هل اللواط أو اللوطية منسوبة إلى نبي الله لوط ؟

هل اللواط أو اللوطية منسوبة إلى نبي الله لوط ؟

مشاهدات: 513

محاضرات وكلمات

هل اللواط أو اللوطية منسوبة إلى نبي الله لوط ؟

فضيلة الشيخ  : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

اللواط أو اللوطية أهي منسوبة إلى نبي الله ” لوط عليه السلام ” باعتبار اشتقاق الاسم ؟

لماذا يقال ” لواط “ مع أن الذي يعمل هذا العمل قوم لوط ؟

نأتي إلى كلمة  ” لوط “ هذا علم ، في اللغة له مادة اشتقاق ” لاط الشيء بالقلب إذا أحبه والتصق به

وفي اللغة يطلق هذا اللفظ على الالتصاق بالفعل سواء كان هذا الفعل محمودا أو مذموما  .

تقول : ” لاط فلان الشيء ” لا يعني أنه فعل فعلا قبيحا

” لاط ” يعني التصق ، سواء التصق بشيء حميد أو مذموم  .

ولذلك يقولون في اللغة :لاط الرجل حوضه ” يعني أنه ألصق الطين به ، ولذلك ورد هذه اللفظة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ، قال :

( ولتقومن الساعة وقد رفع الرجلان الثوب فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة على الرجل يليط حوضه فلا يسقي فيه ) يعني لا يسقي فيه إبله .

والرجل لما يليط حوضه ذم أم مدح؟ مدح .

لكن لما يليط الرجل بالرجل هذا ذم .

فدل هذا على أنه من حيث الاشتقاق اللغوي يجوز أن يقال ” حكم اللواط كذا ” أو حكم اللوطية كذا “

ولذلك من حيث الشرع ورد في المسند موقوفا على ابن عمر رضي الله عنه ، وورد مرفوعا لكنه لا يصح ، قال ابن عمر رضي الله عنهما :

( لما سئل عن رجل يأتي زوجته من دبرها ، قال تلك اللوطية الصغرى )

فدل هذا على أن هناك لوطية كبرى .

إذاً / قد جرى هذا اللفظ على لسان ابن عمر رضي الله عنهما ، وهذا يدل الجواز .

فكيف تكون النسبة هنا ؟

النسبة هنا ليست إلى لوط عليه السلام وإنما نسبة إلى ما كان ينهاهم عنه وهو اللوط الذي هو الالتصاق ، لأنه من أساليب اللغة العربية أن ينسب الشيء إلى طرق متعددة بأساليب متنوعة ، من بينها ” أنه ينسب الشيء إلى الشيء باعتبار الفعل “

وهذا له أمثلة /

من هو إسرائيل ؟

هو يعقوب عليه السلام ، لما نقول ” هذه  إسرائيليات ” هل المقصود أنها منسوبة إلى إسرائيل نبي الله يعقوب عليه السلام ؟ لا .

لما نقول ” القدرية “ وهي طائفة ضلت فنفت قدر الله ، هل في هذا إثبات لهم ؟ لا ، وإنما نسبة إلى ما كانوا عليه

فلا يمكن أن يخطر في بال مسلم أن المقصود من اللوطية أو اللواط أنه منسوب إلى لوط عليه السلام ، ولا يمكن أن ينقدح في ذهن مسلم أن الإسرائيليات تنسب إلى نبي الله إسرائيل .

ولذلك في كتب الفقهاء وفي كتب المفسرين وفي كتب المحدثين وفي كتب أهل اللغة أتت على ألسنة كثير من العلماء إن لم يكن إجماعا أنهم يقولون ” باب في حكم اللواط ”

إذاً لا ضير في ذكر هذا الاسم ، لكنه لا ينسب إلى لوط عليه السلام ، وإنما ينسب إلى الفعل الذي كان ينهاهم عنه عليه السلام الذي هو اللواط .