هل يجوز تعجيل الزكاة لسنوات قادمة ؟
وماذا يفعل لو زاد النصاب أو نقص أو تلف ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعجيل الزكاة لسنوات قادمة
بمعنى أنه يخرج زكاة ماله للعام القادم وللذي يليه :
هل له الحرية المطلقة أن يخرج زكاة أي سنة قادمة ولو أكثر من سنتين أم أنه لا يحق له أن يقدم زكاة ما يأتي ولو عاما واحدا ؟
أو أن له أن يخرج زكاة سنتين قادمتين فقط ؟
خلاف بين أهل العلم والدليل هو الفيصل ، فالدليل أتى ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه تعجل زكاة العباس بن عبد المطلب لسنتين )
إذن لا نمنع من السنتين فأقل ولا نزيد عن سنتين اتباعا للنص هذا من حيث الجواز ، ومن أجاز هذا لا يستحبه ولذا يقول من يقول بهذا القول لا يستحب ، لم ؟
قالوا لأنه ربما ينقص النصاب في السنوات القادمة أو ربما أنه يتلف فلم يلزمه الشرع بمثل هذا ، لكن لو تعجل بسنتين فأقل فلا إشكال في ذلك
هب أنه تعجل زكاة ماله مثلا هو يظن أن زكاة ماله بل هو الآن يقول زكاة مالي في السنتين القادمتين مقدارها أربعون ألفا ثم إذا بهذا المال نما وزاد فصار في كل سنة مثلا زاد عشرة هنا لو تعجل الزكاة تلك العشرة في السنة القادمة وكذا في السنة التي تليها يجب إخراج الزكاة لأنه مال مرت عليه السنة ، فتجب فيه الزكاة لأنه تابع للأصل ولو نقص النصاب فالغرم عليه ؛ لأنه هو الذي رضي لنفسه أن يعجل الزكاة
من حيث الأصل قلنا يجوز ولا يستحب ، لكن إن وجدت مصلحة لدفع حاجة ألمت بإخوانه المسلمين أو لدفع مضرة مالية حصلت لهم فهنا يقال بالاستحباب ، ليس من حيث الأصل وإنما لنفع إخوانه الفقراء
فقد يتغير الحكم من حيث الأصل إلى حكم آخر باعتبارات أخرى
وهنا ارتقى الحكم من الجواز إلى الاستحباب باعتبار النفع الحاصل لإخوانه الفقراء والمحتاجين