هذا زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر
فلا تقل سالم إلا إذا سلمك الله
فكيف تسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديث :
( القابض على دينه كالقابض على الجمر )
هذا الحديث حديث صحيح ، ويصدق وصفه في هذا الزمن
ولذلك :
قال النبي عليه الصلاة والسلام من ضمن هذا الحديث
قال : (( أجر العامل فيه كأجر خمسين ))
قالوا : يا رسول الله منا أو منهم ؟
قال : (( بل منكم ))
لاشك أن الصحابة لهم فضل بسبب الصحبة ، لا يمكن لأي شخص أن يصل إلى فضلهم ، لكن لما تلتبس الأمور لدى الناس وتكثر الفتن فإن العمل الصالح في الزمن الذي تكثر فيه الفتن يكون له فضل عظيم
ولذلك :
النبي عليه الصلاة والسلام ـــ كما عند مسلم ـــ يقول : (( عبادة في الهرج ))
الهرج : هو زمن الفتن
(( عبادة في الهرج كهجرة إليَّ ))
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
(( سيأتي زمن : العامل فيه بعُشْر ما أمرتم به ناجٍ ))
مما يدل على خطورة الزمن الذي تكثر فيه الفتن
ولاشك أن هذا الزمن زمن فتن ، لما تأتي إلى هذه الوسائل المتاحة للناس من الرجال والنساء ، وقد انفتحت عليهم بجميع أبوابها وأبواقها من الشبهات والشهوات بجميع أصنافها وأنواعها هنا يكون قابضا على دينه كما يقبض الرجل بيده على الجمر
والسالم في مثل هذا الزمن :
هو الموفق والمسدد
وإلا فإن الشهوات تعرض عليك ليل نهار صباح مساء
وبالتالي :
فإني أنصح نفسي أولا وأنصح الجميع :
أولا : عليهم بتقوى الله
الأمر الثاني : عليهم أن يكثروا من قول :
(( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
النبي عليه الصلاة والسلام :
(( كان إذا حلف ــ من صيغ الحلف التي يقولها كما عند البخاري ـ : لا ومقلب القلوب ))
و جاء عند الترمذي :
(( أن أم سلمة قيل لها : ما أكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيتك ؟ فقالت رضي الله عنها : (( أكثر ما يدعو يقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام :
كما عند مسلم :
(( يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك ))
فعلى المسلم :
أن يحرص على هذا الدعاء في جميع أحواله لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن
والشبه والشهوات كثرت في هذا العصر ، ولا أحد يقول : إني سأسلم إلا من سلمه الله عز وجل