( من مفطرات الصوم )

( من مفطرات الصوم )

مشاهدات: 519

محاضرات وكلمات

من مفطرات الصيام

فضيلة الشيخ  : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــ

ذكرنا في الدرس الماضي شيئا من مفطرات الصيام ونستكمل في هذه الليلة ما بقي من مفطرات إن سمح لنا الوقت :

من المفطرات :

التقيؤ عمدا :

يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في السنن :

((  من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء عمدا فليقض  ))

هذا الحديث بين فيه النبي عليه الصلاة والسلام أن القيء على نوعين :

إما أن يكون طبيعة بالغلبة و الهيجان :

وهذا لا أثر له على الصوم

وإما أن يكون بالاستدعاء والطلب :

فهذا مما يؤثر في الصيام ومما يخل بصيام المسلم

وابن القيم في كتابه الطب النبوي : تحدث عن أنواع الاستفراغ وأن منه ما يكون بالهيجان والغلبة وأن منه ما يكون بالاستدعاء والطلب

وتحدث عنه من الناحية الصحية

فيقول : ” إن التقيؤ عن طريق  الغلبة والهيجان )

بمعنى أن الإنسان لا يطلب هذا القيء

يقول :  لا يستحسن دفعه

من حيث الصحة لا يستحسن دفعه إلا إذا كثر وخيف  منه هنا يمسكه بالأدوية المناسبة

وإذا لم يكثر فيستحسن أن لا يمسكه من حيث  الصحة

أما بالاستدعاء والطلب :

كون الإنسان بنفسه يستدعي القيء

فيقول : الإكثار منه يضر بالمعدة

ويقول : يستحسن أن يفعل مرتين في الشهر

في أوقاته المناسبة

لكن يقول :

البعض من الناس كلما ملأ بطنه استفرغ ما في معدته

وهذا يضر المعدة ويسرع بالإنسان إلى الشيخوخة ويتعب أحشاءه وأمعاءه

إذاً :

إذا كان طريق الغلبة والهيجان فالأفضل تركه إلا إذا خاف منه على نفسه فيمسكه بالأدوية المناسبة

وأما إذا كان بالاستدعاء والطلب :

فيقول : الأفضل في الشهر مرتين

ويقول : الأنسب في التقيؤ أن يكون في الأوقات الحارة

أما الأوقات الباردة فلا يستحسن من الناحية الطبية

لماذا ؟

يقول رحمه الله : لأن الأخلاط في الوقت الحار تكون رقيقة فترتفع أعلى المعدة فكان من المناسب أن يكون التقيؤ في فصل الصيف أو في  زمن الحرارة

أما في فصل الشتاء “

فيقول : ” إن الأخلاط تكون غليظة وتكون مستقرة في أسفل المعدة ، والأفضل في فصل الشتاء في الأوقات الباردة يقول : الأفضل الإسهال

إذاً :

الإسهال في فصل الشتاء في الأوقات الباردة أفضل من التقيؤ

والتقيؤ في الأزمنة الحارة أفضل من الإسهال

 

 

ومن ثم :

يقول رحمه الله :

((من الأفضل بعد التقيؤ أن يشرب عصير التفاح فإنه يكون مناسبا في تلك اللحظة للمعدة ))

إذاً  :

نقول :

إن تقيأ عمدا فعليه القضاء

فيكون من المفطرات

وإن غلبه القيء فلا شيء عليه

والتقيؤ عمدا لا ينحصر فقط بإدخال الإصبع في الفم

لا

قد يكون بعصر البطن

قد يتعمد أن يشم رائحة كريهة أو ينظر إلى شيء كريه فيستدعي ما في بطنه

فيكون بذلك أفسد صومه

من أنواع المفطرات :

ا لأكل والشرب

قال تعالى :

((وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ))

فدل على أن الأكل والشرب ممنوع منه الصائم من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس

يا ترى :

ما هو ضابط الأكل والشرب ؟

وكيف يكون الإنسان مفسدا لصومه بالأكل والشرب ؟

الأكل والشرب هو :

إيصال المأكول والمشروب إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف أيا كان نوع المأكول أو المشروب

يعني :

أي شيء مأكول أو مشروب ضار أو نافع محرم أو غير محرم يوصله إلى الجوف عن طريق الفم أو طريق الأنف

فإنه يفسد صومه

لو قال قائل :

هذا الفم معروف أنه طريق للأكل

لكن ما الدليل على أن الأنف مدخل من مداخل الطعام ؟

الدليل :

قال شيخ الإسلام :

جاء في حديث لقيط بن صبرة في السنن :

قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( وبالغ في الاستنشاق ))

