هل قول( رب كلمة تقول لصاحبها دعني) حديث نبوي أم أنها مثل رب كلمة عوراء زلجت من فيك ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قول ” ورب كلمة كلمة تقول لصاحبها دعني “ هذا ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يوجد له أصل في كتب السنة بعد البحث ، وهو مثَل وذلك أن ملكا خرج للصيد مع نديم له يعني يتجاذب معه أطراف الحديث كان يقربه ويكرمه فأشرف على صخرة ملساء ووقف عليها فقال له النديم لو أن إنسان ذبح على هذه الصخرة إلى أين يبلغ دمه ؟ فقال الملك اذبحبوه عليها ليرى دمه أين يبلغ ؟ فذبح عليها فقال الملك ” رب كلمة تقول لصاحبها دعني”
ولا شك أن الكلمة وقد تكون كلمة واحدة رب كلمة أوقدت حربا وأهلكت شعوبا أو فرقت أحبابا أو أصحابا أو أسرا أو أراقت دما أو قطعت أرحاما إلى غير ذلك من المساوئ التي تحصل بسبب الكلمة التي تقال ولا يتريث النطق بها ليتأمل صاحبها ما فيها .
ولذلك في كتب الأدب يقولون : ” رب كلمة سلبت نعمة ورب حرب شبت من لفظة ” يعني من كلمة
ولذلك يقول أهل الأدب : ” رب كلمة عوراء ــ يعني قبيحة ينظر ما تورثه من عواقب ــ ” رب كلمة عوراء زلجت ” يعني صدرت بدون تفكرو تكفير
” زلجت من فيك ” يعني من فمك” ثم زلجت قدمك في مقام تلافيك “
ويضبطها بعضهم ” في مقام تلاقيك “
وأبلغ من هذه الكلمات قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
انظر إن أردت أن تتكلم بناء على هذا الحديث انظر إن كان شرا فيتعين عليك السكوت إن كنت لا تدري أهو خير أو شر فيتعين عليك السكوت
فإن علمت يقينا أنه كلام خير فقل
إذن ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
ورب كلمة خير تجمع قلوبا وشعوبا وتزيد محبة وترقع قلبا وتمسح حزنا أعظم من تأثير أي أمر من امور الدنيا
ولذلك قال أبو عنبة الخولاني وهو الصحابي المعمر الذي صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم القبلتين كان يقول رضي الله عنه : ” رب كلمة خير من إعطاء المال “
وصدق
فخلاصة القول :
أن على الإنسان أن يحرص على ألا تيكلم إلا بعد ما يتريث ويتروى فيما يقول وكذلك الشأن فيما يكتب ولاسيما في وسائل التواصل وفيما يقال في وسائل التواصل وفي المجالس
فنسأل الله أن يحفظ علينا ألسنتنا وجميع جوارحنا وأن يستعملنا في طاعته