألأحزاب { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

قال الألباني في تمام المنة : وأحيانا يدع قراءة هذه الآيات

إذاً هذه خطبة الحاجة

فينبغي ألا يدعها الخطباء وألا يدعها أي عاقد نكاح على سبيل الاستحباب لو تركت أحيانا في ثنايا الجمعة فلا إشكال ، لكن ليكن الأكثر أن يقولها

وأما ما جاء من زيادة :

نستهديه ونستنصر به فهي عند الشافعي في الأم لكنها منكرة لوجود إبراهيم بن محمد الأسلمي وقد كذبه الأئمة

 

وما جاء من حديث :

عند أبي  داود والبيهقي عن رجل من بني سليم أنه قال :

خطبت أمامة بنت عبد المطلب إلى النبي عليه الصلاة والسلام فنكحني إياها من غير أن يتشهد

هذا الحديث ضعيف

ولو صح فإن المقصود منه أنه لو تركها أحيانا فإن هذا من السنة

وهنا لطيفة :

ذكرها شيخ الإسلام كما ذكرها عنه تلميذه ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود ما هي ؟

هنا ” إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا “

أتى بصيغة الجمع بينما لما أتى بالشهادة قال ” وأشهد ” ولم يأت بصيغة الجمع ولم يقل ونشهد

 

فلم التفريق ؟

فالجواب عن هذا :

من وجهين :

 الوجه الأول : قال شيخ الإسلام قال لأن الشهادة لا يتحملها أحد عن أحد بينما الاستغفار والاستعاذة والاستغفار يتحملها الغير فيجوز للمسلم أن يستغفر الله لأخيه المسلم وأن يستعيذ بالله لأخيه المسلم ولذلك نقول : اللهم اغفر لنا وأعذنا

فدل هذا على الجواز

لكن هنا رواية  ” نحمده  ” والحمد لا يتحمله أحد على أحد

وهي ثابتة كما في حديث ابن عباس عند مسلم ومن طريقين من حديث ابن مسعود والحمد لا يتحمله أحد عن أحد

فما الجواب ؟

الجواب : أنها أتت مع نسق نستغفره فدل هذا على إتيانها بصيغة الجمع

الوجه الثاني :

وهو عندي أحسن : أنه أتى بصيغة الجمع في هذه الأشياء المذكورة

لم ؟

لأنها طلب يعني دعاء ويندب للمسلم إذا دعا أن يدعو لإخوانه المسلمين معه بينما الشهادة ليست دعاء وإنما هي إخبار عما في قلبك

فأنت تخبر عما في قلبك لكن لا يمكن أن تخبر عما في قلوب غيرك وإنما تخبر عما نطقوا به وتكلموا به ولذا أتى هذا الفرق بينهما

هذه هي خطبة الحاجة والتي نحرص دائما على أن نقولها من باب أنها من السنن

ويستحب للخطيب أحيانا :

أن يقول بعد أما بعد :

إن خير الحديث كما عند مسلم من حديث جابر بن عبد الله كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم وكان يقول بعثت أنا والساعة كهاتين ، ويصح بعثت أنا والساعةَ كهاتين منصوب على المفعولية لأجله ثم يقول ” أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهَدي ، وتضبط الهُدى وخير الهُدى هدي محمد وشر الأمو ر محدثاتها وكل محدثة بدعة  “

 

ومن الفوائد المدرجة في يوم الجمعة :

أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا عرض عليه أمر وهو يخطب قطع الخطبة مثل ماذا ؟

عند مسلم :

أمر سليك الغطفاني أن يقوم فيصلي ركعتين

في سنن أبي داود والنسائي :

لما تخطى ذلكم الرجل الناس قال ” اجلس فقد أذيت ” وفي زيادة ابن ماجه ” فقد أنيت ” يعني تأخرت المجيء

والنبي عليه الصلاة والسلام لما جاءه أبو رفاعة كما عند مسلم أتاه وهو يخطب قال أتيت النبي عليه الصلاة والسلام وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب لا يدري ما دينه فقطع النبي عليه الصلاة والسلام خطبته وأتي بكرسي قال أحسب قوائمه من حديد فجلس فعلمني مما علمه الله ثم قام إلى خطبته فأتمها

