هل المصحف في جوالك ؟

هل المصحف في جوالك ؟

مشاهدات: 412

هل المصحف في جوالك ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإن الله وصف هذا القرآن بأوصاف متعددة في كتابه عز وجل وصفه بأنه روح { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا }  لم سماه بالروح ؟ لأن حياة الإنسان وروحه إنما تحيا عن طريق هذا القرآن فإذا هجر هذا القرآن فإن هذا القلب يخرب ولذلك النبي شكا إلى ربه حال أمته { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا }

سماه الله نورا وإذا كان نورا { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } فإذا كان القرآن نورا فإنه إذا هجر كيف يتأتى للإنسان في هذه الحياة وفي معترك هذه الحياة وما فيها من شبهات وشهوات كيف يكون له نور وهداية يهتدي ؟

لا يمكن أن تكون هداية إلا عن طريق هذا القرآن

ثم إن هذا القرآن إضافة إلى ما فيه من الحياة والنور والهداية والرحمة سماه الله رحمة { هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ } { هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } إذن أوصاف متعددة { إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ } وصفه الله بأنه كريم باعتبار أن قارئه مكرم في الدنيا وفي الآخرة ومع هذه الأوصاف كلها إذن نأتي أيضا إلى من يقرأ هذا القرآن كم له من حسنات يعني النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي يقول ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرم ولام حرف وميم حرف )

هذا القرآن اعتنى به العلماء حتى جعلوا له مصنفات من حيث العدد من حيث عدد الكلمات من حيث عدد الحروف من حديث عدد الآيات حتى دونوا رحمهم الله أن عدد حروف القرآن أكثر من ثلاثة ملايين تصور لو أن الإنسان ختم القرآن مرة واحدة كم يظفر من حسنات بأكثر من ثلاثة ملايين حسنات

ونحن في الزمن اختلطت فيه الأمور ولا يمكن للإنسان أن تكون له نجاة إلا عن طريق هذا القرآن

ولذلك لما نزل هذا القرآن وأخذ به الصحابة سادوا الأمم فلا ننظر إلى حالنا من أنه في حالة انحطاط وذل وصغار إنما هذا ناتج من أنفسنا

نعيب زماننا والعيب فينا           وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير بذنب       ولو نطق الزمان لهجانا

البلية كل البيلة إنما هي في أنفسنا

ووالله لو أخذنا هذا القرآن كما أخذه الصحابة لأصبحت لنا مكانة عظيمة

ولذلك في حديث حذيفة بن أوس كما في السنن كانوا يعني الصحابة يختمون القرآن كل أسبوع مرة يحزبون القرآن يأخذون ثلاث سور في اليوم الأول في اليوم الأول يقرءون سورة البقرة وآل عمران والنساء

وفي اليوم الثاني يأخذون خمس سور ثم سبع ثم تسع ثم إحدى عشرة ثم ثلاث عشرة ثم يأتون إلى المفصل ، من ق إلى الناس يقرؤونه في يوم واحد

ولذلك كان عمرو بن العاص رضي الله عنه يحاول مع النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بأن يختم القرآن في كل يوم مرة ، والله لو أن قلوبنا كما قال عثمان طهرت ما شبعت من كلام الله

يقول : ” لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم “
أما أن نبقى هكذا

هذا الجوال في أيدينا مع أن وسائل قراءة القرآن عن طريقه ميسرة

 بإمكان الإنسان يقرأ ولكن نجد أنه يقرأ كلام البشر ويتتبع كلام البشر وما يجري للبشر من أحداث بينما ما يكون في كلام الله من مواعظ من قصص من أحكام من فوائد هذه لا يقرؤوها كيف ندعو الناس إلى أن يتدبروا كلام الله وهم لا يقرءونه من لا يقرأ كيف يتدبر ؟! إن قرأ الشباب في الجملة وإلا هناك أناس ما شاء الله حريصون على قراءة القرآن لكن في الغالبية لو قرأ أو قرأت البنت أين يقرأ أو أين تقرأ في المدرسة ؟

ثم آخر عهدهم بهذا الكتاب إذا رجعوا إلى المدرسة مرة أخرى وهكذا تمضي الأيام والسنوات ونحن نعاني نقول فينا عين فينا سحر فينا مس من الجن وهذه في الحقيقة لم نأخذ بالقاعدة أو المثل الطبي الوقاية خير من العلاج يعني قبل أن تقع بنا هذه الأشياء من الأمراض النفسية من العين ومن السحر لم نأخذ من الوقاية

الوقاية أين ؟

في كلام الله ، ولذلك يقول ابن القيم إذا كان للإنسان ورد في يومه لا يتركه فإنه يكون أبعد الناس عن الإصابة بالسحر والعين أما أن نبقى ونبقي  أنفسنا هكذا مجردين من السلاح يعني عندنا سلاح وهو الذكر والقرآن سلاح ضد الشياطين ضد الجن فإذا أبقينا أنفسنا هكذا فإننا في مثل هذه الحال لا نقل فيما يستقبل أصابنا بكذا أو أصيبت ذرياتنا بكذا أو بكذا.