هل تكون إجازتك هذه السنة مثل إجازتك في السنة الماضية ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مما لا شك فيه أن أنفس ما يملكه المسلم وما يملكه الإنسان هو عمره والعمر إذا استغله المسلم فيما يرضي الله فإنه حينها يكون مقربا إليه جل وعلا ، ولذا لو تأملنا بعض النصوص القرآنية التي أتت ، أتت وقد أقسم الله ببعض الأوقات أقسم بالعصر أقسم بالضحى أقسم بالليل كل هذا القسم يدل دلالة واضحة على عظم هذا المقسم به ، فالله لا يقسم إلا بشيء عظيم فدل هذا على أن هذه الأوقات التي أقسم الله بها عظمت من أجل أن يستفيد المسلم منها في طاعة الله ، ولذا تنوع القسم بها العصر الضحى الليل كل هذا من أجل هذا الأمر ، وبالتالي فإن على المسلم في مثل هذا الزمن والإجازة آتية وهي إما أن تكون خيرا للإنسان أو شرا عليه لأن العمر يمضي ، ولذلك يقول الحسن البصري ” كل يوم يمضي فإنه بمثابة الصندوق يغلق ولا يفتح ” يعني لا يفتح إلا يوم القيامة
ولذلك قال رحمه الله ” كلما مضى منك يوم مضى منك بعضك ” وبالتالي فإن ما سيأتي من أجازات نأمل ألا تكون كنظائرها من الإجازات التي مرت على المسلمين في السنوات الماضية نجد أنه سهر بالليل ونوم بالنهار وليس سهرا فحسب ليس سهرا مجردا وليس نوما مجردا فحسب بل يصحب هذا السهر إما ما يسخط الله أو أنه نوم بالنهار عن الواجبات بعضهم إذ به من بعض صلاة الفجر إذا به ينام ويدع صلاة الظهر والعصر والمغرب وربما العشاء ، وهكذا دواليك
فأي راحة وأي سعادة لهذا الإنسان حينما يضيع وقته
ولذلك لو تأملنا وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر من السهر كان كما في الصحيحين كان يكره الحديث يعني الكلام بعد العشاء اللهم إلا إذا كان لغرض فيه مصلحة دينية أو دنيوية فكان يتكلم بعد صلاة العشاء يعني مما تدعو إليه الحاجة والمصلحة
هذا يدل على أن الليل هو محل للنوم ومحل للطاعة والتقرب إلى الله { وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
نجد أن جملة كبيرة منهم يسهر ومع ذلك يأتي السحر عليه وإذا به لم يصل ولم يقرأ القرآن
ثم هو شهر قادم عليه شهر رمضان في الإجازة فكيف يضيع هذا الشهر أو تضيع الإجازة كما ضاعت الإجازات السابقة ، وبالتالي فإن المسلم لا يدري هل يكمل هذه الإجازة أم لا ؟
الإنسان أنفاس كل نفس يقربك إلى الله ، ما نراه للأسف من تضييع الأوقات هذا لا يفيد الإنسان ولا نغتر بهذه الدنيا فالدنيا زائلة مهما تمتع الإنسان وتلذذ ، ولا يكن الإنسان في غفلة لا يكن الإنسان في غمرة ثم إذا به يقبض وتقبض روحه من حيث لا يشعر
فنسأل الله التوفيق والسداد والإعانة على الخير.