وفي السنن لما رأى الحسن والحسين يعثران في ثوب لهما نزل عليه الصلاة والسلام ثم أخذهما

 

ومن الفوائد المدرجة :

أن الخطيب إذا دعا لا يرفع يديه ولا يرفع المأمومون أيديهم إلا في حالة الاستسقاء كما جاء في الصحيحين وما عداها من دعاء فلا

وكان إذا دعا عليه الصلاة والسلام في الخطبة من غير استسقاء وحتى في الاستسقاء لم يكن ليستقبل القبلة وإنما كان يستقبل أصحابه

وبالتالي :

فإنه عليه الصلاة والسلام لا يرفع يديه وإنما عند ذكر الله والدعاء يشير بأصبعه السبابة

ولذلك عمارة بن رؤيبة كما عند مسلم لما رأى بشر بن مروان يرفع يديه قال قبح الله هاتين اليدين ما رأيت النبي عليه الصلاة والسلام إلا يقول هكذا وأشار بأصبعه السبابة

ومن هنا :

ما يفعله بعض الخطباء من تحريك اليدين في ثنايا الخطبة على وجه الاستمرار هذا لا يعلم له أصل في السنة إلا إن دعت الحاجة كأن يبين شيئا فلا إشكال

والدليل ما جاء عند مسلم من حديث ابن عمررضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام لما قال ” يأخذ الله السموات والأراضين بيده ويقول أنا الملك فيقبض أصابعه ويبسطها قال ابن عمر قال فرأيت المنبر يهتز من أسفله فقلت آلمنبر ساقط برسول الله عليه الصلاة والسلام ؟

على التسليم بأن هذه الخطبة خطبة جمعة

إذاً ما يفعل على جه الدوام من تحريك اليدين من قبل الخبطاء هذا لا يعلم له اصل في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام إلا لحاجة فلا إشكال في هذا

 

ومن الفوائد المدرجة هنا في يوم الجمعة :

أنكم ترون بعض الخطباء يعتمد على عصا في الخطبة

ليعلم :

أنه جاء حديث عند أبي داود وحسنه ابن حجر من أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعتمد على العصا إذا خطب إذا كان في الحضر وإذا كان في الحرب اعتمد على قوس

حديث ثابت

لكن هذا متى ؟

قبل أن يتخذ المنبر لكن لما اتخذ المنبر كما قال ابن القيم لم يعتمد على عصا ولا على قوس قال وما يظنه أنه كان يعتمد على سيف إشارة إلى أن الدين إنما قام بالسيف قال فهذا كلام باطل إنما هو ظن الجهال

قلت : لم هو باطل ؟

لأن دين الله ما قام بالسيف ما قام إلا بالعلم ، أكبر مدينة وهي أعظم مدينة وهي المدينة ، المدينة النبوية ما فتحت بالسيف إنما فتحت بالعلم

السيف ينفذ فيما لو أن أعداء الدين وقفوا عثرات حجر أمام الناس بالدخول في الدين هنا السيف منفذ

وإلا فالدين ما قام بالسيف

إذاً كان يعتمد على عصا قبل اتخاذه المنبر

لم ؟

لأنه عليه الصلاة والسلام كان إذا خطب يستند على جذع فأتاه رجل فقال ألا أصنع لك منبرا فصنع له منبرا من ثلاث درجات يقعد على الدرجة الثانية فلما صعد عليه الصلاة والسلام المنبر حن الجذع شوقا إلى ذكر الله فنزل عليه الصلاة والسلام حتى سمع صوته الصحابة فاحتضنه عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري

عند أحمد وغيره قال ” لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة  “

وعند الدارمي ” أصبح له خوار كخوار الثور فأمر عليه الصلاة والسلام بدفنه فدفن “

ولم يكن المنبر في وسط المسجد وإنما في الجهة الغربية كما قال ابن القيم

 

ومن الفوائد المدرجة في يوم الجمعة :

أن النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث معاذ بن أنس عند أحمد وأبي داود نهى عن الحبوة بكسر الحاء وبضمها الحُبوة والإمام يخطب