الاستنشاق عن طريق الأنف

(( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ))

فدل على أن الأنف إذا أدخل فيه مأكول أو مشروب يؤثر على الصيام لأنه استثنى :

(( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ))

ومن هنا :

فقطرة الأنف إن وصلت إلى الجوف أفسدت الصيام

قطرة الأذن ؟

لا تفسد

 

قطرة العين ؟

لا تفسد

ولو أحس بطعمها في حلقه

لماذا ؟

لأنه لم يدخلها عن طريق الأكل والشرب المعروف

ما هما طريقا الأكل والشرب ؟

الفم والأنف

ومن هنا :

فاستنشاق الروائح الزكية لا يؤثر على الصوم

لأنه لا جرم لها

كذلك البخور لا يؤثر

لكن الذي يؤثر استنشاقه البخور

 لأن البخور له جرم رقيق فإذا تبخر وشم رائحة البخور فلا يفسد الصوم

ولكن ما الذي يفسده إذا استنشقه أي إذا جذبه بنفَسِه إلى جوفه

وإن كان الأفضل والأحسن والأكمل :

أن يؤخر ذلك إلى الليل

وكذلك الكحل  لا يؤثر في نهار رمضان

وإن كان الأحسن أن يؤخره الرجل أو المرأة إلى الليل

هناك شيء يلحق بالأكل والشرب :

الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب

أما غيرها من الإبر:

فلا تؤثر

إذاً :

الذي يؤثر على الصائم من الإبر ماذا ؟

المغذية فقط

أما ما عداها من الإبر فلا تؤثر

وإن كان الأفضل أن يؤخرها إلى الليل

ولكن لا يلزم فلو استعملها بالنهار فلا شيء عليه

إنما المؤثر الإبر المغذية

أيضا مما يلحق بالأكل والشرب :

حقن الجسم بالدم :

تصور :

لو أن إنسانا أصيب بحادث واحتاج إلى دم

أو لم يصب بحادث وإنما احتاج لكون عنده  فقر دم واحتاج أن يحقن دما وهو صائم  فيفسد صومه

لماذا ؟

لأن الدم هو غاية وأصل الغذاء

ثم إن حقن الدم في المريض لا يجوز إلا للضرورة

إذا خشي على المريض من الموت يحقن بالدم

لأن الدم محرم

((إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ ))

فالدم محرم إلا إذا دعت الضرورة ولا يجوز أخذ  العوض  عليه

تصور :

لو أن إنسانا احتاج إلى دم وبحث عن الدم ولم يوجد إلا عند إنسان وقال هذا الإنسان : لا أعطيكم الدم إلا  بمبلغ من المال فلا يجوز هذا

لأن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه

لكن لو كان هذا الإنسان لا يعبأ بالمحرمات أهم شيء أن يتوصل على المال بأي طريقة كانت :

هنا :

فيجوز دفع المال إليه ويكون الإثم على الآخذ

كثيرا ما يسأل الناس عن بخاخ الربو ؟

أفتى العلماء بأنه لا يفطر مع العلم أنه يؤخذ عن طريق  الفم ؟

لأنه لا يصل إلى الجوف وإنما يصل إلى الرئتين

فهو أبخرة تصل إلى الرئتين فقط و لاتصل إلى الجوف حسب إفادة الأطباء

بعض الناس :

مبتلى بمرض  غسيل الكلى  – نسأل الله عز وجل لجميع مرضى المسلمين الشفاء ونعوذ بالله من سيء الأسقام

من عنده غسيل كلى :

هذا الغسيل يؤثر على الصيام ويفسد الصيام

لأن مع الغسيل توضع بعض الأدوية حسب إفادة الأطباء

وبالتالي يؤثر هذا الغسيل على صومه

وإذا كان لا يستطيع  بعد رمضان أن يقضي ما عليه فإنه يكون في حكم المريض الذي لا يرجى برؤه ويطعم عنه

هذا إذا لم يستطع

أما إذا استطاع فإنه بعد رمضان يقضي ما أفطره في شهر رمضان

أيضا من المفطرات :

الحجامة

ومثلها في هذا الوقت التبرع بالدم

يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في سنن أبي  داود :

(( أفطر الحاجم والمحجوم ))

المحجوم : أخذ  منه الدم أفطر

لكن ما بال الحاجم ؟

قال العلماء : لأن الحاجم يمص الدم فربما نزل  مع الهواء شيء من الدم فنزل إلى جوفه فيفطر بذلك

وإذا كانت الحكمة خفية علق الأمر بمظنتها

الآن :

النائم لو نام على وضوء ثم استيقظ انتقض  وضوؤه:

