من هو المخطئ ومن هو المصيب فيما يحدث في المدارس ( هل هو الطالب أم المعلم ) ؟

من هو المخطئ ومن هو المصيب فيما يحدث في المدارس ( هل هو الطالب أم المعلم ) ؟

مشاهدات: 432

من هو المخطئ ومن هو المصيب فيما يحدث في المدارس

( هل هو الطالب أم المعلم ) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مثل هذا المقام يحسن أن نتحدث عن أمر وهو :

أن الطلاب في المدارس مع المعلمين عليهم أن يعرفوا حقوق المعلم ، وأن هذا المعلم إنما يقدم لهم خيرا بل أعظم الخيرين لأن الخير إما أن يكون في الدنيا ، وإما أن يكون في الآخرة ، وليس هناك أعظم من خير يكون فيما يتعلق بالعلم ولاسيما العلم الشرعي

ولذلك عليهم أن يحترموا هؤلاء المعلمين ، ولذلك ما يسمع وينقل لأن وسائل التواصل الآن انفتحت على الأبواب ، وقضايا تبث وتذاع وتشاع من اعتدءا من قبل الطالب على معلمه أو من قبل والد  أو ولي أمر طالب على معلمه أو تتلفظ عليه بالألفاظ هذا لا يقره الشرع وليس من أخلاق المسلمين وذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنما بعثت معلما يعلم الناس الخير )

والله قال {يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ }

 يعني هذه في معلم الناس الشرع حتى لو لم يكن معلما تخصصه يكون شرعيا فعلى هؤلاء الطلاب أن يعرفوا قدر هؤلاء المعلمين وأنهم يقدمون لهم خيرا فعليهم أن يحترموهم في المقابل يحترموهم باعبتار أنه بمثابة إما أن يكون أخا له أكبر أو أن يكون أبا له فبعض المعلمين كبير في السن  فمثل هذا يحترم كما يحترم الأب كما يحترم كبير السن ، النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال ( إن من إجلال الله من تعظيم الله إكرام ذي الشيبة المسلم )

يعني شيبة مسلم إذا أكرمته هذا من إجلال الله ولو لم تعرفه

تقديرك لكبير السن لكبير السن ذي الشيبة هذا تؤجر عليه من إجلال الله ولو لم تعرفه فما ظنك إذا كان شخصا قريبا منك يعلمك ما ينفعك إما في دينك وإما في دنياك

في المقابل على المعلمين أن يتقوا الله في هؤلاء الطلاب وأن يجعل الواحد منهم هذا الطالب كأنه أخوه الأصغر أو أنه ابنه ماذا تحب أن يفعل المعلم مع أخيك الأصغر أو مع ابنك ؟

إذن اعمله وافعله مع هذا الطالب ، والنبي صلى الله عليه وسلم  يقول كما في الصحيحين    ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وفي رواية ( ما يحب لنفسه من الخير )

 لأن النفوس تحب أن تكرم أولادها وأن تقدر وأن تحترم فتكون بمثابة الوالد لهم ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق قال ( إنما بعثت معلما )

في حديث آخر في السنن قال عليه الصلاة والسلام ( إنما أنا بمنزلة الوالد لكم ) ثم علمهم طريقة كيف يفعلون في الخلاء

سبحان الله ! انظر في مقام التعليم قال ( إنما بعثت معلما ) فله احتراما في مقام التعليم أيضا قال ( إنما أنا لكم بمنزلة الوالد ) بمنزلة الوالد يحترم ويقدر هذا المعلم

أيضا هذا المعلم يكون هؤلاء الطلاب بمثابة الأولاد له

تصور لو أن الطلب أخطأ قد يخطئ الطالب فليكن عقلك كمعلم أكبر من عقله لتستوعبه حاول أن تصلحه لأنك لست معلما فقط وإنما أيضا أنت مربي يعني تجمع بين أمرين يعني من الغنيمة والفائدة أن هذا الطالب إذا تعدل سلوكه وتغيرت ألفاظه هذا مكسب لك أنت وقد تنال دعوة من والديه إذا تحسن هذا الوالد قد تنال دعوة منهم .

الشاهد من هذا :

 أنه لا يصب الكلام والتعليق على المعلم وحده ولا على الطالب وحده وإنما كما على الطالب حقوق كذلك على المعلم حقوق وكذلك العكس وأيضا أدخل من بوابة أخرى وهذا نسمعه نسمعه فيما يتناقل فيما بين الشباب الذين يكونون في الجامعة لأن بعض من يدرس في الجامعة قد يقع منه ظلم إما من حيث يشعر أو من حيث لا يشعر

يعني على حسب  ما نسمع يقولون بعض هؤلاء من يدرس ليس  محاسبا على شيء بمعنى أنه لو قال لطالب سوف تحمل هذا المادة ستحملها ، إن أراد أن يغيبه غيبه يعني التحكم في  مستقبل هذا الطالب في هذه المادة على يد هذا المعلم في الجامعة أو هذا المدرس في الجامعة

فعلى هؤلاء أن يتقوا الله إن كان هذا يقع فهذا ظلم صريح وواضح وبين ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم قال ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )

وقال عليه الصلاة والسلام كما عند أحمد هذا ربما تعجل له العقوبة في  دنياه قبل أخراه قال عليه الصلاة والسلام كما ثبت عنه عند أحمد ( ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره الله من العقوبة في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم )

هذا ظلم

لو طالب مثلا كما يقولون مثلا الدكتور أو المحاضر يقولون لو وضع فلانا في رأسه يعني أنه لن ينجح

هذا أين الرحمة ؟ وأين الشفقة ؟

النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه قال ( لا تنزع الرحمة إلا من شقي )

حتى إن بعضهم يقول لو كانت المادة عند فلان يتعورف أن فلانا من الدكاترة سيء التعامل

يعني إذا أعطاك الله هذه المكان لتكون واليا على هؤلاء الطلاب الضعفاء تذكر قوة الله

{ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٖ } ربما ينتقم منك

النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين يقول ( واتق دعوة الملظوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )

الشاهد من هذا :

أن مثل هذه القضايا بما أنها تثار وتنشر ويحصل مثل ما يحصل كما على المعلمين حقوق لهم حقوق والعكس بالعكس

وإذا لم يحترم العلم وأهله  فإنا لله وإنا إليه راجعون

فنسأل الله الهداية للجميع والتوفيق والسداد