ما هو الاحتباء ؟

أن يقعد على إليتيه وينصب ساقيه ويربط ساقيه مع ظهره بحبل أو بيديه هذا هو الاحتباء

ويسمى بالحبية

ولا يعرفه إلا العرب أتدرون أن العرب تسمى الاحتباء تسميه جدارا حائطا ؟

لأنهم في الصحراء يستخدمونه فيكونوا بمثابة الحائط والجدار الذي يستند إليه إذا كانوا في فلاة من الصحراء

ولذا الصحيح أنه ينهى عن الاحتباء والإمام يخطب يوم الجمعة

فعله بعض الصحابة لبيان الجواز فلا إشكال

لكن الأولى بالمسلم لأن هناك من يرى أنه يمنع المسلم منعا باتا من الاحتباء والإمام يخطب

قبل الخطبة لا إشكال في ذلك

النهي فقط هنا والإمام يخطب

إذاً إذا كان الاحتباء نهي عنه إذاً كما قال الخطابي في معالم السنن الاستناد إلى الجدار والإمام يخطب أعظم من الاحتباء

لم  ؟

لأن العلة الموجودة في الاستناد إلى الجدار أعظم من العلة في الاحتباء

لماذا نهي عن الاحتباء والإمام يخطب ؟

خيفة من أن ينتقض وضوؤه وخيفة من أن يغلبه النعاس

ومعلوم أن الاستناد إلى الجدار أعظم في هذا من الاحتباء

وأما ما جاء من حديث النهي عن الاحتباء مطلقا فهو محمول على ماذا ؟

محمول على أن من عليه ثوب واحد ربما أنه في ثيابهم السابقة ليس في ثيابهم أنهم كانوا لا يلبسون السراويل إلا عند الندرة فربما لو أنه احتبى ظهرت عورته

ولذا احتبى النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في بعض الأحاديث

لكن أنه هنا والإمام يخطب

 

ومن الفوائد المدرجة :

هنا : التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة

نهى النبي عليه الصلاة والسلام كما في المسند والسنن من حديث ابن عمرو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن التحلق يوم الجمعة سواء قل العدد أو كثر خلافا للطحاوي الذي تجاوز في القل

إذاً التحلق منهي عنه قبل الصلاة

لم ؟

لأن الناس مأمورون بخطب عظيم وهو التبكير إلى صلاة الجمعة والذهاب إلى الصفوف الأول والتراص فيها والاستماع للخطبة والتفرغ لذلك

ولذلك الصحابة ما كانوا يفعلونه وإنما إذا أتوا صلوا

والنهي عن التحلق يوم الجمعة يدل على أنه يجوز بعد صلاة الجمعة وكذلك يجوز في الأيام الأخرى

وقد جاء في لفظ عند أحمد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الحلق جمع حلقة بإسكان اللام أيصح أن نقول حلَقَة  ، الآن معظم ما نتحدث به نقول في الجمع حلقات حلقة

أنكرها بعض علماء اللغة وجوزها سيبوبه إذاً الكثرة والتي لا خلاف فيها أن تقول عن الحلقة الحلْقة ولا تقل حلقة إن قلت حلَقة فقد جوزها بعض أهل اللغة ولا إشكال في ذلك لكن الأحسن والأنسب أن تقول الحلقة وليس الحلقة

يقول الخطابي يقول كان أحد مشايخنا

انظروا ابن آدم ضعيف ولو كان عالما الإنسان يعتريه الضعف  فلا أحد يغتر بعلمه ولا بحفظه ولا بفهمه أنت ضعيف

يقول الخطابي كان أحد مشايخنا يقرأوها نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الحلْق قبل الجمعة فيقول لما قرأها قلت إنما هي نهى عن الحِلق قال والله إني من أربعين سنة لفي حرج لا أحلق شعري قبل الصلاة

فيقول فدعا لي وجزاني خيرا قال وكان من المشايخ الفضلاء نعم لأنه رجع إلى الحق ولو كنت عالما ولو كنت شيخا فيجب عليك أن ترجع إلى الحق

فخلاصة القول :

 أن التحلق منهي عنه منه عليه الصلاة والسلام

فالنبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم من حديث عمار قال ” إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه  “

يعني علامة من فقهه  ” فأطيلوا الصلاة واقصروا الخبطة وإن من البيان لسحرا “

وجابر بن سمرة كما عند مسلم قال ” كانت صلاة النبي عليه الصلاة والسلام وخطبته  قصدا  “