هل نحن متأكدون أنه خرج منه شيء

لا

لكن لما كان الغالب أن النائم تسترخي أعضاؤه خرج منه شيء

فلما كانت الحكمة خفية علق الحكم بمظنتها

ولهذا :

الآن وجد بعض آلات الحجامة الحديثة بدون أن يمص الحاجم الدم

ومن هنا :

لو وضع هذه الآلة فلا يؤثر على صيام الحاجم لأنه لم يسحب الهواء  بنفسه وإنما بهذه الآلة

والحجامة:

 لها فضل والنبي عليه الصلاة والسلام حث عليها

جاء في سنن ابن ماجه :

قال النبي عليه الصلاة والسلام : ((  ما مررت ليلة أسري  بي على ملأ من الملائكة إلا قالوا : يا محمد مر أمتك بالحجامة “))

وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين :

(( أنفع ما تداويتم به الحجامة ))

يقول ابن القيم :

هذا الحديث :

(( أنفع ما تداويتم به الحجامة ))

يقول : هذا خاص بمن يسكن في الأماكن الحارة فإنه يخاطب سكان الحجاز

ولهذا يقول : الحجامة لمن مزاجه حار عصبي أو من يسكن في الأماكن الحارة فالأفضل له الحجامة لأنها تستخلص الدم من سطح الجلد

أما من يسكن في الأماكن الباردة  فالأفضل له الفصد

الفصد :

هو أن يأتي للعرق ويقطع شيئا منه فيخرج الدم

فيقول : هذا أنفع لمن يسكن في الأماكن الباردة

أما الأماكن الحارة فالأفضل لها الحجامة

والحجامة وردت فيها أحاديث  كثيرة :

يقول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( ما على من احتجم ألا يتداوى بشيء لشيء ))

يقول : من كان يداوم على الحجامة لا يحتاج إلى أن يتداوى بأي شيء من الأدوية

والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر الجلطة التي تعرف الآن في هذا الوقت ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام :

قال كما في سنن ابن ماجه

قال : (( احتجموا لسبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين و لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله ))

(( و لايتبيغ ))

هو تردد الدم في مجراه

يقول : ((و لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله ))

إذاً :

ذكر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الداء العضال الموجود في هذا الزمن

ولكن بين أن العلاج الأنفع أو التوقي  من هذا المرض  ما هو ؟

الحجامة

طيب :

أفضل أوقات الحجامة في الليلة السابعة عشرة أو التاسعة عشرة أو إحدى وعشرين

والأفضل أن تكون على الريق

أما لو احتجم الإنسان وهو شبعان كما قال ابن القيم : (( فإنها تورث أمراضا ))

أفضلها :

ما كان على الريق

فلماذا كان أفضل أوقاتها في ليلة سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين )) ؟

ثوران الدم يكون وقته في وسط الشهر وقبيله وبعيده

أما في أول الشهر فالدم ساكن لم يهج بعد

وفي آخر الشهر الدم بعد فورانه سكن

ولهذا كان من الأنفع في وسط الشهر

وقبيل الصوم

ليالي البيض

ما هي ليالي البيض ؟

ثلاث عشرة

أربع عشرة

خمس عشرة

إذا لم يتيسر للإنسان فلا ينسى الحجامة :

إما ليلة  : سبع عشرة

أو تسع عشرة

أو إحدى وعشرين

هذا ما يتعلق بالحاجة

بقى عندنا مفطر آخر وهو خاص بالنساء :

خروج دم الحيض أو النفاس :

فالمرأة متى ما خرج منها الدم ولو قبل الغروب بلحظات فقد فسد صومها

أما لو أحست بأعراضه قبل غروب الشمس أحست بأعراضه ولم ينزل إلا  بعد غروب الشمس فصيامها صحيح

وإذا تأملنا في المفطرات السبعة نجد أنها لا تخرج عن حالتين :

إما أنها تقوي الجسم

أو توهن الجسم

الجماع يوهن الجسم

إنزال المني : يوهن الجسم

إنزال المذي :  لا يؤثر على البدن

إذاً :

إنزال المذي ليس من المفطرات

التقيؤ  :

يوهن

حقن الجسم بالدم : يقوي

الإبرالمغذية :

تقوي

الحجامة :

 توهن

خروج دم الحيض  :يضعف المرأة وأعصابها تكون غير مستقرة

فإذا ً :

إذا رأينا أو تأملنا في المفطرات وجدنا أنها لا تخرج عن حالتين:

إما لكونها توهن الجسم  وتضعفه

أو لكونها تقوي الجسم

وبهذا ينتهي حديثنا عن المفطرات