هل يجوز تخصيص أدعية للاختبار ؟
وهل يجوز التغشيش إذا سئلت حتى لا تلجم بلجام من نار ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن حديثي حول الاختبارات يتمحور فيما يلي :
أولا : على المسلمين أن يعلقوا نفوسهم وقلوبهم بالامتحان الأعظم الذي هو يوم القيامة ، ولاشك أن امتحان الدنيا مطلب أساسي ولذا لا تتقدم الأمم إلا بالعلم سواء كان هذا العلم يتعلق بعلم الشريعة أو يتعلق بالعلم الدنيوي
فهذا شيء يطالب به المسلم ، لكن على المسلم ألا يغفل ذلك الامتحان العظيم ، ولذلك جل وعلا لما ذكر ذلك اليوم الذي هو أعظم ما يكون فيه من الهول لما ذكره عز وجل وصفه بأنه يوم غد واليوم الغد هو ما يلي يوم حاضرك قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } انظر كيف صدر الآية بقوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا } لأن من دلائل ومقتضى الإيمان أن يحرص المسلم أن يستعد المسلم لذلك الامتحان العظيم
ثم بعد ذلك أمر عز وجل بتقواه عز وجل ، وهذا يدل على أن التقوى أعظم طريق للنجاة من تلك الأهوال التي تكون في ذلك اليوم
ثم وضح عز وجل بأنه قريب جدا ولذا قال تعالى { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } وقال تعالى { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ }
ثم بعد ذلك ثنى بذكر القتوى قال { وَاتَّقُوا اللَّهَ } ثم بين أنه مطلع على كل شيء { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } فعلى المسلمين كما هم حريصون أشد الحرص على هذه الامتحانات الدنيوية وهم يحمدون على ذلك عليهم أن يحرصوا على الامتحان الأعظم الذي فيه السعادة الأدبية
الأمر الثاني : أن بعضا من الطلاب يتناقلون فيما بينهم أدعية تقال قبل دخول الاختبار وفي أثناء الاختبار ، وبعد الاختبار أو ما شابه ذلك من هذه المواطن التي تكون متعلقة بالامتحانات ونحن نقول إن هذه الأدعية ليست من شرع الله لأنه ليس هناك امتحان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا من البدع ولا يجوز للمسلم أن يخصص دعاء معينا في زمن معين إلا ما جاء به الشرع لكن لو تعسرت على المسلم أموره سواء كان في الامتحانات أو غير الامتحانات فعليه بذلك الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ابن السني وعند ابن حبان ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت إذا شئت تجعل الحزن سهلا )
الأمر الثالث : أن هناك ما يتناقل عبر وسائل التواصل أن الغش جائز بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) هذا الحديث للأاسف وضع في غير موضعه ، لم ؟ لأن الغش في الاختبارات يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم ( من غشنا فليس منا ) وفي رواية ( من غش فليس مني )
فهذا يدل على أنه يحرم الغش بتاتا وأما هذا الحيدث فإنه حمل مالا يحتمل
لم
لأنه ليس على إطلاقه فإن كتمان العلم من باب المصلحة يجوز إذا اقتضت المصلحة الحاجة إلى ذلك يجوز ، ولذلك في الصحيحين في حديث معاذ لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أتى بالشهادة أنه ينجى من النار قال يا رسول الله أفلا أخبر الناس قال ( لا تخبرهم فيتكلوا ) مع ذلك أمر عليه الصلاة والسلام أن يكتم هذا العلم لمصلحة ، أما أن ينزل هذا الحديث في هذا الموطن فهذا ليس بصحيح
الأمر الرابع : على أولياء الأمور أن يتقوا الله في أولادهم ولاسيما البنات وهذا يشمل إذا قلنا الأولاد يشمل الذكور والإناث فعليهم أن يتقوا الله في مثل هذه الأيام بما أنهم يرحصون عليهم ويشجعونهم ويحثونهم على أن يدرسوا وأن يحافظوا على أوقاتهم كذلك عليهم أن يشجعوهم على طاعة الله من الصلاة ونحو ذلك هذا واجب عليهم
كذلك يجب عليهم أن يحافطوا على هؤلاء الطلاب هذا الطالب لما يخرج يخرج بعضهم أحيانا الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف ، هذا الشاب أو تلك الفتاة أين تذهب بعد ذلك ؟ لابد أن يعر ف متى يخرج هذا الولد تخرج هذه البنت ومتى يخرج هذا الولد من هذه المدرسة ومتى يعود إلى البيت ؟
وعليه أن يحرص كما أنه يحرص على أنهم يأتون بدرجات عالية
يحرص على أن يحفظ لهم سلوكهم ؛ لأن المحافطة على السلوك من أهم الأشياء ، ولذلك الوزارة هي وازرة التربية والتعليم ؛ لأن التربية هي أول شيء والله عز وجل يقول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } والنبي صلى الله عليه وسلم قال ( كلكلم راع وكل راع مسوؤل عن رعيته )
أما أن يترك هؤلاء الشباب لأن بعضا من الشباب حسب ما نراه في السنوات الماضية بعض من الشباب يكونون صالحين لكن لما اختلطوا في هذه الفترة من الزمن بأناس يقعون فيما يسخط الله وفيما هو يحرف سلوكهم ، ولذلك بعضهم يقع في المخردات في اللواط قد يحصل ما يحصل من انفلات البنت إذا لم تراقب في مثل هذه الأيام فعلى المسلم أن يراقب الله وأن يتقي الله
وإذا أراد أن يدرك حقيقة ما اقول فليسأل الجهات المختصة التي تعنى بهذه الأشياء فإن عندهم من القضايا ما يشيب لها الرأس فنسأل الله أن يحفظ أولادنا وأولادكم من كل سوء .