إذاً :

الأصل في الخطب التخفيف لكن ما هو هذا التخفيف ؟

التخفيف أمر نسبي

وليس معنى ذلك أن التخفيف ما يفعل من إلقاء الخطبة هكذا دون تحضير ودون إعداد فما يفعل من قبل البعض كأنه أمر ثقيل على رأسه يريد أن يتخلص منه

والله إن كل خطيب لمسئول أمام الله ولاسيما في هذا الزمن عما يقوله

لم ؟

لأن الناس يجلسون لك وهو الوقت الوحيد الذي يأتي المسلم من طوع اختياره وقد فرغ قلبه ووقته لك من أجل أن يسمع منك خيرا أما أن تلقى الخطب من قبل بعضهم هكذا على أنها خطبة وانتهى الأمر دون أن يخرج الناس من غير فائدة فإنه محاسب

ولذلك قال ابن القيم ” كانت خطبة النبي عليه الصلاة والسلام لتقرير التوحيد ولبيان أصول الإيمان وما أعده الله لأوليائه ولأهل معصيته قال فيخرج الصحابة بعد خطبته وقد أحبهم وأحبوه وقد أحبهم وأحبوه “

ولكن :

الأصل هو التخفيف لكنه تخفيف نسبي

ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام خطب بـ ” ق ”  كما عند مسلم يقرأ آية آية ويتأني

ولذلك هو عليه الصلاة والسلام خطب كما عند مسلم فقال في خطبته { وَنَادَوْا يَامَالِكُ }

عمر رضي الله عنه كما عند البخاري من حديث ربيعة التيمي خطب بسورة النحل حتى بلغ السجدة

انظر من أول سورة النحل إلى السجدة طويلة جدا ومع ذلك الأمر يعود إلى تحقيق المصلحة ليست إطالة مملة وأيضا لا تقصير مخل وإنما بقدر ما يحرص المسلم على إعطاء الخير لإخوانه

ولذلك لم يقل عيله الصلاة والسلام إن من فقه الرجل أن تكون صلاته أطول من خطبته

لم يقل هذا ، الحديث لم يرد بهذا وإنما ورد بالنص الذي ذكرته لكم آنفا

 

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد والترمذي

” ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر  “

هذا الحديث وإن حسنه الألباني بمجموع طرقه إلا أن الترمذي قال إسناده  غريب ليس بمتصل

ابن حجر في الفتح قال هو حديث ضعيف وجاء عند أبي يعلى من حديث أنس بإسناد أضعف قال ولذلك بوب البخاري فقال باب موت يوم الاثنين

قال كأنه يشير إلى تضيعف الحديث الذي فيه فضل الموت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة

وذكر حديث عائشة من أنها رضي الله عنها دخلت على أبيها كما عند البخاري فقال كم كفنتم رسول الله عليه الصلاة والسلام في ثوب ؟

قالت في ثلاثة أثواب بيض سحولية

قال : في أي يوم مات ؟

قالت : مات يوم الاثنين

سبحان الله !

ابنته ، يريد أن يخفف عنها وهو يعرف كم كفن النبي عليه الصلاة والسلام وهو يعرف أنه مات يوم الاثنين

لكن لم ؟

توطئة لها حتى تصبر لأن هذا الوقت وقت أجله ؛ ولذلك قال إني لأرجو فيما بيني وبين الليل

ولذا حدث بعد سبحان الله فضل الله يؤتيه من يشاء ، يعني عنده يقين وعنده تحمل من أن الموت قادم ومع ذلك يقول هذا الكلام وكان عليه ثوب به أثر زعفران مما يمرر فقال :”  اغسلوا هذا وضعوا معه ثوبين وكفنوني بها “

فقالوا إنه خلق يعني قديم

قال : الحي أولى بالجديد من الميت وإنما هو للمهلة

يعني للصديد

وبالتالي مات في تلك الليلة ودفن قبل أن يصبح يوم الثلاثاء

فنسأل الله أن يرزقنا اليقين والصبر الذي رزقه هؤلاء وهي أيضا منقبة له إذا مات رضي الله عنه في اليوم الذي مات فيه صاحبه عليه الصلاة والسلام وعن عمر رضي الله عنه هو ثلاث وستون سنة كما مات عليه الصلاة والسلام